المتحف المصري يعرض أهم اللوحات الفنية الخشبية في مصر القديمة

القاهرة- يستضيف المتحف المصري بميدان التحرير في العاصمة المصرية القاهرة، معرضا نادرا لا ينظم مثله بشكل دوري، يحمل عنوان “اللوحات الخشبية لمصطبة حسي – رع”، ويضم المعرض لوحات نادرة تعد من أهم اللوحات الفنية الخشبية في مصر القديمة.
والمعرض، الذي يقام برعاية وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي، وافتتحه مساء السبت الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسفير الفرنسي بالقاهرة إيريك شوفالييه وعدد من علماء المصريات، جرى عرض لوحاته بعد أن خضعت لأعمال دراسة وترميم جرت بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار المصرية والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة.
وحسب بيان خاص بالمعرض، تم عرض اللوحات وفقا لآليات النشر العلمي، حيث تم بناء ممر طبق الأصل من الممر الغربي لمصطبة حسي – رع بسقارة، وعمل كوات تحتوي كل واحدة على اللوحات الخشبية الحقيقية، كما تم عمل محاكاة للجدار الشرقي للمصطبة وتزيينه بنقوش شبيهة لما كانت عليه المصطبة الأصلية.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية إن إعادة عرض اللوحات الخشبية لحسي – رع تعد بمثابة رسالة للعالم أجمع بأن المتحف المصري بالتحرير مستمر في رسالته، وسيظل أيقونة المتاحف وقبلة الزائرين والدارسين من مختلف دول العالم.
وأكد أن المتحف المصري في ميدان التحرير هو من أقدم متاحف العالم، وأول متحف يبنى ليكون متحفا للآثار، وإن تطوير سيناريو العرض به، والذي يقوم به المجلس الأعلى للآثار حاليا، سيعمل على إعادة اكتشاف الكنوز المعروضة بالمتحف من خلال سيناريوهات عرض جديدة تبرز جمالها.
وأشار إلى أن جميع القطع الأثرية التي سيتم اكتشافها خلال أعمال الحفائر الأثرية ستأتي إلى المتحف المصري بالتحرير كعادتها للترميم وعرضها ضمن سيناريو العرض بالمتحف بما يعمل على جذب الزائرين له بصفة دائمة.
كما أعلن عن قيام المجلس الأعلى للآثار بالدراسات اللازمة لإمكانية إعادة إحياء نظام التهوية المركزي الأصلي للمتحف والذي تم إنشاؤه أثناء بناء المتحف عام 1897 للتهوية الذاتية لقاعاته، فضلا عن أنه سيتم اختيار قطعة أثرية من مقتنيات المتحف لتكون رمزا للمتحف.
تم الكشف عن مقبرة حسي – رع (مسؤول رفيع في عهد قدماء المصريين وعمل تحت حكم الملك زوسر أثناء الأسرة المصرية الثالثة) واللوحات الخشبية بداخلها، بواسطة العالمان جاك دي مورغان وأوجيست مارييت في عام 1861 في جبانة سقارة الشمالية، وفي عام 1868 تم نقل هذه اللوحات إلى متحف بولاق حيث تم عرضها هناك ثم نقلت إلى قصر إسماعيل باشا في الجيزة. وفي عام 1902، تم عرض اللوحات برواق رقم 46 بالدور الأرضي بالمتحف المصري بالتحرير.
وبين عامي 1911 و1912، قام العالم جيمس إدوارد كويبل بإعادة حفر مصطبة حسي – رع حيث استطاع العثور على لوحة أخرى، والتي لم تعرض من قبل، حتى تم عرضها في معرض “اللوحات الخشبية لمصطبة حسي– رع”.
وبحسب البيان، بدأ مشروع ترميم لوحات حسي – رع الخشبية في عام 2021، بتعاون مشترك بين المتحف المصري في ميدان التحرير والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة.
وبحسب وزارة السياحة والآثار المصرية، تعد لوحات حسي – رع نسخة فريدة من نوعها وتمثل قيمة أثرية ليس فقط لعلماء الآثار المصرية وإنما لأطباء الأسنان، حيث حمل صاحبها حسي – رع (الأسرة الثالثة) ألقابا عديدة من بينها أنه كبير أطباء الأسنان كما تعكس مدى أهمية شخصية حسي – رع البارزة.
ويظهر حسي – رع على كل لوحة من لوحاته بهيئته المتميزة في وضع بين الوقوف والجلوس على كرسي أنيق أمام مائدة القرابين ذات الأرغفة، وهي أقدم نموذج لقوائم القرابين، وفي كل الأحوال كان يمسك في يده العصا والصولجان الدالين على أنه موظف أو أدوات الكتابة التي يحملها أحيانا على كتفه، كما أنه يتميز في تصويره بشاربه الأنيق وشعره المرسل تارة والمجعد تارة أخرى.