تركيا تبالغ في تصور امتداد حرب لبنان وغزة إلى أراضيها

عقد جلسة في البرلمان التركي لمناقشة احتمال اعتداء إسرائيل على تركيا يأتي بعد أيام من تصريحات لأردوغان في هذا الشأن.
الثلاثاء 2024/10/08
أردوغان يحاول صرف انظار الأتراك عن المشاكل والأزمات الداخلية

أنقرة - عقد مشرعو تركيا جلسة مغلقة اليوم الثلاثاء لمناقشة امتداد الحرب في الشرق الأوسط وذلك بعد أسبوع من قول الرئيس رجب طيب أردوغان، دون تقديم أدلة، إن إسرائيل تهدف في نهاية المطاف إلى التعدي على الأراضي التركية.

وتبدو هذه النقاشات التي طرحت في البرلمان التركي مبالغ فيها وأقرب للاستهلاك الإعلامي وإثارة ضجيج لا غير بهدف الالتفاف على مشاكل داخلية وانتقادات للحكومة التركية، وفق تقديرات محللين.  

ولم ترد إسرائيل علنا على تصريح أردوغان الذي يقول محللون ونواب المعارضة إنه بعيد الاحتمال ويهدف في المقام الأول إلى صرف انتباه الرأي العام عن المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها تركيا.

ولم تعلق إسرائيل أيضا علنا على الجلسة البرلمانية المغلقة التي عقدت الثلاثاء في أنقرة وحملت عنوان "الاحتلال الإسرائيلي للبنان والتطورات في المنطقة".

وقال رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش إن وزيري الخارجية والدفاع سيقدمان عروضا في الجلسة المغلقة التي طلبتها المعارضة عن خطر اتساع الصراعين في غزة ولبنان.

وتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي وواحدة من أشد المنتقدين عالميا لما تصفهما بحربي إسرائيل غير القانونيتين على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وجماعة حزب الله اللبنانية.

وأوقفت تركيا التجارة مع إسرائيل وتقدمت بطلب للانضمام إلى قضية إبادة جماعية مرفوعة عليها في محكمة العدل الدولية.

وترفض إسرائيل قضية الإبادة الجماعية وانتقادات تركيا، قائلة إنها تخوض صراعا وجوديا مع جماعات إسلامية متشددة مدعومة من إيران التي تعهدت بتدمير إسرائيل.

وقال أردوغان الأسبوع الماضي للبرلمان إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى لتحقيق حلمه إنشاء "مدينة فاضلة" و"أرض الميعاد" لإسرائيل.

وقال في جلسة افتتاحية للبرلمان، حضرها عشرات السفراء الأجانب وأعضاء حكومته، دون أن يقدم أدلة "بعد لبنان، المكان التالي الذي ستوجه إسرائيل أنظارها إليه سيكون وطننا".

فوضى على الحدود

قال دولت بهجلي?? ??زعيم حزب الحركة القومية الحليف الرئيسي لأردوغان اليوم إن "من المرجح أن تصل الفوضى في الدول المجاورة إلى حدودنا وأن تتحرش إسرائيل بتركيا" في المستقبل القريب.

لكن أوزجور أوزيل زعيم حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، رفض مثل هذه الأحاديث.

وقال أوزيل أمام حزبه "من غير المعقول الاعتقاد بأن نتنياهو سيشن هجوما على تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي ولديها جيش عظيم".

وتظهر استطلاعات الرأي أن الأتراك يؤيدون بقوة النهج المتشدد الذي تنتهجه الحكومة إزاء إسرائيل.

وطالب بعض المتظاهرين الأتراك في الأيام القليلة الماضية أردوغان باتخاذ مزيد من الإجراءات، وذلك في إحيائهم الذكرى السنوية الأولى لحرب السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما هاجمت حماس إسرائيل.

وأثار المنتقدون تساؤلات عما إذا كانت تركيا لا تزال تشحن البضائع فعليا إلى إسرائيل على الرغم من حظر التجارة في مايو أيار، نظرا لأن البيانات الرسمية تظهر أن الصادرات إلى الأراضي الفلسطينية قفزت ستة أمثال حتى الآن هذا العام.