"ليراجلوتيد".. علاج للسمنة يساعد الأطفال على إنقاص الوزن الزائد

الاستخدام المبكر للدواء له تأثير كبير حيث يمكن تقليل الجرعة في وقت لاحق.
الاثنين 2024/10/07
الأطفال البدناء غالبا ما يصيرون بالغين بدناء

توصل الخبراء إلى نتيجة مفادها أنه يجب على الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة تناول عقار "ليراجلوتيد" على مدار عقود مشيرين إلى أن معظم المراهقين البدناء يعانون من زيادة في الوزن، لذلك يعد التدخل المبكر هو المفتاح. وأكد الخبراء عدم وجود أي مؤشر على أن “ليراجلوتيد” يؤثر سلبا على التغيرات التي تطرأ على الطول أو عمر العظام أو حالة البلوغ، ناصحين بالمتابعة الطويلة الأمد للأطفال وأنماط نموهم.

واشنطن – لقد صارت السمنة المفرطة مشكلة كبيرة بالفعل بين العديد من الأطفال، ولاسيما أن الأطفال البدناء غالبا ما يصيرون بالغين بدناء أيضا.

ولكن السؤال هو، هل يمكن أن تكون حقن إنقاص الوزن المنتشرة حاليا، حلا لمن هم دون سن الـ18 عاما؟ تشير دراسة أجريت على أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام و12 عاما، إلى أن مادة “ليراجلوتيد” الفعالة في تلك الحقن، مؤثرة وآمنة بالنسبة للأطفال.

ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد عقار في السوق حتى الآن لمساعدة الأطفال البدناء، بحسب ما يقوله دانييل ويجوبر من مستشفى جامعة سالزبورغ، والذي لم يشارك في الدراسة.

ويوضح ويجوبر أنه “لا يوجد في الوقت الحالي أي دواء لعلاج السمنة، مخصص لهذه الفئة العمرية”، مشيرا إلى أن معظم المراهقين البدناء يعانون بالفعل من زيادة في الوزن بحلول الوقت الذي يبدأون فيه الذهاب إلى المدرسة، لذلك يعد التدخل المبكر هو المفتاح.

ويقول ويجوبر، رئيس عيادة طب الأطفال والمراهقين في جامعة نيويورك، إن الطريقة الوحيدة حتى الآن للحد من السمنة بين القصر، هي حثهم على تغيير أنماط حياتهم، إلى جانب تثقيف أسرهم.

الطريقة الوحيدة حتى الآن للحد من السمنة بين القصر، هي حثهم على تغيير أنماط حياتهم، إلى جانب تثقيف أسرهم

وذكر أنه “من السهل قول ذلك ولكن من الصعب جدا تنفيذه”. وفي هذا الصدد، يمكن أن يكون استخدام مادة “ليراجلوتيد” بين الأطفال المصابين بنوع متطرف من السمنة، خطوة تكميلية مهمة.

ويعد السؤال المثار بين المراهقين والبالغين، هو مدى ملاءمة المادة للعلاج وأمانها على المدى الطويل. ويقول ويجوبر بهذا الشأن: “لا ينطبق هذا السؤال على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام و12 عاما فقط، ولكن على جميع الأشخاص الذين يخضعون لهذا العلاج”، مشيرا إلى أن ما هو معروف حتى الآن هو أنه في حال توقف استخدام العلاج، فإن الوزن المفقود سيعود بين معظم الأشخاص.

لذلك، يجب تناول عقار “ليراجلوتيد” على مدار عقود، بحسب ما هو معروف في الوقت الحالي. وتعد العواقب طويلة المدى التي قد تترتب على ذلك، غير واضحة، بسبب عدم استخدام الـ “ليراجلوتيد” وغيرها من الأدوية المماثلة لفترة كافية.

