حملة تخوين ضد قناة لبنانية أغضبت حزب الله

ازدادت حملة التخوين ضد قناة “ام.تي.في” شراسة بسبب تغطيتها للحرب الإسرائيلية على لبنان والتي لا تتلاءم مع سردية الحزب، بينما الجهات الوصية على الإعلام تكتفي بإصدار بيانات الهدوء.
بيروت - تتعرض قناة “ام.تي.في” لحملة تخوينية ممنهجة تهدد سلامة مراسليها وطاقمها الإعلامي بخطر جسيم، بسبب تغطيتها للعدوان الإسرائيلي على لبنان التي لا تتناسب مع روايات حزب الله الذي يريد من جميع وسائل الإعلام أن تدور في فلكه، حيث ترفع القناة شعار “فلترفع إيران يدها عن لبنان”.
وبدأت الحملة من قبل جمهور حزب الله والموالين له ضد قناة “ام.تي.في” مع بداية العدوان الإسرائيلي، وباتت تشكل تهديداً كبيراً للحريات الإعلامية ولسلامة العاملين في القناة.
وازدادت الحملة شراسة بعد أن كشفت القناة في تقرير لها عن وجود مسلّحين من حزب الله في مراكز الإيواء، اضطرت لاحقا إلى حذفه من موقعها الإلكتروني بسبب الهجمة التي تعرضت لها، حيث اعتبره البعض تحريضا على استهداف مراكز الإيواء رغم أن المعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها إسرائيل لا تحتاج إلى تقرير صحافي. وجاء في تعليق:
nm_iq1@
#ام_تي_في_الاسرائيلية يجب ملاحقتها ومحاسبة عامليها بسبب تحريضها المستمر وتسببها باستهداف الأبرياء والمدنيين وهو ما يؤكد أن #mtv قناة تابعة وممولة ومدعومة من العدو الاسرائيلي مهمتها بلبنان تجسسية ونقل المعلومات وتبرير ضربات واستهداف العدو الاسرائيلي للمدنيين والأطفال والنساء.
وقال آخر:
___AbuTaleb@
كل الجمهور شاهدين على تهديد واكاذيب وخداع قناة ام تي في MTV لذلك على الجهة المعنية المسارعة في اتخاذ حكم على القناة.
وذكر ناشطون أن أحد المحامين تقدم بدعوى قضائية ضد القناة بزعم التحريض.
nisrinealijaber@
تقدم المحامي محمد زعيتر بإخبار ضد قناة mtv اللبنانية اليوم بجرم التحريض على القتل في زمن الحرب وإثارة النعرات الطائفية وتهديد السلم الأهلي والجرائم التي تنال من الوحدة الوطنية الفتنة والنيل من الوحدة الوطنية وتعكير الصفاء بين عناصر الأمة.
وتحت ذريعة أن القناة تحرض إسرائيل على استهداف مراكز الإيواء، قامت جيوش إلكترونية موالية لحزب الله بالترويج بأن القناة تخزن أسلحة في المبنى التابع لها بقصد دفع إسرائيل إلى استهدافها، متجاهلين أن الاستخبارات الإسرائيلية تعتبر من أقوى الأجهزة في هذا المجال ولا تستند في ضرباتها إلى أخبار قناة محلية أو دعاية موالين لحزب الله. وعلق آخر:
MouhamadAjami@
يتوقع مراقبون أن يشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على مبنى قناة mtv اللبنانية الواقع في منطقة النقاش، إحدى ضواحي مدينة بيروت وذلك لإحتواء المبنى على مستودع كبير للأسلحة التابعة لفرقة الرضوان في حزب الله.
ويستنكر الصحافيون والمنظمات المعنية بحرية الصحافة في ظل هذا الوضع، منع قناة “ام.تي.في” من أداء رسالتها الإعلامية ونقل حقيقة العدوان الإسرائيلي للمشاهدين ويطالبون بتدخل عاجل وفوري من قبل وزارة الإعلام والحكومة اللبنانية لوقف هذا الانتهاك الخطير.
ويقول الداعمون للقناة أن هذا الانتهاك الصارخ للحريات الإعلامية، التي يكفلها الدستور والقانون اللبناني، لم يعد مقبولاً السكوت عنه. وعلى الرغم من البيانات الصادرة عن الحكومة ووزارة الإعلام التي تطالب وسائل الإعلام بالالتزام بالمعايير الوطنية واستيعاب دقة المرحلة التي تمر بها البلاد، فإن الحكومة مطالبة اليوم باتخاذ موقف حازم لحماية حرية الإعلام ووقف أي تضييق على قناة الـMTV، التي تُعد واحدة من أبرز الوسائل الإعلامية في لبنان.
