بعد نجاح إسرائيل في تحييد أسلحتها، إيران تراهن على النووي

حديث إيران عن المفاوضات مع الدول المعنية بملفها النووي هدفُه ربح الوقت من أجل امتلاك السلاح الذي يحقق لطهران ما عجزت عنه الأسلحة التي بددت فاعليتها إسرائيل.
الأربعاء 2024/10/02
طموح نووي يمكن أن يجهز على إيران

القدس – كشف التصعيد الدائر في منطقة الشرق الأوسط منذ نحو سنة محدودية السلاح الإيراني، سواء الذي لدى إيران نفسها أو الذي عند حلفائها حزب الله والحوثيين وحماس، وهو ما سيدفعها إلى الإسراع في تطوير أسلحتها النووية.

ورغم ما يعلنه حلفاء طهران من أخبار عن إطلاق صواريخ بمسميات مختلفة على مواقع إسرائيلية، فإن حجم الخسائر محدود جدا، ما يؤكد قدرة نظام القبة الحديدية ومنظومة مقلاع داوود على التصدي للصواريخ التي يطلقها حزب الله أو حماس أو الحوثيون. كما أن الطائرات الإسرائيلية نجحت في إسقاط مختلف المسيّرات التي تم إطلاقها لاستهداف مواقع إسرائيلية.

وأصبح حديث إيران عن أن هدفها من التسليح هو تحقيق توازن الردع مع إسرائيل كلاما من الماضي، والأمر نفسه ينطبق على الولايات المتحدة.

إسرائيل تكشف محدودية الأسلحة التي استعملتها إيران كأدوات لفرض النفوذ والتخويف في المنطقة عبر تزويد الميليشيات الحليفة بها

وقد يدفع العجز عن الرد المتكافئ إيران إلى التفكير في العمل على تطوير أسلحة نووية بأسرع وقت ممكن، على عكس الاعتقاد السائد بأنها ستسعى لإحياء الاتفاق النووي، وهو ما أشار إليه رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أسبوع حين قال إن “إيران تواصل تطوير برنامج نووي بشكل منتظم”، وإن كان قد تحدث عن رغبتها في الانخراط في المفاوضات.

ويعتقد المحللون أن حديث إيران عن المفاوضات مع الدول المعنية بملفها النووي هدفُه ربح الوقت من أجل امتلاك السلاح الذي يحقق لطهران ما عجزت عنه الأسلحة التي بددت فاعليتها إسرائيل خلال ضربات الأشهر الأخيرة.

وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده مستعدة لبدء مفاوضات نووية إذا “كانت الأطراف الأخرى راغبة في ذلك”.

وعراقجي هو أحد المهندسين الرئيسيين للاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي حدّ قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الغربية.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني الثلاثاء أنه أطلق عشرات الصواريخ على إسرائيل.

وقال حزب الله الثلاثاء إنه استهدف “بصليات صاروخية من نوع فادي 4 (للمرة الأولى) قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 ومقر الموساد اللذين يقعان في ‏ضواحي تل أبيب”. وصواريخ فادي بأرقامها المختلفة، كما يقول الحزب، هي صواريخ باليستية تصيب مساحات واسعة لا نقاطا محددة.

pp

ولم يرشح أي نبأ عن خسائر ألحقتها هذه الصواريخ بالأهداف التي أطلقت عليها، مثلها مثل صواريخ سابقة أطلقها الحزب والحوثيون وإيران نفسها.

وفي أبريل الماضي أطلقت إيران نحو 100 صاروخ باليستي متوسط المدى وأكثر من 30 صاروخ كروز وما لا يقل عن 150 مسيّرة هجومية باتجاه إسرائيل، لكن أغلب الأسلحة سقطت بعيدا عن المجال الجوي الإسرائيلي بمساعدة الحلفاء وبالأساس الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تكون نتائج هجوم الثلاثاء بمستوى التأثير ذاته.

وأعطى الهجوم الفاشل صورة أكثر دقة عن محدودية فاعلية الأسلحة الإيرانية وفي الوقت نفسه كشف عن أن إسرائيل هي صاحبة المبادرة، خاصة أنها ضربت بقوة مختلف مواقع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان واليمن، فضلا عن دلالات اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في قلب طهران عقب ساعات من تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان، وما أظهره من تفوق إسرائيلي وضعف استخباري وعسكري من جانب إيران.

وكانت إيران تستعمل أسلحتها “المتطورة” كأدوات للتخويف وفرض النفوذ على المنطقة مباشرة أو من خلال تزويد الميليشيات الحليفة لها بهذه الأسلحة، وهو ما ظهر بصفة خاصة في استهداف الحوثيين لمنشآت نفطية سعودية عام 2019، وتحويل المسيّرات والصواريخ الممنوحة للحوثيين ورقة ضغط على الرياض، وتهديد أمن الملاحة في البحر الأحمر.

وصار واضحا الآن أن الأمر انقلب رأسا على عقب، وبان بالكاشف أن الأسلحة -التي كانت إيران تقول إنها تهدف إلى ردع إسرائيل على وجه الخصوص- محدودة، وأن الحديث عن التسليح والتطوير وعرض أنواع جديدة من المسيرات والصواريخ كان دعاية سياسية.

وفي سبتمبر المنقضي كشفت إيران عن صاروخ باليستي ومسيّرة انتحارية (كاميكازي) جديدين خلال عرض عسكري في العاصمة طهران.

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) إن صاروخ “جهاد” الذي يعمل بالوقود الصلب من تصميم وتصنيع الذراع الجوفضائية للحرس الثوري، ويبلغ مداه التشغيلي ألف كيلومتر، وإن مسيرة “شاهد – 136 بي” هي نسخة مطورة من مسيرة “شاهد – 136″، مع ميزات جديدة ومدى تشغيلي يزيد على 4000 كيلومتر.

1