حلفاء إيران يصعدون برا وجوا دفاعا عن حزب الله

صنعاء/بغداد – مع انطلاق ساعة الصفر للغزو الإسرائيلي البري "المحدود" كما وصفته الدولة العبرية في عدد من القرى جنوب لبنان، شنت بعض الفصائل المدعومة إيرانيا هجمات على مواقع عسكرية إسرائيلية وسفينة قبالة الحديدة وقاعدة أميركية في العراق، وذلك في تصعيد متعدد الجبهات برا وبحرا وجوا ردا على هجمات اليمن وإسنادا لحزب الله.
وقال يحيى سريع المتحدث العسكري لجماعة الحوثي اليمنية إن الجماعة استهدفت اليوم الثلاثاء بطائرات مسيرة مواقع عسكرية إسرائيلية في تل أبيب وإيلات.
وأوضح في بيان عبر منصة إكس "قصفنا هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بطائرة مسيرة نوع يافا"، مبينا "استهدفنا أهدافا عسكرية في منطقة أم الرشراش (إيلات) بـ4 طائرات مسيرة نوع صماد 4".
ويأتي هذا الاستهداف بعد يومين من هجوم إسرائيلي على أهداف تابعة للحوثيين قال المتحدث باسم الجماعة إنه أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 57 آخرين.
وقبل ذلك أطلقت جماعة الحوثي في اليمن هجمات على سفينة قبالة الحديدة، حيث أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم الثلاثاء في بيان على منصة إكس أنها تلقت تقريرا عن وقوع حادث على بعد 64 ميلا بحريا شمال غربي الحديدة باليمن. وأضافت أن السفينة أبلغت عن 4 وقائع بالقرب منها. إلا أن الهيئة البريطانية أكدت أن الطاقم آمن والسفينة تتجه نحو الميناء التالي.
وبدأ الحوثيون الذين يعارضون القوات الحكومية في اليمن بمهاجمة سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن في نوفمبر، "نصرة لغزة". ويؤكدون أنهم يستهدفون سفنا على صلة بإسرائيل.
وفي وقت سابق الاثنين، قال مسؤول أميركي إن مُسيرة أميركية من طراز ام كيو-9 ريبر MQ-9 Reaper "أسقطت"، بعد أن أعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن إنهم أسقطوا طائرة بدون طيار.
وهذه هي المرة الثانية هذا الشهر التي يؤكد فيها مسؤول أميركي فقدان واحدة من المسيرات التي تُستخدم للاستطلاع وتنفيذ ضربات.
وقال المسؤول في وزارة الدفاع "تم إسقاط طائرة ام كيو-9"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل لكنه أشار إلى أن الحوثيين مسؤولون عن ذلك.
وأضاف "هذا أحدث مثال على السلوك الخبيث والمتهور من قبل الحوثيين المدعومين من إيران والذي يهدد الاستقرار الإقليمي".
وكان الناطق العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أعلن أن "القوات المسلحة اليمينية أسقطت طائرة أميركية من نوع ام كيو-9 أثناء تنفيذها مهام عدائية في أجواء محافظة صعدة شمال اليمن".
وأعلن البنتاغون في وقت سابق من الشهر عن سقوط مسيرة من النوع نفسه وتحطمها بالقرب من اليمن. وفي فبراير قال إن طائرة بدون طيار أخرى سقطت قبالة ساحل اليمن بعد أن أصابها صاروخ حوثي على ما يبدو.
وفي العراق، استهدفت "ثلاثة صواريخ" قاعدة تؤوي جنودا أميركيين في مطار بغداد الدولي فجر الثلاثاء من دون أن تسفر عن وقوع ضحايا، على ما أفاد مصدران أمنيان وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال مصدر أمني إنه "جرى استهداف 'قاعدة فيكتوريا'" التي تؤوي جنودا أميركيين "في مطار بغداد بثلاثة صواريخ تم إسقاط اثنين منها من قبل الدفاعات الخاصة بالقاعدة فيما سقط الثالث قرب مقر لقيادة جهاز مكافحة الإرهاب".