وقالت منظمة إعلاميون من أجل الحرية في بيان نشرته على حسابها الرسمي في اكس:
Forfreedomjour1@
تتعرض محطة @MTVLebanon ومراسلوها لحملة ممنهجة، تستهدف وقف تغطيتها لمجريات الحرب، كما تطالها حملات التخوين.تدين جمعية “إعلاميون” هذه الحملة وتطالب وزير الإعلام @ZiadMakary الذي تعتبره نصيراً للجسم الإعلامي بالتدخل الفوري لوقف هذه والممارسات، كما تؤكد على دعمها لل mtv في حقها.
ولفتت “إعلاميون” إلى أن هذا التضييق على الإعلام اللبناني، يعمق الفجوة بينه وبين الإعلام العربي والدولي، الذي يغطي أحداث الحرب، ويترك ظلالاً قاتمة على الوضع العام في لبنان، ويؤدي إلى المس بحرية الإعلام والحريات العامة التي تشكل جوهر وجود لبنان.
وسخر ناشطون من التمادي في الحملة على القناة في حين أن اسرائيل تدمر جنوب لبنان والضاحية، وقال أحدهم:
Ano32260570@
هم بيخوضو حرب على الأرض كل يوم وبياخذوا الأرض كل يوم وانتوا بتخوضو المعارك ضد السفارات وضد صحفيين قناه ام تي في.
في الأخير انتم بتغلقوا السفارات وتنهي حريه الصحافه وهم بياخدوا الجنوب.
وتحاول الجهات المسؤولة عن الإعلام عدم التورط في خلاف مع حزب الله الذي يعتبر فعليا وصيا على هذا القطاع في البرلمان، ويحاول رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبدالهادي محفوظ إمساك العصا من المنتصف حيث حذر “من نشر الأخبار الكاذبة التي لا تخدم سوى العدو الإسرائيلي الذي لا يهمه إطلاقاً مصلحة اللبنانيين ومصلحة الدولة اللبنانية”، مشيراً في تصريح إلى “أن المجلس تلقى شكاوى بحق إحدى المؤسسات المرئية التي نشرت معلومات غير صحيحة نفتها المؤسسة العسكرية والجهات الأمنية عن انتشار مسلحين تابعين للمقاومة في الأشرفية”.
وأضاف المجلس أن وزير الإعلام زياد مكاري، قد أبلغ رئيس المجلس الوطني للإعلام بما نشرته المؤسسة المرئية المعنية. من هنا، يدعم المجلس اتخاذ الإجراء المناسب من جانب الحكومة اللبنانية حفاظاً على دور الإعلام في حفظ السلم الأهلي وعدم الوقوع في الأفخاخ الإسرائيلية الكثيرة.
كما يطالب المؤسسة المرئية هذه إلى تصويب أدائها والالتزام بالموجبات الأخلاقية والمهنية التي ينص عليها القانون المرئي والمسموع رقم 382/94″، منوّهاً من جهة أخرى “بموقف الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع والإلكتروني، من التغطية الموضوعية للإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وما تبتغيه من استهداف البنية الإجتماعية اللبنانية، بالتمزيق وبث الخلافات وإثارة النعرات على اختلافها”.
وكان مكاري ذكّر في بيان “وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية بأهمية توخي الدقة والحذر في نشر الأخبار، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان”. وقال “مرة جديدة تجد وزارة الإعلام نفسها مضطرة إلى تذكير وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية كافة بضرورة التبصر ومحاذرة الانزلاق إلى الفتن وتعريض السلم الأهلي في زمن الحرب”.
ودفعت تصريحات مكاري الناشطين إلى التساؤل: هل القرار حفاظا على السلم الأهلي أم عن رواية حزب الله وسيطرته على السردية الإخبارية في الحرب، وسط الصمت عن الانتهاكات ضد الصحافيين.
وكان بعض الصحافيين قد تواصلوا مع مؤسسة “سكايز” لتوثيق ونشر الانتهاكات التي تعرضوا لها، في رفض لهذا الواقع، بينما يخشى آخرون التحدث عن هذه الانتهاكات خوفاً من منعهم من التغطية في المناطق التي تسيطر عليها عناصر حزبية.
وأعربت المؤسسة عن قلقها من تصاعد حملات التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الصحافيين “بسبب مواقفهم المعارضة للحرب”، محذرة من احتمال “انتقال هذه الحملات من الفضاء الافتراضي إلى اعتداءات جسدية على الأرض”.