بي.بي تتخلى عن هدف تقليص إنتاج النفط بحلول 2030

لندن- فاجأت بريتش بيتروليوم (بي.بي) الأسواق والمحللين الاثنين بعدما تم تداول أنباء عن صرف شركة الطاقة البريطانية العملاقة النظر عن إستراتيجية التحول النظيف مع الإبقاء على خططها لإنتاج النفط خلال السنوات الست المقبلة.
وكشفت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز أن بي.بي تخلت عن هدف لخفض إنتاجها من النفط والغاز بحلول عام 2030، في الوقت الذي قلص فيه الرئيس التنفيذي للشركة موري أوكينكلوس إستراتيجية التحول في مجال الطاقة بهدف استعادة ثقة المستثمرين.
وكانت هذه الإستراتيجية، التي أُعلن عنها في العام 2020، هي الأكثر طموحا في قطاع الطاقة، إذ تعهدت الشركة فيها بخفض الإنتاج 40 في المئة مع نمو سريع للطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد الحالي.
لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت بي.بي ستقدم إرشادات جديدة في ما يتعلق بالإنتاج
وخفضت بي.بي هذا الهدف في فبراير 2023 وقررت تقليص خفض الإنتاج إلى 25 في المئة، وهو ما كان سيجعل حجم إنتاجها يصل إلى مليوني برميل يوميا في نهاية هذا العقد.
وقالت المصادر، التي لم تذكر رويترز هوياتها، إن الشركة المدرجة في بورصة لندن “تستهدف الآن ضخ استثمارات جديدة في الشرق الأوسط وخليج المكسيك لزيادة إنتاجها من النفط والغاز”.
وتولى أوكينكلوس مهام منصبه في يناير الماضي، لكنه يواجه صعوبة في وقف انخفاض سعر سهم الشركة، الذي يقدم أداء أقل من منافسيه منذ بداية هذا العام بسبب قلق المستثمرين من قدرة بي.بي على تحقيق الأرباح في ظل إستراتيجيتها الحالية.
ولا تزال الشركة تسعى لتحقيق هدفها المتمثل في الوصول بصافي الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050. وقال متحدث باسم بي.بي “كما قال موري في بداية العام، الاتجاه سيظل كما هو، غير أن (أعمال الشركة) ستكون أبسط وأكثر تركيزا وأعلى قيمة”.
وأوضحت المصادر أن أوكينكلوس سيعرض إستراتيجيته المحدثة خلال يوم مخصص للمستثمرين في فبراير المقبل، لكنهم أشاروا إلى أن الشركة تخلت عمليا عن هذا الهدف بالفعل.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت بي.بي ستقدم إرشادات جديدة في ما يتعلق بالإنتاج. وتشير المصادر إلى أن الشركة تجري حاليا محادثات لضخ استثمارات في ثلاثة مشاريع جديدة في العراق، منها مشروع في حقل مجنون.
الشركة تجري حاليا محادثات لضخ استثمارات في ثلاثة مشاريع جديدة في العراق، منها مشروع في حقل مجنون
وتملك بي.بي حصة قدرها 50 في المئة في مشروع مشترك لتشغيل حقل الرميلة النفطي العملاق في جنوب العراق، حيث تعمل منذ نحو 100 عام. وفي أغسطس الماضي، وقعت بي.بي اتفاقا مع الحكومة العراقية لتطوير واستكشاف حقل كركوك النفطي في شمال البلاد، وبناء محطات للطاقة وزيادة قدرات الطاقة الشمسية.
وتتوقع المصادر أن تكون الاتفاقات الجديدة قائمة على نموذج تقاسم الأرباح، على النقيض تماما من العقود السابقة، مشيرة إلى أن بي.بي تدرس أيضا الاستثمار في إعادة تطوير حقول في الكويت.
وفي خليج المكسيك، ستمضي الشركة قدما في تطوير حقل كاسكيدا الضخم، كما تعتزم إعطاء الضوء الأخضر لتطوير حقل تيبر. وبحسب المصادر، فإن الشركة سوف تدرس أيضا الاستحواذ على أصول في حوض بيرميان للنفط الصخري بهدف توسيع حجم أعمالها البرية في الولايات المتحدة.
وفي مارس الماضي، بدأت بي.بي تجهيز بئر نفطية بالمياه العميقة بالبرازيل، في محاولة للتغلب على سلسلة سوء الحظ التي تواجهها شركات النفط الكبرى التي دفعت المليارات مقابل حقوق التنقيب دون أن تحقق النتائج المرجوة مقابل إنفاقها.
ويعد حقل باو برازيل فرصة للحصول على موطئ قدم في إحدى الدول الكبرى المنتجة للنفط الخام في أميركا الجنوبية، حيث لم تنتج الشركة أيّ نفط في البرازيل منذ أن باعت حقلاً صغيراً في عام 2013.