الحضور الخليجي في سوق كان للتلفزيون يعكس تطور صناعة الترفيه

دول الخليج تسعى لتعزيز استثماراتها في قطاع الترفيه من خلال تبني إستراتيجيات مبتكرة وتطوير برامج تدريبية للشباب لتأهيلهم للعمل في هذا القطاع.
الجمعة 2024/09/27
وجهة ترفيهية عالمية

كان (فرنسا) - برز الحضور الإعلامي الخليجي في الدورة الجديدة لسوق كان الدولية للتلفزيون “ميب كوم” عبر مجموعة من المشاركات الرسمية التي تعكس تطور صناعة الترفيه في الدول الخليجية واستثمارها القوي فيها عبر ضخ المليارات من الدولارات في تطوير البنية التحتية للترفيه واستقطاب الفعاليات العالمية.

وقالت المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باسكال لالماند بأن الحضور الخليجي في هذا العام يمثل خطوة إضافية في رصيد “ميب كوم”، وأيضا يسهم في ترسيخ قيم التعاون والتبادل الثقافي والفني والإعلامي بين السوق ودول مجلس التعاون الخليجي. ويمثل “ميب كوم” الحدث الإعلامي والسوق الأبرز لصناعة المحتوي الترفيهي ويقام سنويا في أكتوبر من كل عام في قصر المهرجانات في مدينة كان جنوب فرنسا.

ونوهت لالماند أن الحضور العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، شهد خلال السنوات الخمس الأخيرة حضورا إيجابيا يجسد الاهتمام البالغ من قبل القنوات التلفزيونية الرسمية والشركات الخاصة والمنتجين والموزعين وصناع المحتوى في المنطقة الذين باتوا يحطون رحالهم من أجل الانطلاق إلى آفاق بعيدة من الحوار مع العالمية على صعيد التعاون الإنتاجي المشترك .

وتسعى دول الخليج إلى تعزيز استثماراتها في قطاع الترفيه من خلال تبني إستراتيجيات مبتكرة تشمل استخدام التكنولوجيا الحديثة في تصميم وتنفيذ المشاريع الترفيهية، وتطوير برامج تدريبية للشباب لتأهيلهم للعمل في هذا القطاع. وقال مندوب الشرق الأوسط لـ”ميب كوم” باسل حجار إنه يشعر بالفخر والاعتزاز للتجاوب من قبل القيادات الإعلامية في دول مجلس التعاون الخليجي من أجل الحضور والمشاركة.

وأشار إلى الحضور الاستثنائي لكل من هيئة الشارقة للإعلام وشمس ميديا سيتي (الشارقة) وأبوظبي فيلم كوميشن، وجناح – قطر ميديا كوربوريشن، وسيدر آرت برودكشن (لبنان) وأراب تيلي ميديا (الأردن) واتش كونسلت وغيرها من القطاعات الإعلامية التي اعتادت المشاركة مثل “أم بي سي” و”شاهد”. وتابع “أوكد بأننا أمام حضور متنام وبشكل إيجابي ومتطور يسير بخط متواز بحضور كمّ من الشخصيات الرسمية والفنانين والإعلاميين الذي يرصدون هذا الحدث التلفزيوني الأهم دوليا”.

ونوه أن سوق كان الدولية للتلفزيون يعتبر أمّ كافة الأسواق الخاصة بصناعة الترفيه والمحتوي في العالم ويشارك هذا العام أكثر من 11 ألف مشارك وأكثر من 3500 بائع و100 دولة و320 جناحا يمثلون كبريات شركات الإنتاج والتوزيع في العالم والتي ستقدم أبرز نتاجات العام الجديد في صناعة الإنتاج التلفزيوني والمحتوي.

باسكال لالماند: صناع المحتوى في المنطقة ينطلقون إلى آفاق بعيدة من الحوار مع العالمية
باسكال لالماند: صناع المحتوى في المنطقة ينطلقون إلى آفاق بعيدة من الحوار مع العالمية

وستكون إسبانيا دولة الشرف هذا العام حيث أن المساهمة الإبداعية والثقافية المتجددة لإسبانيا في التلفزيون الدولي متجذرة وبعيدة المدي وتمتلك تاريخا حافلا بالمنجزات الإبداعية التلفزيونية والفنية. وقال متابعون إن حضور دول الخليج في الفعاليات الترفيهية العالمية يؤكد أنها تقدمت بخطوات ثابتة في هذا المجال.

