الذكاء الاصطناعي حاضر في الانتخابات الأميركية

برنامج سياسة الديمقراطيين يقول إن هاريس إذا فازت في الانتخابات ستتخذ نهجا حذرا تجاه الذكاء الاصطناعي بينما سيكون ترامب أقل حذرا من منافسته الديمقراطية.
الجمعة 2024/10/11
سباق على الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية

لندن- قد لا يكون الذكاء الاصطناعي قضية حاسمة للناخبين الأميركيين، لكنه أصبح في طليعة عناوين الصحف إثر مناظرة سبتمبر الرئاسية حيث أيدت تايلور سويفت المرشحة كامالا هاريس وقالت إن مخاوفها من الذكاء الاصطناعي والمعلومات المضللة دفعتها إلى التعبير عن دعمها.

وقالت سويفت إن صورة مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي نشرها الرئيس السابق دونالد ترامب صورتها وهي تطلب من الناس التصويت له. ودفعها هذا إلى توضيح نواياها في مواجهة المعلومات المضللة التي يمكن نشرها باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وتتبع نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس، وهي من كاليفورنيا وتربطها علاقات بوادي السيليكون، نهجا حذرا تجاه ابتكارات الذكاء الاصطناعي، مع دعوتها إلى تعزيز الريادة الأميركية في مجال التكنولوجيا.

كامالا هاريس: سأتأكد مما إذا كنا نقود العالم في مجاليْ الفضاء والذكاء الاصطناعي
كامالا هاريس: سأتأكد مما إذا كنا نقود العالم في مجاليْ الفضاء والذكاء الاصطناعي

ويميل الجمهوري ترامب إلى إلغاء القيود التنظيمية على الرغم من أنه يرى تهديدات من المنافسين العالميين (وخاصة الصين) في مجال الذكاء الاصطناعي وغيره من التكنولوجيا المتطورة.

فما الذي تعنيه رئاسة ترامب أو هاريس للذكاء الاصطناعي؟

شددت هاريس خلال المناظرة الرئاسية على الحاجة إلى الاستثمار في “التكنولوجيا الأميركية” حتى يمكن للولايات المتحدة الفوز في “منافسة القرن الحادي والعشرين” أو “السباق على الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية”.

ولكن من المرجح أن تتخذ هاريس إذا فازت نهجا حذرا تجاه الذكاء الاصطناعي، مثل سلفها الرئيس جو بايدن.

وكان بايدن وقع في أكتوبر الماضي أمرا تنفيذيا للحد من المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على المستهلكين والعمال ومجموعات الأقليات والأمن القومي، فقد وجّه أمرا إلى الوكالات الفيدرالية، طالبا منها وضع معايير عالية جديدة للسلامة والأمن للذكاء الاصطناعي، تضمن العدل والحقوق المدنية وتعزّز الأسواق التنافسية في الصناعة.

وتعتبر هاريس التكنولوجيا قضية أمن قومي، وأن الصين تشكل تهديدا رئيسيا للهيمنة الأميركية.

وربطت هاريس في خطاب قبولها الترشح رسميا عن الحزب الديمقراطي الذكاء الاصطناعي بالصراع على الهيمنة مع الصين.

وقالت “سأتأكد مما إذا كنا نقود العالم إلى المستقبل في الفضاء والذكاء الاصطناعي، ومن فوز أميركا، وليس الصين، بمنافسة القرن الحادي والعشرين”.

ووعد برنامج الحزب الديمقراطي السياسي بأن إدارة هاريس ستركز على “الوفاء بالوعد وإدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي”.

وجاء فيه “يساعد الذكاء الاصطناعي في علاج الأمراض والتنبؤ بالطقس وتحويل التعليم، لكنه يُعتمد أيضا لاستنساخ الأصوات والاحتيال وغرس التحيز وتقويض الديمقراطية”.

◄ الجمهوري ترامب يميل إلى إلغاء القيود التنظيمية على الرغم من أنه يرى تهديدات من المنافسين العالميين (وخاصة الصين) في مجال الذكاء الاصطناعي وغيره من التكنولوجيا المتطورة

وذكر البرنامج السياسي أن العمال يجب أن يكون لهم صوت في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في أماكن عملهم والمشاركة بشكل عادل في أي مكاسب اقتصادية تنتج عن هذه التكنولوجيا.

