أدنوك تعزز محفظة أصولها في صناعة الكيماويات

دعمت شركة أدنوك الإماراتية محفظة أصولها في مجال الكيماويات عبر الاستحواذ على إحدى أكبر شركات القطاع في ألمانيا ضمن إستراتيجيتها التوسعية لضمان تدعيم حضورها في أسواق أوروبا وكذلك أفريقيا، وتوسيع أنشطتها في مجالات أخرى من الطاقة.
أبوظبي - أعلنت شركة أدنوك الإماراتية الثلاثاء أن ذراعها شركة أدنوك الدولية المحدودة (أدنوك الدولية) وقعت صفقة استحواذ على مجموعة الكيماويات الألمانية كوفيسترو الثلاثاء بقيمة 12 مليار يورو (13.3 مليار دولار).
وتعد الاتفاقية إنجازا مهما ضمن إستراتيجية الشركة المملوكة لحكومة أبوظبي، للنمو والتوسع دوليا، والمعتمدة من قبل مجلس إدارتها، والتي تركز على الكيماويات والغاز والطاقة منخفضة الكربون.
وسيخضع قبول عرض الاستحواذ إلى حد أدنى مقداره 50 في المئة + سهم واحد من رأس المال المُصدَر للشركة، إلى جانب الحصول على الموافقات التنظيمية المطلوبة.
ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه قطاع الكيماويات الألماني أزمة منذ اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية، والتي تم على إثرها خفض إمدادات الغاز الطبيعي إلى أكبر اقتصاد أوروبي، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة.
وبموجب الصفقة ستصبح كوفيسترو المنصة التأسيسية لأعمال أدنوك في مجال المواد عالية الأداء والكيماويات المتخصصة، وستعزز تنويع محفظة أعمالها في الكيماويات.
وتتماشى أعمال المجموعة الألمانية في مجال الكيماويات المتخصصة مع إستراتيجية الشركة الإماراتية الطموحة للنمو في هذا المجال الحيوي، وكذلك مع التزام دولة الإمارات بتحقيق ريادة عالمية في استخدامات التكنولوجيا الحديثة.
وقال سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، "تنسجم هذه الشراكة مع إستراتيجية أدنوك للنمو الذكي، وتحقيق نقلة لضمان مواكبة أعمالها للمستقبل".
وأوضح في بيان أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن "الصفقة ستساعد أدنوك في التقدم نحو هدفها بأن تصبح ضمن أكبر خمس شركات عالمية للكيماويات”. وأضاف "الاتفاقية ستسرع إنتاج الكيماويات، من خلال استخدام تكنولوجيا مبتكرة".
وأكد أن الاستحواذ يمثل خطوة مهمة للطرفين “ويعكس نهج أدنوك المسؤول، الذي يركز على الاستثمار في الأصول الإستراتيجية، التي تحقق قيمة مجدية طويلة الأمد، وتتيح فرصا جديدة للنمو، بالتزامن مع التزامنا بتنويع محفظة أعمال الشركة".
وتابع "سيسهم التوافق بين إستراتيجيتي الشركتين في ترسيخ مكانتهما الرائدة، في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة والمنتجات الكيماوية ودعم الاقتصاد الدائري".
ووفقا للتوقعات الإيجابية طويلة الأجل لقطاع الكيماويات، فإن الشركة الألمانية تمثل استثمارا جذابا لأدنوك، بفضل امتلاكها منشآت وتقنيات رائدة وفريقا إداريا متميزا.
وتمتلك كوفيسترو مجموعة واسعة من التقنيات المتطورة والمنتجات التي تدعم خفض الانبعاثات والاقتصاد الدائري، وتقدم خدماتها لأكثر من 8500 زبون في العالم من خلال 48 موقع إنتاج حول العالم، و13 منشأة للبحث والتطوير.
وتحتل الشركة عبر توفيرها العشرات من الحلول مكانة متقدمة في تصميم وتصنيع منتجات متخصصة، تدخل في صناعة أشباه الموصلات، مثل حاويات الشرائح وحاملات الرقائق والبلاستيك والمواد الهندسية عالية الأداء والطلاء والمواد اللاصقة.