وأصبحت الإمارات العربية المتحدة وخصوصاً إمارة دبي، مركزاً عالمياً للترفيه، حيث تعتبر المشاريع مثل “الوصل بلازا” في موقع معرض إكسبو 2020، و”ريم مول” في أبوظبي، من الأمثلة البارزة على الاستثمارات الضخمة في قطاع الترفيه. كما أن هذه المشاريع لا تقتصر على توفير الترفيه للسكان المحليين، بل تجذب أيضاً السياح من جميع أنحاء العالم بفضل الفعاليات الضخمة مثل مهرجانات الموسيقى والرياضة العالمية.

وتتوقع منصة “فيفر” العالمية المتخصصة في الفعاليات الترفيهية الحية نمو قطاع الترفيه والتسلية في الإمارات بنسبة 10 في المئة بحلول عام 2027، حيث سيؤدي هذا القطاع دوراً رئيسياً في جذب 25 مليون سائح مع بداية عام 2025. وتعتبر “دبي القابضة للترفيه” واحدة من أكبر المجموعات الترفيهية المتنوعة في المنطقة، ملتزمة بتعزيز مكانة الإمارة كواحدة من أكثر الوجهات المرغوبة عالمياً، حيث توفر أكثر من 20 وجهة ترفيهية رائدة، إضافة إلى تسجيلها أكثر من 9 ملايين زائر لـ”القرية العالمية” التي تشرف عليها المجموعة.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن الإمارات استثمرت عشرات المليارات من الدراهم في صناعة الترفيه، وهو مبلغ مرشح للزيادة في المستقبل القريب. وساهمت هذه الاستثمارات في تعزيز جاذبية الدولة كوجهة ترفيهية عالمية، وترسيخ مكانتها كمركز سياحي رائد في المنطقة، وفقاً للمؤشرات الصادرة عن المؤسسات الدولية المعنية بالقطاع.

وعلى مدار السنوات السبع الماضية، اتجهت السعودية بقوة نحو صناعة الترفيه، مما مكّنها من منافسة الدول العربية الأخرى في هذا المجال. وتعكس مبادرات مثل “موسم الرياض” و”موسم جدة” هذا الاتجاه، حيث تمثل هذه الأحداث نماذج بارزة للتطور الاقتصادي والثقافي في المملكة. وموسم الرياض هو أحد أبرز المشاريع الترفيهية التي أطلقتها السعودية، بهدف تعزيز السياحة الثقافية والترفيهية، حيث تبلغ تكاليف تنظيمه نحو 6.4 مليار دولار، مما يشمل تنظيم عروض موسيقية وفعاليات ثقافية وأنشطة ترفيهية متنوعة تستهدف جذب الزوار من داخل المملكة وخارجها.

وتسهم مشاريع الترفيه في تعزيز النشاط الاقتصادي المحلي عبر توفير فرص عمل في القطاعات المتعلقة بالفنون والترفيه والضيافة، كما تسهم في جذب الاستثمارات وتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي وتحقيق رؤية 2030. وفي الربع الثاني من العام الحالي، كشفت وزارة التجارة السعودية عن ارتفاع حاد في عدد السجلات التجارية المتعلقة بتنظيم قطاع الفعاليات الترفيهية، حيث وصلت إلى 20465 سجلاً، مسجلة نمواً بمقدار 24 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حين بلغ عدد السجلات 16438 سجلاً تجارياً.

وتسعى السعودية إلى استثمار نحو 69 مليار دولار، وتوفير أكثر من 200 ألف وظيفة في قطاع الترفيه بحلول عام 2030. ومن بين القطاعات الرئيسية التي تستثمر فيها المملكة بشكل كبير، يأتي قطاع الألعاب الإلكترونية، الذي شهد نمواً ملحوظاً، خلال السنوات السبع الماضية، حيث تستهدف أن يسهم بـ13.3 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.

5