وتقول كلارا لانجفين أخصائية سياسة الذكاء الاصطناعي في اتحاد العلماء الأميركيين، وهي مجموعة أبحاث سياسية ومناصرة، إن”مخاوف هاريس بشأن الآثار الضارة للذكاء الاصطناعي سليمة، لأن التحيز في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضر -بشكل غير متناسب- بالمجتمعات المهمشة”.

ويقول برنامج سياسة الديمقراطيين إن إدارة هاريس ستواصل الدعوة إلى تطوير الذكاء الاصطناعي الآمن والاستثمار في معهد الذكاء الاصطناعي للسلامة لوضع مبادئ توجيهية وأفضل الممارسات للتخفيف من مخاطر الذكاء الاصطناعي.

كما ستحظر الإدارة الديمقراطية انتحال الأصوات وتعمل على تعزيز الحماية في القطاعات الحيوية مثل الرعاية الصحية والخدمات المالية والإسكان والتعليم والنقل.

وضغط ترامب لتخفيف القيود على الذكاء الاصطناعي وقال إنه سيلغي الأمر التنفيذي الذي وضعه بايدن وسيحظر استخدام الذكاء الاصطناعي “لفرض رقابة على خطاب المواطنين الأميركيين في اليوم الأول من رئاسته”.

ويؤكد برنامج السياسة الجمهورية هذا التعهد. وجاء فيه “سنلغي الأمر التنفيذي الخطير الذي وضعه جو بايدن والذي يعيق الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، ويفرض أفكارا يسارية راديكالية على تطوير هذه التكنولوجيا. يدعم الجمهوريون تنمية الذكاء الاصطناعي المتجذرة في حرية التعبير وازدهار البشرية”.

وأيد إيلون ماسك، الذي يمتلك منصة التواصل الاجتماعي إكس، وغيره من المليارديرات الأقوياء في مجال التكنولوجيا المرشح الجمهوري ترامب.

ووقّع ترامب في 2019، أثناء فترة رئاسته، أمرا تنفيذيا يطلب من الوكالات الحكومية الفيدرالية تخصيص المزيد من الموارد والاستثمار في البحث والترويج والتدريب على الذكاء الاصطناعي.

دونالد ترامب: يجب التخلص من واردات الإلكترونيات الصينية
دونالد ترامب: يجب التخلص من واردات الإلكترونيات الصينية  

وقال البيت الأبيض حينها إن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يعدّ “أمرا بالغ الأهمية لإنشاء صناعات المستقبل، مثل السيارات ذاتية القيادة، والروبوتات الصناعية، وخوارزميات تشخيص الأمراض، وغير ذلك”.

ووقع ترامب في 2020 أمرا تنفيذيا يحدد إرشادات لاستخدام الوكالات الفيدرالية الذكاء الاصطناعي في صنع القرار الحكومي، ويحدد تسعة مبادئ لتصميم الذكاء الاصطناعي وتطويره واكتسابه واستخدامه
في الحكومة.

لكن بعض المحللين يتوقعون أن ترامب سيكون أقل حذرا من هاريس في مسألة الذكاء الاصطناعي رغم هذا التوجيه.

وقالت نيكول تيرنر لي، الزميلة البارزة في دراسات الحوكمة بمركز الابتكار التكنولوجي في معهد بروكينغز “سيواصل ترامب دفع إلغاء القيود والسماح للصناعة بالعمل دون مساءلة”.

ويتبنى ترامب وهاريس مواقف مماثلة من التكنولوجيا والأمن القومي. وفرضت إدارة بايدن مثلا تعريفات جمركية على الواردات الصينية، بما في ذلك رسوم بنسبة 100 في المئة على السيارات الكهربائية.

ويتضمن برنامج سياسة الحزب الديمقراطي لسنة 2024 تقييد وصول الصين إلى التقنيات المتقدمة وإعادة تنظيم سلاسل توريد “تقنيات القرن الحادي والعشرين الحيوية”.

واقترح ترامب التخلص التدريجي من الواردات الصينية، بما في ذلك الإلكترونيات والصلب والأدوية، على مدى أربع سنوات.

وقالت ليليان كورال، رئيسة معهد التكنولوجيا المفتوحة في مركز الأبحاث الليبرالي “نيو أميركا”، إن أولوية الفائز يجب أن تكمن في التعاون مع الدول الأخرى لتنظيم الذكاء الاصطناعي.

وأضافت “يجب أن تكون الإدارة المقبلة، سواء كانت إدارة ترامب أو هاريس، حازمة”.

12