السعودية تعلن تشكيل تحالف دولي لتنفيذ حل الدولتين

الرياض - أعلنت السعودية إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، وفق ما قال وزير الخارجية السعودي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين في نيويورك.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حلّ الدولتين"، مضيفا "إننا اليوم باسم الدول العربية والإسلامية وشركائنا الأوروبيين نعلن إطلاق 'التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين'"، وفق ما نقل الموقع الرسمي لوزارة الخارجية.
ودعا جميع الدول الى "الانضمام إلى هذه المبادرة، مؤكدين على أننا سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق مسار موثوق لا رجعة فيه لسلام عادلٍ وشامل".
ويرى مراقبون أن الدعوة السعودية هي دعوة تنفيذية وليست دعوة خطابية، وهي إطار عملي لتشكيل نواة تقوم بالضغط في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي سبتمبر الماضي، كانت السعودية وإسرائيل على عتبة تطبيع علاقتهما برعاية أميركية. لكن اندلاع الحرب العنيفة في غزة بعد هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي دفع السعودية إلى تعليق المفاوضات. وانتقدت الرياض إسرائيل مرارا وطالبت بوقف الحرب.
والأسبوع الماضي قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية، وندد بشدة "بجرائم الاحتلال الإسرائيلي" ضد الشعب الفلسطيني.
وقال الأمير فيصل بن فرحان "الحرب على غزة تسببت في حدوث كارثة إنسانية، إلى جانب الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها قوة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية".
وأشار إلى أن "الدفاع عن النفس لا يمكن أن يبرر قتل عشرات الآلاف من المدنيين وممارسة التدمير الممنهج، والتهجير القسري، واستخدام التجويع كأداة للحرب"، مضيفا "إننا نشهد (...) تصعيدا إقليميا خطيرا يطال الجمهورية اللبنانية الشقيقة ويقودنا إلى خطر اندلاع حرب إقليمية تهدد منطقتنا والعالم أجمع".
وطالب الأمير فيصل بن فرحان بوقف الحرب قائلا "نطالب بالوقف الفوري للحرب القائمة، وجميع الانتهاكات المخالفة للقانون الدولي، ومحاسبة جميع معرقلي مسار السلام".
وتابع "إنّ تنفيذ حلّ الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه كافة المنطقة، بها فيها إسرائيل، بالأمن والتعايش".
ولم يوضح الأمير فيصل بن فرحان من هي الدول الأعضاء في التحالف الجديد.
لكنّ مسؤولا في منظمة التعاون الإسلامي ومقرها في مدينة جدة السعودية أفاد بأنّ "التحالف يتكون في غالبيته من أعضاء منظمة التعاون الإسلامي".
وقال المسؤول -الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول الحديث للإعلام- إنّ "التحالف يتكون في غالبيته من الدول العربية والإسلامية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي بالإضافة لدول أوروبية" تؤمن بحل الدولتين.
وأوضح أنّ التحالف "نتاج أشهر من الاجتماعات للجنة الوزارية المنبثقة من القمة المشتركة بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي" في نوفمبر الماضي.
وإزاء الغموض في سبل تحقيق هدف هذه المبادرة السياسية، قال المسؤول "ستعقد اجتماعات في عواصم عربية وأوروبية لمناقشة التنفيذ العملي للمبادرة بالإضافة لمؤتمر في وقت لاحق من هذا العام في الرياض".
وكانت السعودية إحدى الدول الموقعة إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى عربية وغربية على بيان دعا قبل يومين الى وقف لإطلاق النار لمدة 21 يوما في لبنان بين إسرائيل وحزب الله لإفساح المجال للدبلوماسية.
ويعتبر المجتمع الدولي أن حلّ إقامة دولتين المقترح في مؤتمر مدريد 1991 واتفاقيات أوسلو بين عامي 1993 و1995 يمثل الطريقة المثلى لإيجاد حلّ للقضية الفلسطينية المستمرة منذ عقود، لكن عملية السلام متوقفة منذ سنوات. وقد اكتسبت الحاجة لإيجاد حل سلمي أهمية جديدة بسبب الحرب على غزة، بالإضافة إلى تصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية.
وفي يوليو الماضي، صوّت الكنيست الإسرائيلي بأغلبية ساحقة على مشروع قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية عقب اعتراف عدد من الدول بالدولة الفلسطينية. وقال الكنيست إن التسوية "لن تكون إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون شروط مسبقة"، فيما ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عقب التصويت أنّ "فرض إقامة دولة فلسطينية سيُعرّض إسرائيل للخطر".