حرب دعاية موازية على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية

إكس ينقل الحقيقة: هدم تمثال سليماني يناقض أخبار حزب الله عن الانتصارات.
الخميس 2024/10/10
سليماني كان هنا

تؤكد وسائل الإعلام التابعة لحزب الله أن عناصره حققت انتصارات متتالية ونجحت في صد قوات الجيش الإسرائيلي ومنع دخولها إلى الجنوب، غير أن صورا ومقاطع فيديو على مواقع التواصل لتحطيم تمثال قاسم سليماني تثبت العكس.

بيروت - انتشرت صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان تظهر دخول قوات إسرائيلية إلى قرى في جنوب لبنان وتحطيم تمثال لقائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني ورفع العلم الإسرائيلي بدلا منه، ما أثار أسئلة كثيرة حول تقارير حزب الله التي تتحدث عن انتصاراته.

ونشرت هيئة البث الإسرائيلية الثلاثاء لقطات فيديو تظهر جنودا وهم يرفعون العلم الإسرائيلي في جرف حديقة “إيران” في مارون الراس جنوبي لبنان.

وتؤكد وسائل الإعلام التابعة لحزب الله أن عناصره حققت انتصارات متتالية ونجحت في صد قوات الجيش الإسرائيلي ومنع دخولها إلى الجنوب، فيما قال الناشطون إن الصور ومقاطع الفيديو تثبت العكس خصوصا بعد هدم تمثال سليماني الذي يحمل رمزية كبيرة بالنسبة للحزب وبيئته الحاضنة.

وتساءل ناشطون أين كانت عناصر الحزب حين أهان الجنود الإسرائيليون التمثال ورفعوا العلم الإسرائيلي مكانه، حيث حملت التعليقات استياء كبيرا بسبب ما اعتبروه تضليلا وبيعا للوهم من الحزب الذي تسبب بتوريط لبنان في الحرب، وجاء في تعليق على أحد مقاطع الفيديو الذي تم تداوله بكثافة:

ونشر أحدهم صورة للتمثال المحطم، معلقا:

وتساءل الناشط الحقوقي الجزائري أنور مالك عن مكان المقاومين:

ونصب حزب الله اللبناني عام 2020 تمثالا للجنرال سليماني في منطقة مارون الراس جنوب لبنان، ولتصويره كمقاوم يظهر التمثال الخشبي سليماني وهو يشير بإصبعه إلى الأراضي الفلسطينية، في وقت كانت ميليشياته تقتل المدنيين في سوريا والعراق واليمن، بحسب الناشطين.

ومنذ إزالة الستار عن تمثال سليماني، أثيرت ضجة عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء فيها بين من اعتبره تقديرا لشخص “ساعد لبنان” ومن اعتبر رفع تمثال لشخص أجنبي ينافي أسس سيادة الدولة، ويرمز إلى الاحتلال الإيراني.

وجدد تمثال سليماني النقاش حول صراع الهوية في لبنان، إذ اعتبر إعلاميون ونشطاء أن ما أقدم عليه حزب الله يؤكد “ولاءه لإيران وينتقص من هويته الوطنية”.

وقال آخرون إن “لبنان أكبر من سليمانكم”، مشيرين إلى التمثال على أنه “تحد لمطالب المحتجين التي تجاوزت في مضمونها مسألة تغيير النظام أو إسقاطه كسلطة سياسية وانتقلت إلى المطالبات ببلورة هوية وطنية جديدة تنهي الطائفية والارتهان إلى الخارج”، على حد قولهم.

وتساءلت وقتها الصحافية والوزيرة السابقة في حكومة سعد الحريري مي شدياق، بعد تعليق صورة الإمام الخميني على طريق المطار، “حزب الله يدشن نصبا لقاسم سليماني في الجنوب! لماذا الإصرار على تغيير هوية لبنان وإدخاله في صراع المحاور؟”.

وعاد هذا الجدل مع هدم التمثال، واستذكر ناشط تاريخه حين تم وضعه كتحد لإسرائيل وإشارة إلى أنها هدف لمقاتلي المقاومة.

واعتبر الكثيرون أن التمثال دلالة على الهيمنة الإيرانية ونفوذها الذي يرفضه غالبية اللبنانيين، وجاء في تعليق ردا على أحد المدافعين عن التمثال:

وقال ناشط:

ALAwja_@

الإيرانيون وضعوا في #لبنان تمثالا لقاسم سليماني
اليوم الإسرائيليون رفعوا العلم الإسرائيلي في نفس
المكان..
– حزب الله الإرهابي المخترق وضع صامت..
 

وكتب آخر:

وسبق أن تسبب تعليق لافتات تحمل صور سليماني في طريق مطار بيروت، في مشادات كلامية بين أنصار حزب الله ومعارضيه. وسارع لبنانيون وقتها إلى استنكار التصرف داعين إلى تجنيب لبنان تداعيات التوتر بين واشنطن وطهران.

وفي مقابل المطالبات بإزالة تمثال سليماني، دعت صفحات وحسابات موالية لحزب الله إلى استغلال الجدل والمطالبة باستبدال أسماء الشوارع اللبنانية التي تحمل أسماء شخصيات فرنسية وأجنبية بأخرى وطنية أو شرق أوسطية.

غير أن تمثال سليماني يثير استياء ليس في لبنان وحدها، بل حتى في مناطق داخل إيران نفسها، فبعد ساعات على تنصيبه في يناير 2022، أضرم مجهولون النيران في التمثال في مدينة شهركرد، مركز إقليم جارمحال وبختياري، وسط إيران.

التعليقات حملت استياء بسبب ما اعتبره ناشطون تضليلا وبيعا للوهم من الحزب الذي تسبب بتوريط لبنان في الحرب

وتعليقا على الحادثة، وصف محمد علي نيكونام، ممثل المرشد علي خامنئي، ما حدث بأنه أشبه بـ”إحراق منزل الإمام علي”، واصفا تلك الخطوة بـ”ذروة الغباء”، بحسب ما أفادت شبكة “إيران إنترناشيونال”.

وقتل سليماني في الثالث من يناير 2020 بضربة لطائرة أميركية بدون طيار استهدفت موكبه قرب مطار بغداد الذي وصله قادما من سوريا ولبنان، حيث يعتقد أنه قابل زعيم حزب الله حسن نصرالله.

كما قتل في الضربة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس ومجموعة من مسؤولي التشريفات وضباط في الحرس الثوري الإيراني.

وتسببت الضربة برفع مستوى التوتر في المنطقة خشية الرد الإيراني على مقتل أهم ضباطها والمسؤول عن إدارة ميليشياتها في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

وردت إيران على مقتل سليماني عبر إطلاق صواريخ باليستية استهدفت قاعدة عين الأسد العراقية التي تضم جنودا أميركيين، وتسببت تلك الضربات في إصابة عشرات الجنود الأميركيين، لكن لم تسفر عن مقتل أحد.

يذكر أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” عبّرت الأحد عن “قلق بالغ” من الأنشطة الأخيرة للجيش الإسرائيلي القريبة من موقع المهمة داخل لبنان.

وذكرت اليونيفيل في بيان “تعرب قوات اليونيفيل عن قلقها العميق إزاء الأنشطة الأخيرة التي قام بها الجيش الإسرائيلي على مقربة مباشرة من موقع البعثة 6 – 52، جنوب شرق مارون الراس (القطاع الغربي)، داخل الأراضي اللبنانية”.

5