شركات الطاقة الشمسية تنمو بسرعة في أسواق أفريقيا

تجارب في غرب القارة تشق طريقا مليئا بالصعوبات لتوفير الكهرباء للملايين من السكان.
الثلاثاء 2024/10/08
هنا نزرع أسطح المنازل بالألواح!

أكد خبراء يتابعون تطور التحول الأخضر أن الشركات التي توفر الطاقة الشمسية لبعض أفقر المنازل في وسط وغرب أفريقيا هي من بين الأسرع نموا في القارة التي كافحت حكوماتها طويلا لمعالجة بعض أسوأ البنى التحتية في العالم ومضاعفات تغير المناخ.

فريتاون – تعمل العديد من الشركات المملوكة لأفارقة وتوفر الطاقة الشمسية في الكثير من الأحيان في مناطق مختلفة من القارة، حيث يعيش أغلب الناس منفصلين عن شبكة الكهرباء التي توفرها الحكومات في بلدانها.

وتقدم هذه الشركات منتجات تتراوح بين مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية، والتي تسمح للأطفال بالدراسة في الليل، وأنظمة منزلية معقدة تعمل على تشغيل أجهزة المطبخ وأجهزة التلفزيون البلازمية.

وتتراوح الأسعار من أقل من 20 دولارا للمصباح الذي يعمل بالطاقة الشمسية إلى آلاف الدولارات للأجهزة المنزلية وأنظمة الترفيه.

ويتمتع وسط وغرب أفريقيا ببعض أدنى معدلات الكهربة في العالم. وفي غرب أفريقيا، حيث يعيش 220 مليون شخص دون تيار كهربائي، تصل النسبة إلى 8 في المئة، وفقا للبنك الدولي.

نثابيسينغ موسيا: نشر الطاقة الشمسية فرصة بالنسبة إلى شركة إيزي سولار
نثابيسينغ موسيا: نشر الطاقة الشمسية فرصة بالنسبة إلى شركة إيزي سولار

ويعتمد الكثيرون على الكيروسين باهظ الثمن وغيره من الوقود الذي يملأ المنازل والشركات بالأبخرة ويهدد بالتسبب في الحرائق.

وفي قمة كوب 28 التي احتضنتها دبي العام الماضي، اتفق العالم على هدف مضاعفة قدرة توليد الطاقة المتجددة بحلول عام 2050.

وفي حين أن القارة مسؤولة عن أي انبعاثات كربونية تقريبا مقارنة بحجمها، أصبحت الطاقة الشمسية إحدى الطرق الفعالة نسبيًا من حيث الكلفة لتوفير الكهرباء.

وتمتلك أفريقيا 60 في المئة من موارد الطاقة الشمسية في العالم، لكن يوجد بها واحد في المئة فقط من المنشآت الكهروضوئية، أي أقل من هولندا.

وأكدت وكالة الطاقة الدولية خلال وقت سابق هذا العام أن شركات الطاقة الشمسية صغيرة الحجم ومتوسطته تحقق تقدمًا سريعًا في الوصول إلى المنازل ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الاستثمار للوصول إلى كافة المنازل والشركات الأفريقية بحلول 2030.

وقالت في تقرير إن “حوالي 600 مليون أفريقي يفتقرون إلى الوصول إلى الكهرباء، من بين عدد سكان يزيد عن 1.3 مليار نسمة”.

ومن بين الشركات التي صنفتها صحيفة فاينانشال تايمز في المرتبة الأولى لأسرع الشركات نموا في أفريقيا لعام 2023 استنادا إلى معدل نمو الإيرادات السنوي كانت إيزي سولار، التي تجلب الطاقة الشمسية إلى المنازل والشركات في سيراليون وليبيريا.

ونشأت نثابيسينغ موسيا، المؤسس المشارك، في غانا حيث كانت انقطاعات التيار الكهربائي متكررة، وباتت مهتمة بحل مشاكل الطاقة في أفريقيا أثناء دراستها العليا في الولايات المتحدة.

وبالتعاون مع زميلة أميركية أطلقت الشركة في سيراليون بمعدلات كهربة من بين الأدنى في غرب أفريقيا. وقالت موسيا في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس “لم يكن هناك حقًا أي شخص يهتم بالطاقة الشمسية على نطاق واسع. لذلك اعتقدنا أنها فرصة جيدة”.

ومنذ إطلاقها في 2016 جلبت إيزي سولار الطاقة الشمسية إلى أكثر من مليون شخص في سيراليون وليبيريا، واللتين يبلغ عدد سكانهما مجتمعين أكثر من 14 مليون نسمة.

