قرص واحد بثلاثة أدوية.. علاج ثوري لارتفاع ضغط الدم

أثبت القرص الجديد الذي يحتوي على العديد من علاجات ارتفاع ضغط الدم الحاسمة، أنه فعال في إبقاء الحالة تحت السيطرة. ويتكون أحد الأمثلة من "تلميسارتان" و"أملوديبين" و"إنداباميد" وكلها تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم بشكل فردي. وأظهرت الدراسات أن هذا القرص فعال في علاج الحالة في مراحلها المبكرة. ويحدث ارتفاع ضغط الدم غالبا بسبب عادات نمط الحياة السيئة.
لندن ـ أفادت دراسة جديدة أن قرصا واحدا يحتوي على مجموعة من الأدوية التي تكافح ارتفاع ضغط الدم، قد يحدث ثورة في الطب وينقذ آلاف الأرواح سنويا.
ويفشل مرضى ارتفاع ضغط الدم في تناول جميع أقراصهم اليومية الموصوفة لهم في أغلب الأحيان، ما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية التي تهدد حياتهم، وفقا للخبراء.
ولكن القرص الجديد الذي يحتوي على العديد من علاجات ارتفاع ضغط الدم الحاسمة، أثبت أنه فعال في إبقاء الحالة تحت السيطرة. وقدّم الباحثون الأستراليون نتائجهم في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في لندن الأسبوع الماضي.
وتحتوي العلاجات الخاضعة للفحص على 3 أو 4 أدوية مختلفة في قرص واحدة. ويتكون أحد الأمثلة من “تلميسارتان” و”أملوديبين” و”إنداباميد” (كلها تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم بشكل فردي).
وأظهرت الدراسات أن هذا القرص فعال في علاج الحالة في مراحلها المبكرة.
مرضى ارتفاع ضغط الدم يفشلون غالبا في تناول جميع أقراصهم اليومية، ما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية
ويقول الدكتور أنتوني رودجرز، من معهد جورج للصحة العالمية في سيدني، والذي يطور العلاج الجديد: “نحن نقترح مفهوما مختلفا تماما. ستكون الراحة والالتزام ميزة إضافية، ولكن هناك ما هو أكثر من ذلك. يتعلق الأمر بالجمع بين الآليات المختلفة لثلاث فئات منفصلة من الأدوية للحصول على نتيجة أفضل، والقدرة على القيام بذلك منذ بداية العلاج لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بشكل خفيف، وكذلك أولئك الذين يعانون من مستويات أعلى من المرض”.
يذكر أن ارتفاع ضغط الدم يحدث غالبا بسبب عادات نمط الحياة السيئة، مثل النظام الغذائي السيئ والإفراط في تناول الكحول وقلة ممارسة الرياضة. ويمكن أن تشمل الأعراض: الصداع وعدم وضوح الرؤية وآلام الصدر.
ويزيد ارتفاع ضغط الدم أيضا من خطر الإصابة بأمراض الكلى. وحسمت دراسة حديثة الجدل المستمر بشأن التوقيت المناسب لتناول أدوية ضغط الدم. وتقول الدراسة إن تناول أدوية ضغط الدم في المساء ليس أفضل من تناولها في الصباح للحماية من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو قصور القلب أو الوفاة. وتستند النتائج، التي عُرضت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب لعام 2024، إلى بيانات من خمس تجارب، شملت ما يقارب 47 ألف مريض.
وأفاد البروفيسور ريكي تورجون من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا: “يجب على المرضى تناول أدويتهم الخافضة لضغط الدم مرة واحدة يوميا في أي وقت يناسب تفضيلاتهم وظروفهم”.وعلى الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم لا يسبب أعراضا، إلا أن تناول الأدوية يمكن أن يساعد في منع المضاعفات، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية ومشاكل الكلى.
وتعمل هذه الأدوية بطرق مختلفة لخفض ضغط الدم من خلال استهداف أجزاء مختلفة من الجهاز القلبي الوعائي. ولكن ظلت هناك أسئلة حول توقيت تناول أدوية ضغط الدم، حيث يقول بعض الخبراء إن الناس يجب أن يتناولوا أدويتهم في المساء لأنها تساعد على الحفاظ على مستوى ضغط الدم وقت الليل منخفضا، وهو مؤشر أفضل لنتائج أمراض القلب مقارنة بضغط الدم أثناء النهار.