ويقول نيريس أستبيري من جامعة أكسفورد، والذي لم يشارك في الدراسة أيضا، إنه “رغم عدم وجود أي مؤشر على أن الليراجلوتيد تؤثر سلبا على التغيرات التي تطرأ على الطول أو عمر العظام أو حالة البلوغ، فإن المتابعة الطويلة الأمد للمشاركين وأنماط نموهم، تعد ضرورية”.

وعلى صعيد متصل، يوضح مارتن وابيتش، من مستشفى جامعة أولم في ألمانيا، أن هناك أملا في أن يكون للاستخدام المبكر للدواء تأثير كبير، بحيث يمكن تقليل الجرعة في وقت لاحق، أو حتى وقف استخدام الدواء.

وقد استمرت الدراسة الجديدة، التي تم نشرها في مجلة “نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن”، لمدة 56 أسبوعا، وشملت 82 طفلا يعانون من السمنة المفرطة في الولايات المتحدة. وقد تلقى 56 من بين هؤلاء الأطفال حقنا يومية من مادة “ليراجلوتيد” (واسمها التجاري ساكسيندا)، فيما تم إعطاء 26 طفلا منهم حقنا وهمية. كما تم تقديم المشورة لكل المشاركين، بشكل فردي، بشأن الأكل الصحي والأنشطة البدنية، بحسب ما ورد في الدراسة التي قادتها كلوديا فوكس، من جامعة مينيسوتا في مينيابوليس.

وانخفض متوسط مؤشر كتلة الجسم بنسبة 5.8في المئة بين المجموعة التي حصلت على مادة الـ”ليراجلوتيد”، بينما ارتفع بنسبة .1.6في المئة بين المجموعة الاختبارية. وبشكل عام، اكتسب جميع الأطفال المزيد من الوزن خلال نموهم، إلا أن الأطفال ضمن المجموعة التي تلقت الـ”ليراجلوتيد” اكتسبوا 1.6 في المئة فقط من وزنهم الأول، بالمقارنة مع اكتساب المجموعة التي حصلت على الدواء الوهمي 10 في المئة من وزنهم الأول. وأشار ويجوبر إلى أن التغير الملحوظ في الوزن لدى الأطفال الذين حصلوا على العلاج، يتوافق مع 10 أضعاف ما هو متوقع من تغيير نمط الحياة.

وأظهرت الدراسة أن الآثار الجانبية التي ظهرت تتوافق مع تلك التي شوهدت من قبل في تحليلات المراهقين والبالغين. وغالبا ما كانت هذه الأعراض عبارة عن غثيان وقيء وإسهال. وقد توقف نحو 11في المئة من الأطفال الذين كانوا يتلقون مادة الـ “ليراجلوتيد” عن العلاج بسبب تلك الآثار الجانبية.

ويعتقد وابيتش أن الدواء سيكون مناسبا بشكل أساسي بين الأطفال المرجح أن يعانوا من السمنة المفرطة في المستقبل، “وبالتأكيد لن يكون مناسبا لجميع الأطفال الذين يعانون من السمنة”. وتتسم هذه المجموعة الصغيرة من المرضى باستعداد بيولوجي قوي للسمنة، ويتميز هذا الاستعداد البيولوجي بوجود خلل في التنظيم المركزي للجوع والشبع، “وهذا بالضبط هو محل عمل الـ”ليراجلوتيد”.

ليس شرطًا أن يكون كل الأطفال ذوي الوزن الزائد مصابين بالسمنة. فبعض الأطفال تكون بنيتهم الجسدية أكبر من المتوسط

وتعد السِمنة في مرحلة الطفولة من الحالات الطبية الخطيرة التي يصاب بها الأطفال والمراهقون. فهي بالتحديد مقلقة لأن الوزن الزائد يضع الأطفال عادة على بداية طريق المشكلات الصحية التي كانت تُعد فيما سبق مشكلات خاصة بالبالغين، مثل السكري ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول. كما يمكن أن تؤدي السِمنة في مرحلة الطفولة إلى عدم تقدير الذات والاكتئاب.

