هل يحقق استهداف إسرائيل لنصرالله نصرا سياسيا لإنهاء الحرب

إسرائيل ترفض التجاوب مع دعوات الهدنة في لبنان.
الجمعة 2024/09/27
النهاية التي يتخوف منها حزب الله

القدس – فسّرت أوساط سياسية رفض إسرائيل التجاوب مع دعوات للهدنة في لبنان برغبتها في تحقيق انتصار سياسي، غير مستبعدة إمكانية أن تقوم باستهداف الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، لاسيما بعد أن أكد الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن لا أحد محصنا من الاستهداف.

وبحسب الأوساط ذاتها يريد نتنياهو وغالبية الإسرائيليين الخروج من الحرب بنصر واضح، ولهذا سيسعون إلى استهداف نصرالله شخصيا مثلما استهدفوا رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.

ويقول مراقبون إنه بمقياس الصدى السياسي للعملية وتأثيرها على معنويات الخصوم ورفع معنويات الإسرائيليين، فإن مقتل القيادات العسكرية من حزب الله أو حركة حماس لا يساوي الكثير أمام مقتل الرجل الأول في الحزب أو الحركة. فالقادة العسكريون يكونون عادة غير معروفين، ولا يشعر المتابع بوطأة استهدافهم مثل استهداف القائد السياسي الذي يظهر باستمرار على وسائل الإعلام ويمثل عنصر قوة داخل الجماعة أو الحزب.

عادة ما لا يُستهدف القادة، بغية التحدث إليهم آخر الحرب، لكن تغير الحال بغياب الرغبة في التفاهم مع ممثليهم

وفي العادة يُترك القادة ولا يتم استهدافهم باعتبار أن الجهة الفائزة في الحرب ستحتاج إلى من تتحدث إليه آخر الحرب لتحويل النصر الحربي إلى مكاسب سياسية عبر المفاوضات. وتغير الوضع الآن خصوصا إذا كان الهدف هو عدم إرساء تفاهم مع المنظمة أو الحركة المستهدفتين بل حتى الدولة، وهذا ما حدث مع هنية مؤخرا وقبله أبوبكر البغدادي من داعش وأيمن الظواهري وقبله أسامة بن لادن من القاعدة وصدام حسين ومعمر القذافي.

ويعتقد الإسرائيليون أن أسوأ ما واجهه رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت والجيش الإسرائيلي بعد حرب 2006 أنهم دمروا البنية التحتية للبنان وتركوا نصرالله، ما جعلهم لا يستطيعون الحديث عن نصر. وكان بنيامين نتنياهو قد أطلق الإثنين تهديداته لحسن نصرالله، مشددا على أن “الجميع في مرمى النيران”.

ويرى مراقبون أن الضغوط الدولية المطالبة بوقف الحرب قد تكون عاملا يساعد الجيش الإسرائيلي على المسارعة إلى تنفيذ عمليات نوعية في لبنان. وسبق أن نفذ الإسرائيليون عمليات من هذا النوع ولم يجدوا ردود فعل دولية مناوئة عدا بيانات وتصريحات روتينية تهدف إلى تبرئة الذمة.

ورفضت إسرائيل الخميس مقترح هدنة مع حزب الله طرحته دول أبرزها الولايات المتحدة، متوعدة بمهاجمته حتى “النصر”، مع مواصلة جيشها شنّ غارات جوية مكثّفة في لبنان، يردّ عليها الحزب بإطلاق صواريخ نحو شمال الدولة العبرية.

ودعت الولايات المتحدة وفرنسا في بيان، وقعت عليه أيضا اليابان وقطر والسعودية والإمارات، إلى “وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية – الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية”.

pp

وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، في النص الصادر على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، “حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تضمن الأمن وتمكّن المدنيّين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان”.

ورحّبت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت بالدعوة، معتبرة أنها تمنح الدبلوماسية هامش تحرك لتحقيق نجاح مّا. وعوّلت على “دعم واضح من الجميع لاغتنام هذه الفرصة”.

لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال الخميس إن الأخير “لم يرد حتى” على “المقترح الأميركي – الفرنسي”، مؤكدا أنه أمر الجيش بـ”مواصلة الضرب بكل قوة”.

وعكس وزير الخارجية يسرائيل كاتس موقفا مماثلا؛ وقال عبر منصة إكس “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم”.

كما رفض وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش وقف إطلاق النار، قائلا إن الهدف يظل “سحق” حزب الله. وهدّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المنتمي إلى اليمين المتطرف، بمقاطعة أعمال الحكومة الإسرائيلية في حال إبرام اتفاق على وقف لإطلاق النار مع حزب الله.

وقال بن غفير في بيان “في حال تمّ توقيع اتفاق مع حزب الله، لن يفي الحزب (القوة اليهودية) بكل التزامات التحالف، وهذا يشمل التصويت وحضور اجتماع الحكومة والمجلس الوزاري المصغر وأي نشاطات للتحالف”، ملوحا بالاستقالة في حال كان وقف إطلاق النار دائما.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس تنفيذ ضربات جديدة ضد أهداف للحزب في مناطق لبنانية متفرقة، شملت بنى تحتية عند الحدود اللبنانية – السورية. كما أكد شن “ضربات دقيقة” على ضاحية بيروت الجنوبية، اتضح لاحقا أنها استهدفت قائد وحدة المسيّرات في الحزب محمد سرور الملقّب بـ”أبوصالح”.

pp

وهذا هو الهجوم الإسرائيلي الرابع من نوعه خلال أسبوع على هذه المنطقة التي تعدّ معقلا للحزب المدعوم من إيران. في المقابل واصل الحزب إطلاق رشقات صاروخية نحو شمال إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيانين أنه رصد إطلاق نحو 85 صاروخا الخميس من لبنان، تمكّن من “اعتراض بعضها”.

وأعلن حزب الله أنه قصف مجمعات صناعات عسكرية تابعة لشركة رفائيل شمال مدينة حيفا “بصليات من الصواريخ”. كما أعلن قصف كريات موتسكين، وكذلك كريات شمونة “بصليات من صواريخ فلق 2”. ومنذ الاثنين خلفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 600 قتيل في لبنان، من بينهم العديد من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة اللبنانية.

وأفادت الوزارة الخميس بمقتل عشرين شخصا، من بينهم 19 سوريّا، جراء غارة طالت ليلا بلدة يونين الواقعة في محافظة البقاع (شرق) الحدودية مع سوريا. وقد تعرّضت هذه المنطقة لضربات جوية مكثّفة ليل الأربعاء – الخميس.

 

اقرأ أيضا:

        • الحرب تغرق اللبنانيين في اليأس: لا نستطيع تحملها

        • قنبلة نووية وماعز متفجر.. الأخبار الكاذبة تزيد ضباب الحرب في لبنان

        • أي حسابات لرد حزب الله وإيران على إسرائيل

        • حرب فاشلة هي طوق نجاة لنتنياهو

        • لبنان على أعتاب ساعات حاسمة

1