إسرائيل تستعد لإحياء ذكرى هجوم حماس بحرب جديدة في لبنان

حماس تبحث عن مخرج تفاوضي بعد خسارة أبرز قادتها.
الأحد 2024/10/06
الإسرائيليون فشلوا في استعادة الرهائن لعام كامل

إسرائيل، التي تدخلت في الثامن من أكتوبر لتفكيك حماس وتصفية سلاحها وقادتها، وجدت نفسها أمام وضع يجعل من الحرب الإقليمية مع إيران أمرا قريبا، في ما حماس المنكفئة على ذاتها تبحث عن واجهة وطنية لتطويق مخلفات التصعيد بعد خسارة سلطتها في القطاع ومقتل الكثير من قادتها.

القدس - تحيي إسرائيل الاثنين الذكرى الأولى للهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر، وأشعل فتيل حرب مدمّرة في قطاع غزة امتدت شرارتها إلى لبنان، ما يثير مخاوف من نزاع إقليمي خطر وواسع النطاق. في المقابل، تبحث حركة حماس عن تهدئة تحقق لها ما عجزت عنه بالتصعيد الميداني خاصة بعد خسارة أبرز قادتها في الداخل والخارج.

وسيتقدم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ مراسم تذكارية في سديروت، إحدى البلدات الأكثر تضررا في الهجوم. ويقام تجمع للمطالبة بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة في كيبوتس بئيري حيث قُتل أكثر من 100 شخص، وفق الأرقام الإسرائيلية.

وتجرى كذلك مراسم في كيبوتس ريعيم حيث أقيم مهرجان نوفا الموسيقي الذي قتل خلاله مسلّحو حماس المئات من الأشخاص، بحسب الأرقام الإسرائيلية. وتقام الفعاليات اعتبارا من الأحد في تل أبيب حيث تعتزم عائلات الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، تنظيم تظاهرة للمطالبة بالإفراج عنهم.

ويتوقع أن يلقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطابا متلفزا الاثنين، على الرغم من أن تفاصيل النشاطات الرسمية لإحياء الذكرى لا تزال غير واضحة. وقال نتنياهو في خطاب ألقاه مؤخرا “نحن منتصرون. نحن عازمون على مواصلة ضرب أعدائنا، وإعادة سكاننا إلى منازلهم وإعادة جميع رهائننا”.

◙ المخاوف من اتساع نطاق النزاع زادت بعد إطلاق إيران نحو 200 صاروخ على إسرائيل في الأول من أكتوبر بعد مقتل نصرالله

 

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن 348 جنديا قتلوا منذ بدء هجومه البري على غزة في 27 أكتوبر 2023. وسرعان ما امتدت نيران الحرب إلى مناطق مختلفة في الشرق الأوسط، أبرزها الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان. وقد أعلن حزب الله في الثامن من أكتوبر، فتح جبهة “إسناد” لغزة. ومنذ ذلك الحين، يجري تبادل يومي للقصف بين إسرائيل والحزب المدعوم من إيران، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان من جانبي الحدود.

وأعلنت إسرائيل منتصف الشهر الماضي نقل “الثقل العسكري” إلى الجبهة الشمالية. وبدأت منذ 23 سبتمبر تكثيف غاراتها الجوية خصوصا في مناطق تعتبر معاقل لحزب الله في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت. ونفذت إسرائيل ضربات تستهدف قيادات في الحزب، أبرزها اغتيال أمينه العام حسن نصرالله في غارة ضخمة على الضاحية الجنوبية في 27 سبتمبر.

وبحسب الأرقام الرسمية، قُتل أكثر من ألفي شخص في لبنان منذ أكتوبر 2023، بينهم أكثر من ألف منذ بدء القصف الجوي المكثف في 23 سبتمبر على جنوب لبنان وشرقه وكذلك ضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت إسرائيل أنها بدأت في 30 سبتمبر، عمليات “برية محدودة وموضعية ومحددة الهدف” في جنوب لبنان تستهدف “بنى تحتية” عائدة لحزب الله.

إلى ذلك، أطلق الحوثيون في اليمن على مدى الأشهر الماضية صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل التي ردّت بتوجيه ضربات إلى مناطق يسيطرون عليها. كما أعلنت فصائل عراقية موالية لإيران استهداف مناطق في إسرائيل بطائرات مسيّرة. وزادت المخاوف من اتساع نطاق النزاع بشكل إضافي بعد إطلاق إيران نحو 200 صاروخ على إسرائيل في الأول من أكتوبر الجاري، في ثاني هجوم من نوعه تشنّه الجمهورية الإسلامية في ستة أشهر.

وقالت طهران إن الهجوم كان ردا على اغتيال نصرالله، وقبله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي اغتيل في 31 يوليو في مقر إقامته في طهران في عملية نسبتها إيران والحركة الفلسطينية إلى إسرائيل. وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الذي أمّ صلاة الجمعة في طهران تأبينا لنصرالله وألقى خطبة بالعربية في بادرة نادرة، إن “المقاومة في المنطقة لن تتراجع باستشهاد قادتها ورجالها والنصر سيكون حليفها”. وتوعدت إسرائيل بأن تدفع إيران “ثمن” الضربة الصاروخية. وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي السبت أن بلاده “تعدّ ردّا”.