كما تنتج المواد الضرورية للمكونات المختلفة المستخدمة في مراكز البيانات وحلول الإدارة الحرارية للخوادم والمكونات الهيكلية التي تدعم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال إنتاج حلول موصلة للحرارة، وتوفير تقنيات متقدمة لقوالب التصنيع.
وستسهم منتجات كوفيسترو كذلك في تسريع إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر تطوير شاشات العرض لأجهزة الواقع الافتراضي. كما تشمل منتجاتها الأغطية الخارجية للهواتف الذكية والمواد خفيفة الوزن التي تستخدم في صناعة السيارات.
وتبرز سوق البتروكيماويات العالمية كمكون رئيسي في نظام الطاقة العالمي، ما يظهر في الطلب على البلاستيك، أشهر مجموعة من المنتجات، الذي تجاوز مثيله على كل المواد الرئيسية الأخرى مثل الحديد والألومنيوم والإسمنت.
وتشير التقديرات إلى أن الطلب على المنتجات الكيماوية كان بشكل مطرد منذ العام 2000، بفضل نمو الاستثمارات والمشاريع الجديدة قبل أن يتقهقر مع قيود الإغلاق الاقتصادي جراء وباء كورونا.
وتشكل المواد الخام البتروكيماوية نحو 12 في المئة من الطلب العالمي على النفط، وهي النسبة التي يتوقع البعض أن ترتفع في حال زاد الطلب على البلاستيك والأسمدة والمنتجات الأخرى.
ويقود تنامي الطلب كبار اللاعبين إلى إعادة ترتيب تسويق حصصهم وإلى تحقيق أكبر ما يمكن من الإيرادات، خاصة في ظل تراجع الاستثمارات في القطاع والتداعيات التي لا تزال مستمرة جراء الأزمة الأوكرانية، ما جعل الأسعار في أعلى مستوياتها على الإطلاق.
ومن المتوقع أن يزداد الطلب على البتروكيماويات بنسبة تبلغ اثنين في المئة بين عامي 2024 و2050 على أن يتضاعف سوق المواد الكيماوية بحلول منتصف القرن الحالي، ما يضمن استدامة الإيرادات.
وتستفيد كوفيسترو في أعمالها من تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تشمل علوم البيانات وتعلم الآلة والتعلم العميق، لتسريع أنشطتها في البحث والتطوير وتنفيذ مختلف مشاريعها.
وتمارس الشركة، وهي منتج رئيسي للبولي يوريثان والبولي كربونات والمواد عالية الأداء اللازمة للتطبيقات الصناعية الحيوية، أعمالها في مناطق مختلفة من العالم، حيث تحقق أكثر من نصف إيراداتها من مناطق آسيا والمحيط الهادئ وأميركا الشمالية.
وقال ماركوس ستيليمان، الرئيس التنفيذي للشركة الألمانية، "نحن على ثقة بأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع أدنوك الدولية يصب في مصلحة كوفيسترو وموظفينا ومساهمينا وجميع شركائنا".
وأضاف "بدعم من أدنوك الدولية، سيكون لدينا أساس أقوى لتحقيق النمو المستدام في قطاعات جذابة، بما يُمكّننا من المساهمة بشكل أكبر في مسيرة النمو الأخضر".
وتابع “تعد أدنوك الدولية شركة ذات قدرات مالية عالية وشريكا على المدى الطويل، وسنواصل العمل لتعزيز إستراتيجيتنا الناجحة للمستقبل المستدام في مختلف الظروف التي تشهدها الأسواق”.
وأوضح ستيليمان أن إستراتيجيات النمو المتكاملة للشركتين، والتزامهما المشترك بتوظيف التقنيات المتطورة، والابتكارات، وتطبيق مبادئ الاستدامة، تثمل مرتكزات أساسية “لشراكتنا الراسخة".
وتجري أدنوك محادثات مع شركة أو.أم.في النمساوية لإنشاء شركة كيماويات عملاقة تصل مبيعاتها السنوية مجتمعة إلى أكثر من 20 مليار دولار.
وفي ديسمبر الماضي اتفقت على شراء حصة شركة أو.سي.آي المنتجة للكيماويات في شركة إنتاج الأمونيا واليوريا فرتيغلوب مقابل 3.6 مليار دولار.