وأكّد مصدر أمني آخر حصول القصف، مؤكدا أنه لم يسفر عن سقوط ضحايا ولم يؤثر على حركة الملاحة الجوية.
ويذكر الهجوم بالتوتر المتصاعد في الشرق الأوسط، حيث انتشرت التكهنات بشأن ما إذا كانت إيران والجماعات التي تدعمها ستنفذ تهديداتها بالرد بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية الكبرى لجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
وقال مصدران أمنيان عراقيان إن تحقيقا أوليا أظهر إطلاق ثلاثة صواريخ، سقط أحدها قرب مبان تستخدمها قوات مكافحة الإرهاب العراقية، مما تسبب في أضرار ونشوب حريق في بعض المركبات دون وقوع إصابات.
وافاد اللواء قوات خاصة يحيى رسول عبدالله الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، الثلاثاء، بأن الأخير وجه وزير الداخلية عبدالأمير الشمري بإجراء التحقيق "الفوري" لمعرفة أسباب الخرق الأمني بإطلاق عدد من صواريخ "الكاتيوشا" من منطقة العامرية صوب مطار بغداد الدولي.
وقال اللواء رسول عبدالله في بيان، إن السوداني وجّه بإعلان نتائج التحقيق وتحديد المقصرين خلال 48 ساعة .
من جهتها أعلنت وزارة الداخلية العراقية، إيداع مسؤول أمني على خلفية القصف الصاروخي الذي استهدف قاعدة فيكتوريا العسكرية في مطار بغداد الدولي.
وأتت تلك التحركات من قبل فصائل تدعمها إيران وسط اضطرابات إقليمية بلغت أشدّها باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة الماضي، وبالتزامن مع التوغل الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، لتشي بعجز تلك الفصائل حتى الآن عن الحاق الضرر بإسرائيل أو القوات الأميركية في المنطقة.
إذ حتى الآن اكتفى الحوثيون باستهداف عدد من السفن التجارية في البحر الأحمر، وإطلاق عدد من الصواريخ نحو إسرائيل، دون أن تسجل أضرارا.
كذلك عمدت بعض الفصائل العراقية على مدى الأشهر الماضية، إلى إطلاق صواريخ نحو إسرائيل دون أن تسجل بدورها أي أضرار، فيما سقط بعضها في الجولان السوري المحتل.
كما استهدفت تلك الفصائل عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، قواعد في العراق وسوريا تضم قوات أميركية على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل في الحرب.
فيما ردّت واشنطن مرارا بشنّ ضربات جوية طالت مقرات للفصائل في البلدَين.
أما إيران فأكدت عقب اغتيال نصرالله أنها لن ترسل قوات إيرانية إلى لبنان، مؤكدة أن ما سمّته "محور المقاومة" قادر على الرد
وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. ويضمّ التحالف كذلك قوات من دول أخرى لا سيّما فرنسا والمملكة المتحدة.
وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.
وأعلنت واشنطن وبغداد الجمعة أن التحالف الدولي سينهي خلال عام مهمته العسكرية المستمرة منذ عقد في العراق، وذلك بعد أشهر من المحادثات الثنائية.
لكن البيان المشترك والمسؤولين الأميركيين لم يجيبوا على السؤال الرئيسي حول العدد المستقبلي للقوات الأميركية في العراق.
وبعد تراجع ملحوظ في هجمات الفصائل خلال الأشهر الماضية، سجّل في أغسطس إطلاق صواريخ استهدفت قاعدة عين الأسد بغرب العراق، ما أدى إلى إصابة سبعة أميركيين.
وفي العاشر من سبتمبر، "تم الاعتداء على مجمع الدعم الدبلوماسي في بغداد وهو منشأة دبلوماسية أميركية"، حسبما أفادت سفارة واشنطن لدى في العاصمة العراقية.
وقالت بعد ثلاثة أيام من ذلك إن "الدلائل تشير إلى أنّ الهجوم بدأ من جانب ميليشيات متحالفة مع إيران وتعمل بحرّية في العراق".