ومن أفضل الإستراتيجيات لتقليل السِمنة في مرحلة الطفولة تحسين عادات الأكل والتمرين لكل العائلة. ووفق خبراء “مايو كلينيك”، تساعد معالجة السِمنة ومنعها على حماية صحة الطفل في مرحلة الطفولة وفي المستقبل.

وليس شرطًا أن يكون كل الأطفال ذوي الوزن الزائد مصابين بالسمنة. فبعض الأطفال تكون بنيتهم الجسدية أكبر من المتوسط. وعادةً ما يكتسب الأطفال كميات مختلفة من دهون الجسم في مختلف مراحل النمو. لذلك، قد لا تعرف الأم من مجرد النظر إلى الطفل ما إذا كان الوزن مصدرًا للقلق على صحته أم لا.

إن مُؤشِّر كتلة الجسم، الذي يُوفِّر معيارًا للوزن بالنسبة إلى الطول، هو المقياس المقبول لزيادة الوزن والسمنة. يمكن أن يستخدم طبيب الأطفال مخطَّطات النمو ومؤشر كتلة الجسم ويُجري فحوصات أخرى إذا لزم الأمر ليُساعدك على معرفة ما إذا كان وزن الطفل يمكن أن يُسَبِّب له مشكلات صحية أم لا.

وهناك عدة عوامل غالبًا ما تعمل معًا وتزيد من خطر زيادة الوزن لدى الطفل ومنها:

  • النظام الغذائي: قد يتسبب تناوُل الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بانتظام، مثل الوجبات السريعة والمخبوزات والوجبات الخفيفة الجاهزة، في زيادة وزن الطفل. ويمكن أن تتسبب الحلوى وأطباق الحلوى في زيادة الوزن أيضًا، وتشير أدلة كثيرة إلى المشروبات السكرية، بما في ذلك عصائر الفاكهة والمشروبات الرياضية، كمسبِّبات للسمنة لدى بعض الأشخاص.
  • قلة ممارسة التمارين الرياضية: الأطفال الذين لا يمارسون التمارين الرياضية أكثر عرضة لزيادة الوزن لأنهم لا يحرقون كمية كبيرة من السعرات الحرارية. كما يُسهم قضاء وقت طويل في أنشطة الخمول، مثل مشاهدة التلفزيون أو لعب ألعاب الفيديو، في زيادة المشكلة. هذا بالإضافة إلى أن البرامج التلفزيونية غالبًا ما تتضمن إعلانات عن الأطعمة غير الصحية.
  • العوامل العائلية: إذا كان الطفل من عائلة يتسم أفرادها بزيادة الوزن، فقد يزداد وزنه. ويحدث ذلك خاصة إذا كان الطفل ينشأ في بيئة تتوافر فيها الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بشكل دائم وينعدم فيها الاهتمام بالأنشطة البدنية.
  • العوامل النفسية: قد يزيد التوتر الشخصي والوالدي والأسري من خطر إصابة الطفل بالسمنة. حيث يتناول بعض الأطفال الطعام بشكل مفرط للتغلب على المشكلات أو لمعالجة بعض المشاعر مثل التوتر أو محاربة الملل. وقد تكون لدى والديهم ميول مماثلة.
  • العوامل الاجتماعية والاقتصادية: في بعض المجتمعات، تكون موارد الحصول على الطعام محدودة، ويجد الأشخاص صعوبة في الذهاب إلى المحال التجارية الكبيرة. نتيجة لذلك، قد يشترون الأطعمة سهلة التحضير، مثل الوجبات المجمدة والمقرمشات والبسكويت. بالإضافة إلى ذلك، قد لا يتمكن الأشخاص الذين يعيشون في الأحياء منخفضة الدخل من الوصول إلى مكان آمن لممارسة التمارين الرياضية.
16