◙ الفصائل الفلسطينية تؤكد أن المقاومة بكافة أجنحتها بخير وهي في تنسيق عالٍ ومستمر على جميع الجبهات وكل محاور القتال

في المقابل، تبحث حماس عن واجهة وطنية للخروج من أزمتها بعد تدمير القطاع وتصفية أبرز قادة الحرس، وخاصة القادة الميدانيين في غزة ولبنان. وتجد حماس نفسها في وضع صعب بعد فشل وساطة قطر، وهو ما قد يقود إلى توتر العلاقة مع الدوحة التي كانت تبحث عن مكاسب من وراء تقديم حماس تنازلات لإنجاح الهدنة وفق مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأكدت فصائل فلسطينية، السبت، أن أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل يجب أن يتضمن “وقف العدوان وانسحابا كاملا من القطاع، وفتح المعابر وكسر الحصار، والإعمار وتبادل أسرى”. وجاء ذلك في بيان لفصائل عدة (دون تسميتها) عقب اجتماع عقد في غزة بمناسبة الذكرى السنوية للحرب الإسرائيلية على القطاع، نشرته حركة حماس عبر حسابها على تلغرام.

وقالت طهران إن الهجوم كان ردا على اغتيال نصرالله، وقبله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي اغتيل في 31 يوليو في مقر إقامته في طهران في عملية نسبتها إيران والحركة الفلسطينية إلى إسرائيل. وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الذي أمّ صلاة الجمعة في طهران تأبينا لنصرالله وألقى خطبة بالعربية في بادرة نادرة، إن “المقاومة في المنطقة لن تتراجع باستشهاد قادتها ورجالها والنصر سيكون حليفها”. وتوعدت إسرائيل بأن تدفع إيران “ثمن” الضربة الصاروخية. وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي السبت أن بلاده “تعدّ ردّا”.

في المقابل، تبحث حماس عن واجهة وطنية للخروج من أزمتها بعد تدمير القطاع وتصفية أبرز قادة الحرس، وخاصة القادة الميدانيين في غزة ولبنان. وتجد حماس نفسها في وضع صعب بعد فشل وساطة قطر، وهو ما قد يقود إلى توتر العلاقة مع الدوحة التي كانت تبحث عن مكاسب من وراء تقديم حماس تنازلات لإنجاح الهدنة وفق مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأكدت فصائل فلسطينية، السبت، أن أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل يجب أن يتضمن “وقف العدوان وانسحابا كاملا من القطاع، وفتح المعابر وكسر الحصار، والإعمار وتبادل أسرى”. وجاء ذلك في بيان لفصائل عدة (دون تسميتها) عقب اجتماع عقد في غزة بمناسبة الذكرى السنوية للحرب الإسرائيلية على القطاع، نشرته حركة حماس عبر حسابها على تلغرام.

وقالت الفصائل “نؤكد أنه لا اتفاق ولا صفقة (مع إسرائيل) إلا بتحقيق مطالب شعبنا بوقف العدوان، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وفتح المعابر، وكسر الحصار، وإعادة الإعمار، وتحقيق صفقة تبادل أسرى جادة”. وأضافت “معركة طوفان الأقصى أحدثت تحولا إستراتيجيا في الصراع مع الاحتلال وكشفت حقيقته للعالم، كما أنها جاءت في السياق الطبيعي للرد على جرائم الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني”.

وأكدت الفصائل الفلسطينية أن “المقاومة بكافة أجنحتها بخير وهي في تنسيق عالٍ ومستمر على جميع الجبهات وكل محاور القتال”. ولفتت إلى أن “الشعب الفلسطيني هو الوحيد صاحب الحق في تقرير المصير لليوم التالي للحرب، وهذه القضية تُناقَش فقط على الطاولة الفلسطينية”. وأوضحت أن “أيّ أفكار ومحاولات لخلق إدارة بديلة خارج الإجماع الوطني وقرار الشعب الفلسطيني ستُعامل معاملة الاحتلال”.

ودعت الفلسطينيين في الضفة والقدس وأراضي 1948 لـ”تصعيد المقاومة الشاملة وعلى رأسها المقاومة المسلحة والانخراط بشكل أكبر في معركة طوفان الأقصى”. وطالبت الفصائل الشعوب العربية والإسلامية والعلماء ورجال الدين بـ”التحرك الفوري والعاجل في كل الميادين والمدن والعواصم واستهداف مصالح الاحتلال وداعميه انتقاماً للدم الفلسطيني واللبناني، وضغطاً لوقف حرب الإبادة الجماعية ولمحاسبة الاحتلال على جرائمه”.

ودعت “لعقد حوار وطني جامع استكمالًا لمخرجات اجتماع موسكو وبكين لتحقيق تطلعات شعبنا في تحرير أرضه وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس”. وفي مارس، عقدت الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركتا حماس وفتح، اجتماعا في العاصمة الروسية موسكو، تلاه اجتماع آخر في يوليو الماضي بالعاصمة الصينية بكين، لبحث سبل المصالحة وإنهاء الانقسام المستمر منذ عام 2007.

3