التجارب تبدد هواجس فشل بطارية السيارة الكهربائية

يعتقد الخبراء أنه ربما حان الوقت للتوقف عن التفكير في هاجس بطاريات السيارات الكهربائية وذلك استنادا على دراسات جديدة تُظهر أن هذا الجزء الأساسي في مركبات المستقبل من المرجح أن يدوم عمره لـ20 عاما أو أكثر قبل الحاجة إلى استبداله.
لندن- تدور في رأس المشترين الكثير من الأسئلة والمخاوف بشأن التحول إلى السيارات الكهربائية خارج النطاق ومخاوف الشحن، حيث إن تدهور البطارية، والتكلفة العالية لاستبدالها بأخرى، هو أمر يثير قلق العديد من المشترين.
ووفقا لدراسة حديثة أجرتها شركة الخدمات المهنية إيرنست آند يونغ ارتفع استبدال البطارية إلى أعلى قائمة مخاوف مشتري السيارات الكهربائية المحتملين.
وذكر ستة وعشرون في المئة من مشتري السيارات في الولايات المتحدة الذين شملهم الاستطلاع أن استبدال البطاريات باهظة الثمن هو أكبر مخاوفهم بشأن السيارات الكهربائية، متغلبين على المدى (24 في المئة) ونقص محطات الشحن (23 في المئة) لأول مرة.
وفي الواقع، في حين انخفضت المخاوف بشأن المدى والشواحن بشكل كبير، فإن مخاوف استبدال البطارية في ارتفاع.
ويحتل تطوير البطاريات موقعا متقدما في صدارة السباقات التقنية المستقبلية بسبب دورها المحوري في خفض الانبعاثات الضارة بالبيئة وتقليص استهلاك الوقود الأحفوري، إضافة إلى ارتباطها بجميع الحلقات التكنولوجية الأخرى.
ولدى جيوتاب، وهي شركة متخصصة في أنظمة الاتصالات عن بعد، أخبار جيدة أيضا. فبعد دراسة قرابة 5 آلاف سيارة كهربائية مملوكة للقطاع الخاص أمضت 1.5 مليون يوم على الطريق، أفادت الشركة بأن متوسط عمر بطارية يجب أن يستمر لعقدين أو أكثر.
وتُظهر البيانات أن متوسط عمر بطارية السيارة الكهربائية المدروسة تدهور بنسبة 1.8 في المئة فقط سنويا، وهو تحسن مقارنة بما كان عليه قبل خمس سنوات عندما كان متوسط العمر 2.3 في المئة سنويا.
أما أفضل السيارات الكهربائية أداء في الدراسة الجديدة فقد تدهورت بنسبة واحد في المئة فقط سنويا.
ويقول سكوت إيفانس خبير السيارات الذي يكتب في منصة “موتور تريند” المتخصصة في السيارات إنه لأسباب متنوعة بما في ذلك انخفاض مدى القيادة المفيد، تعتبر البطارية في نهاية عمرها الخدمي عندما تصل إلى ما بين 70 و80 في المئة من سعتها الأصلية.
وبإجراء الحسابات، يُظهر بحث جيوتاب أن أفضل السيارات الكهربائية الحديثة لا ينبغي أن تصل إلى هذه النقطة حتى يبلغ عمرها 20 عاما، في حين يجب أن يصل متوسط عمرها إلى 11 عاما على الأقل، مما يشير إلى أن ثمة تناقضا كبيرا.
وهناك عدد من العوامل، من بينها الكيمياء الدقيقة المستخدمة في البطارية، حيث تستخدم شركات السيارات المختلفة كيمياء مختلفة قليلا، ومدى جودة السيارة في التحكم في درجة حرارة البطارية.
ويقصد بدرجة حرارة البطارية هنا الحرارة والبرودة الشديدتان السيئتان للبطاريات، وهذا هو السبب في أن السيارات الكهربائية الحديثة بها أنظمة إدارة حرارية على متنها.
وتميل المركبات الكهربائية الأحدث إلى أن تكون لديها كيمياء بطارية أفضل وأنظمة تحكم في درجة الحرارة مما يجعلها تدوم لفترة أطول، كما هو موضح في انخفاض متوسط التدهور على مدى السنوات الخمس الماضية.
☚ تطوير البطاريات يحتل موقعا متقدما في صدارة السباقات التقنية المستقبلية بسبب دورها المحوري في خفض الانبعاثات الضارة بالبيئة وتقليص استهلاك الوقود الأحفوري
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن جيوتاب لا تفصل عمر المركبات في دراستها، لذلك يغطي المتوسط كلا من السيارات الكهربائية القديمة ذات التدهور الأسوأ والسيارات الكهربائية الأحدث ذات التدهور الأقل.