البنك الدولي ملتزم بتقديم مبلغ 25 مليار دولار لبرامج التحول النظيف في أفريقيا
البنك الدولي ملتزم بتقديم مبلغ 25 مليار دولار لبرامج التحول النظيف في أفريقيا

وتشمل شبكة الشركة وكلاء ومتاجر في جميع مقاطعات سيراليون الست عشرة وسبع من تسع مقاطعات في ليبيريا. وتم توصيل العديد من المجتمعات بمصدر ثابت للطاقة لأول مرة. وقالت موسيا “نريد حقًا أن نذهب إلى آخر ميل عميق في المناطق الريفية”.

وبدأت الشركة بمشروع تجريبي في سونغو، وهو مجتمع يقع على مشارف فريتاون عاصمة سيراليون. وقالت موسيا إن “الإقبال كان بطيئا في البداية”.

وأوضحت أن القرويين كانوا قلقين بشأن كلفة الأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية، ولكن بمجرد أن بدأوا يرون الضوء في منازل جيرانهم في الليل انضم المزيد منهم.

وقال هارون باتريك ساماي، أحد سكان سونغو ومساح الأراضي، “لقد نسينا الكيروسين منذ فترة طويلة. قبل إيزي سولار كنا نعيش في خطر دائم من اندلاع حريق بسبب استخدام الشموع والكيروسين”.

كما احتلت ألتيك، وهي شركة طاقة شمسية مقرها الكونغو، المرتبة الأولى كواحدة من أسرع الشركات نموا في أفريقيا. ووفقا للبنك الدولي، فإن أقل من 20 في المئة من سكان الكونغو لديهم إمكانية الوصول إلى الكهرباء.

فر المؤسسان المشاركان شيكالا مالانغو وإيونغوا ماشانغاو من الصراع في مقاطعة جنوب كيفو في الكونغو عندما كانا طفلين ونشآ في تنزانيا.

وقررا إطلاق الشركة في عام 2013 للمساعدة في حل مشاكل الطاقة التي واجهاها أثناء نشأتهما في مخيم للاجئين، والاعتماد على الكيروسين للحصول على الطاقة والتنافس مع أفراد الأسرة على الضوء للدراسة في الليل.

وتعمل ألتيك الآن في 23 مقاطعة من أصل 26 مقاطعة في الكونغو، وتتوقع الشركة الوصول إلى المقاطعات المتبقية بحلول نهاية العام الحالي.

ويقول مؤسسوها إنهم باعوا أكثر من مليون منتج في الكونغو في مجموعة من الحلول التي تعمل بالطاقة الشمسية للمنازل والشركات، بما في ذلك الإضاءة والأجهزة المنزلية والأنظمة المنزلية والمولدات.

600

مليون أفريقي يفتقرون إلى الكهرباء من بين حوالي 1.3 مليار نسمة هم تعداد القارة

وقال مالانغو “بالنسبة إلى غالبية زبائننا، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توصيلهم بمصدر للطاقة”. وأضاف أن “معدلات السداد تزيد عن 90 في المئة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى نظام يمكنه إيقاف تشغيل الطاقة عن الأجهزة عن بُعد إذا لم يدفع الناس”.

وخصص البنك الدولي 750 مليون دولار لتوسيع نطاق نشر الطاقة الشمسية على أسطح المنازل والشبكات الصغيرة لتوفير الكهرباء لنحو 17.5 مليون نيجيري في دولة نفطية محروم فيها حوالي 85 مليون شخص من الكهرباء.

وكان البنك قد أعلن في أبريل الماضي أنه سيلتزم بمبلغ 25 مليار دولار لبرامج التحول النظيف في أفريقيا، فيما تعهد البنك الأفريقي للتنمية بخمسة مليارات دولار.

وقدمت المؤسسة الدولية المانحة رقما قياسيا قدره 42.6 مليار دولار لتمويل المناخ خلال السنة المالية 2023 – 2024، بزيادة 10 في المئة عن 38.6 مليار دولار قبل عام وقريبة من هدفها المتمثل في حصة 45 في المئة من إجمالي التمويل المخصص لمشاريع المناخ.

وتظهر الزيادة البالغة 4 مليارات دولار في تمويل المناخ خلال السنة المالية المنتهية في 30 يونيو تقدما نحو أهداف البنك، لكنها أقل كثيرا من تريليونات الدولارات من الموارد الإضافية اللازمة سنويا لتمويل انتقال الطاقة النظيفة في الأسواق الناشئة والبلدان النامية.

10