سوق الذكاء الاصطناعي يقترب من كسر حاجز التريليون دولار

نيويورك - تقترب السوق العالمية للمنتجات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي من كسر حاجز التريليون دولار في غضون ثلاث سنوات وسط الانتشار السريع لهذه التكنولوجيا الذي يزعج الشركات والاقتصادات. ورصدت شركة استشارات الإدارة العالمية بين آند كو، تحقيق هذا المجال الناشئ نموا مطردا، وتوقعت أن تصل قيمتها إلى نحو 990 مليار دولار خلال العام 2027.
ويراقب خبراء سباق الذكاء الاصطناعي الذي بدأ يأخذ طابعا أكثر تنافسية بين شركات التكنولوجيا العملاقة وليذكي معه حدود الهيمنة على هذه التقنية المتقدمة، التي باتت أحد الأدوات الرئيسية للاستثمار فيها بكثافة في المرحلة المقبلة لمواكبة التحولات المتسارعة.
وتتطلع الشركات الكبرى إلى تجاوز التركيز على الحوسبة السحابية مع تحول أنظار المسؤولين التنفيذيين بشكل واضح إلى هذه التقنية المتقدمة، بما قد يعوض لها بعض المكاسب التي فقدتها جراء التقلبات الاقتصادية العالمية المعاكسة.
ويرى خبراء القطاع أنه سواء كانت الشركة تبيع الإعلانات أو الهواتف الذكية أو الرقائق الدقيقة، فإنه يجب عليها كلها أن تثبت للسوق أنها في موقع متقدم في السباق نحو امتلاك هذه الأدوات الثورية.
وقامت شركات مايكروسوفت وألفابت مالكة غوغل وميتا بلامتفورمز وأمازون في 2023 بدمج الذكاء الاصطناعي بقوة في منتجاتها على أمل أن يقود ذلك دورة النمو التالية للصناعة، لكن هذه الجهود ستستغرق وقتا لتؤتي ثمارها.
ورجح خبراء بين آند كو في التقرير السنوي الخامس للشركة حول التكنولوجيا العالمية، الذي نشر الأربعاء، أن تحقق السوق نموا يتراوح بين 40 و55 في المئة سنويا عن 185 مليار دولار مسجلة في 2023، بما في ذلك الخدمات والأجهزة المرتبطة بهذه التقنية.
ويغذي هذا النمو ظهور أنظمة للذكاء الاصطناعي ومراكز للبيانات أكبر حجما لتدريب هذه التقنيات وتشغيلها، مدفوعة بإقبال الشركات والحكومات التي تستخدم هذه التكنولوجيا لزيادة الكفاءة.
ويرتفع الطلب بوتيرة بلغت من السرعة أنها ستضغط على سلاسل توريد المكونات وقطع الغيار، ومن بينها الرقائق الضرورية لتشغيل هذه الخدمات، بحسب شركة بين. وحذرت الشركة من أن زيادة المبيعات، إلى جانب التوترات الجيوسياسية، قد تؤدي إلى نقص في معروض الرقائق وأجهزة الكمبيوتر الشخصي، وأيضا الهواتف الذكية.
وقالت إن “الطلب على مكونات الرقائق الأساسية مثل تصميم الدوائر المتكاملة وحقوق الملكية الفكرية ذات الصلة قد يرتفع بنسبة 30 في المئة أو أكثر بحلول عام 2026، مما يشكل ضغطاً على الشركات المصنعة”.
وأوضحت أن تكلفة مراكز البيانات الأكبر حجما قد تقفز من نطاق يتراوح بين مليار و4 مليارات دولار إلى ما بين 10 مليارات و25 مليار دولار في غضون خمس سنوات، مع توسع قدرتها إلى أكثر من غيغاواط مقارنة مع قدراتها الحالية بين 50 و200 ميغاواط.
وتوقع معدو التقرير أن يترتب على هذه التغييرات آثار هائلة على المنظومة الداعمة لمراكز البيانات بما في ذلك هندسة البنية التحتية وإنتاج الطاقة والتبريد. وأكدوا أن الشركات تتخطى مرحلة التجريب، وتبدأ في تعميم الذكاء الاصطناعي التوليدي ليغطي جميع عملياتها.
وأشاروا إلى أن المؤسسات والدول تفضل نماذج لغوية صغيرة، تشبه النماذج اللغوية الكبيرة التي أدت إلى تطوير شركة أوبن أي.آي تقنية تشات جي.بي.تي، ولكنها أسهل وأكثر فعالية في الاستخدام، وسط مخاوف تتعلق بالتكاليف وخصوصية البيانات.
وتنفق بعض الدول، ومن بينها كندا وفرنسا والهند واليابان والإمارات والسعودية مليارات الدولارات لدعم استخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات السيادية.
كما تستثمر في البنية التحتية المحلية للحوسبة ونماذج للذكاء الاصطناعي التي تطورها داخل حدودها وتدربها على بيانات محلية. غير أن إنشاء منظومات ناجحة للذكاء الاصطناعي المخصص للاستخدام في المؤسسات السيادية مكلف ويستغرق وقتا طويلا، وفقاً لآن هوكر، رئيسة قسم التكنولوجيا العالمية في شركة بين.
وتصدرت مصنّعة الرقائق الأميركية إنفيديا قائمة الشركات الأكثر استفادةً من الذكاء الاصطناعي في عام 2024، إذ نمت قيمتها بنحو 165 في المئة على أساس سنوي لتبلغ نحو 3 تريليونات و230 مليار دولار، بحسب بيانات بلومبيرغ.
وحلت منافستها التايوانية تي.أس.أم.سي ثانيا، إذ ارتفعت قيمتها بنحو 77 في المئة على أساس سنوي لتصبح 957 مليار دولار، تلتها برودكوم التي حققت نموا بواقع 55 في المئة لتصبح قيمتها نحو 807 مليارات دولار. وضمت القائمة أيضا كل من أي.أس.أم.أل وأي.أم.دي ومايكرون وأريستا وسوبر مايكرو.