وعلى سبيل المثال، استخدمت نيسان ليف المبكرة بطاريات مبردة بالهواء بدلا من المبردة بالسائل، والتي من المعروف أنها تتدهور بسرعة.
ووفقا لشركة التحليلات ستاندرد آند بورز غلوبال، يبلغ متوسط عمر السيارة في الولايات المتحدة اليوم أكثر من 12 عاما.
ويأتي ذلك على الرغم من أنه من الجدير بالذكر أن متوسط عمر الشاحنة الخفيفة، الذي يعتبره إيفانس مصطلحا فضفاضا يشمل جميع سيارات الدفع الرباعي تقريبا بالإضافة إلى شاحنات البيك أب، 11 عاما وعشرة أشهر.
وهذا أعلى من متوسط عمرها 11 عاما قبل عقد من الزمن، مما يعني أن الشخص العادي يتخلص من سيارته في الوقت الذي قد تحتاج فيه إلى استبدال البطارية على أي حال.
ويركز تحالف الابتكار في مجال السيارات، وهو مجموعة تجارية صناعية، على اقتراب عمر البطارية من 12 عاما لأن السيارات تشكل 21 في المئة فقط من جميع مبيعات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة.
ونتيجة لذلك، فإن معظم المركبات الجديدة المبيعة هي سيارات الدفع الرباعي والشاحنات والشاحنات الصغيرة، ومعظم المركبات الكهربائية الجديدة التي تم طرحها في السوق هي سيارات دفع رباعي. وكل هذا يعني أن السيارة الكهربائية الجديدة التي من المحتمل أن تفكر في شرائها اليوم ستكون بالتأكيد سيارة دفع رباعي أو شاحنة أو شاحنة صغيرة، والأهم من ذلك، أن بطاريتها تدوم بالتأكيد طالما أنك تمتلك السيارة.
وحتى أولئك الذين يفكرون في شراء سيارة مستعملة يمكنهم أن يتنفسوا الصعداء قليلا عندما يعلمون أن البطارية من المرجح أن تدوم حتى يبلغ عمر السيارة 20 عاما على الأقل قبل الحاجة إلى استبدالها.
ويعتقد إيفانس أن أفضل طريقة لإبطاء تدهور البطارية هي تجنب الشحن السريع قدر الإمكان، حيث تعمل الشواحن السريعة على حشر كميات هائلة من الكهرباء في البطارية بأسرع ما يمكن، مما يخلق الكثير من الحرارة.
ويحذر المصنعون دوما من أن استخدام الشواحن السريعة غالبا ما يتسبب في تآكل البطارية بشكل أسرع ويوصون فقط بالشواحن السريعة للرحلات على الطرق والتوقفات غير المخطط لها.
ولتقليل التدهور، يفترض أن يقوم صاحب السيارة الكهربائية بشحنها من الشواحن ذات المستوى الثاني قدر الإمكان، سواء في المنزل أو في العمل أو عندما تكون بالخارج في المدينة.
ورغم أنها أبطأ بكثير، لكنها لا تستهلك البطارية وفي ظل أحدث المؤشرات، التي تظهر أن على الأفراد ألا يقلقوا كثيرا بشأن الأميال التي يقطعونها، مع ذلك.
وتُظهر أبحاث جيوتاب أن السيارات الكهربائية التي يتم قيادتها كثيرا لا تتدهور بطارياتها بشكل أسرع من السيارات الكهربائية التي تقضي معظم وقتها في وضع الجلوس.
أما الأبحاث التي أجرتها شركة مراقبة بطاريات السيارات الكهربائية ريسيرنت فتشير إلى أن متوسط تكلفة استبدال بطارية السيارة الكهربائية اليوم يتراوح بين 6500 دولار وعشرين ألف دولار اعتمادا على الطراز المحدد.
وعلاوة على ذلك، كانت التكلفة المتوسطة في انخفاض مستمر بمرور الوقت مع انخفاض تكلفة إنتاج البطاريات، حيث انخفضت بنسبة 16 في المئة بين عامي 2009 و2019.
وتفترض هذه التكلفة أيضا أنك تشتري بطارية بديلة جديدة تماما وليست بطارية مستعملة أو مُعادا تصنيعها، والتي أصبحت شائعة ببطء.
وبالمقارنة، تقدر شركة جي.دي باور أن تكلفة استبدال المحرك في سيارة تعمل بالغاز ستتراوح بين أربعة وعشرة آلاف دولار.