وقال البروفيسور تورجون إن الدراسات السابقة التي بحثت في تأثير أدوية ضغط الدم أثناء الليل أظهرت نتائج متباينة. ولمعرفة المزيد، قام الفريق بتحليل البيانات من خمس تجارب، ومقارنة التناول الليلي والصباحي لجميع أدوية خفض ضغط الدم.
وأوضح البروفيسور تورجون أن الفريق “خلص إلى أن توقيت الجرعة لا يؤثر على النتائج”. وقال الباحثون إن توقيت دواء ضغط الدم لم يكن له تأثير على الأحداث الثانوية، بما في ذلك الكسور والأحداث المتعلقة بالتفكير والذاكرة.
عوامل الخطر هي الاستعداد الوراثي والسمنة وداء السكري وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم وأمراض الكلى المزمنة والاضطرابات النفسية
وأشار البروفيسور برايان ويليامز، كبير المسؤولين العلميين والطبيين في مؤسسة القلب البريطانية، والذي لم يشارك في البحث: “تعزز هذه النتائج رسالة أساسية مفادها أن المرضى يجب أن يتناولوا أقراص ضغط الدم في الوقت الذي من المرجح أن يتذكروه. ولا يهم التوقيت المحدد، سواء كان في الصباح أو في المساء، ما يهم هو تناول الدواء كل يوم”. ويصعب أحيانا اكتشاف ارتفاع مستوى ضغط الدم، حيث تظهر أجهزة الفحص لدى الطبيب المستوى الطبيعي للضغط، في الوقت الذي يكون فيه مرتفعا.
وتشير الدكتورة يكاتيرينا ديميانوفسكايا أخصائية طب الأعصاب إلى أن هذه الحالة تسمى ارتفاع مستوى ضغط الدم الخفي. ويعود السبب في ذلك إلى أن ضغط الدم يعتمد على الحالة النفسية والعاطفية للشخص. فإذا كان عصبيا فقد يرتفع المؤشر، حتى إذا كانت حالة القلب والأوعية الدموية طبيعية. ونفس الشيء يمكن أن يحصل عند الخوف من الطبيب، حيث يرتفع مستوى ضغط الدم بسبب وجود الشخص في مكان غير معتاد (العيادة الطبية).
ووفقا لها، أحيانا عند قياس مستوى ضغط الدم من قبل الطبيب تكون المؤشرات طبيعية، ولكن في الحياة العادية ترتفع أحيانا إلى مستوى مرتفع يتطلب رعاية طبية، (ارتفاع ضغط الدم الخفي) وهذه حالة خطيرة لأنه لا يمكن تحديدها وقد يبقى المريض فترة طويلة دون رعاية طبية. وقد تكون هذه حالة وراثية، أو ناجمة عن تفاعل الشخص بعاطفية زائدة مع الظروف، أو اضطراب نمط الحياة والسمنة وغير ذلك.
ووفقا لها يلاحظ ارتفاع مستوى ضغط الدم الخفي لدى الشباب عادة، مع أنهم ليسوا ضمن مجموعة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وهم أنفسهم لا يشعرون بارتفاعه، ما قد يؤدي إلى احتشاء عضلة القلب والجلطة الدماغية.
ويمكن تشخيص ارتفاع مستوى ضغط الدم الخفي عن طريق قياسه مرتين في اليوم، صباحا ومساء، خلال أسبوع. فإذا كان المؤشر أعلى من 135ـ85 ملم زئبق، فقد يشير إلى ارتفاع مستوى ضغط الدم الخفي. كما أن الصداع المتكرر في الصباح أو بعد النشاط البدني وطنين الأذن وضيق التنفس والتعب السريع قد تشير أيضا إلى هذه الحالة، ولكن أحيانا لا تظهر أي أعراض، ولكنها تظهر بعد أن تسبب تغيرات في الأوعية الدموية والقلب والكليتين وقعر العين وأعضاء أخرى، لا رجعة فيها.
ووفقا لها، عوامل الخطر هي الاستعداد الوراثي والسمنة وداء السكري وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم وأمراض الكلى المزمنة والاضطرابات النفسية.