نمو كبير في تدفقات الاستثمار إلى منطقة الدقم العمانية

الدقم (سلطنة عمان) - كشفت أحدث البيانات الرسمية أن المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم العمانية سجلت قفزة كبيرة في تدفق الاستثمار هذا العام، ما يعزز خطط مسقط لجعل هذه الوجهة الأبرز ليس في البلاد فقط، وإنما في الشرق الأوسط عموما.
وارتفع حجم الاستثمار بالمنطقة خلال الفترة بين يناير ويونيو الماضيين، بمقدار 55 في المئة على أساس سنوي، ليبلغ 6 مليارات ريال (15.6 مليار دولار)، وجاء هذا النمو بالتزامن مع تشغيل مصفاة الدقم وعدد من المشاريع الأخرى.
ويعد المشروع الاقتصادي في الدقم، الأكبر في تاريخ السلطنة، وهو يأتي في إطار جهود خفض اعتماد الدولة الخليجية على عوائد صادرات النفط والغاز، وتنويع مواردها لتشمل صناعات أخرى قبل نفاذ احتياطي الوقود الأحفوري.
وتمثل المنطقة الواقعة على بعد 550 كيلومترا جنوب العاصمة مسقط أهمية كبيرة للسلطنة باعتبارها واحدة من المدن المهمة الواقعة على طول طريق الحرير البحري، وواحدة من الأماكن المهمة لمبادرة الحزام والطريق.
واعتبر أحمد عكعاك الرئيس التنفيذي للمنطقة إن زيادة الاستثمار "يعكس مدى الاهتمام الذي تحظى به المنطقة من الشركات المحلية والعالمية في الوقت الذي تكثّف فيه المنطقة جهودها لاستقطاب مزيد من رؤوس الأموال".
وأكد أن النمو الذي تشهده المنطقة يؤكد الاهتمام الذي تحظى به من المستثمرين من داخل السلطنة وخارجها، بفضل الدعم الذي تحظى به من الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة وإشرافها المباشر على تطوير الأعمال واستقطاب الاستثمارات إليها.
وتتميز المنطقة بقدرتها على احتضان مشاريع متنوعة سواء في قطاع الصناعات أو القطاعات الأخرى كالسياحة والتجارة والخدمات اللوجستية والتطوير العقاري، بالإضافة إلى توفير المساحات التي يحتاج إليها المستثمرون لتشييد مشاريعهم بشتى أنواعها.
وأشار عكعاك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى أنه تم في النصف الأول من العام الجاري توقيع اتفاقيات جديدة في عدد من القطاعات الاقتصادية. وتشمل تلك الاتفاقيات استثمارات إستراتيجية في قطاع الصناعات الخضراء التي وصل بعضها إلى مرحلة الإنشاءات أو التصاميم النهائية.
ومن أبرزها مشروع مصنع فولكان للحديد الأخضر ومشروع هايبورت الدقم ومشروع شركة الهيدروجين الأخضر (مشروع اكمي)، ومصنع شركتي كوبي ستيل وميتسوي وشركائها المحدودة اليابانيتين لإنشاء مصنع للحديد المختزل.
وأوضح عكعاك أن هذه المشاريع ستعمل على تأكيد ريادة الدقم لقطاع الصناعات الخضراء وتحقيق أهداف السلطنة للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050.
وتتلقى إدارة المنطقة بشكل مستمر طلبات استثمار من عدد من الشركات العالمية وتتم دراسة كل طلب مع الجهات ذات العلاقة لتقييم القيمة المضافة التي قد تحققها هذه الاستثمارات.
وتضم منطقة الدقم مجموعة من المناطق الاستثمارية في القطاعات التجارية والصناعية والسياحية واللوجستيات والتطوير العقاري والطاقة المتجددة.
◙ 15.6 مليار دولار استثمارات النصف الأول من عام 2024 بارتفاع 55 في المئة بمقارنة سنوية
وأشار عكعاك إلى أن التقدم في تنفيذ المشاريع يسير على النحو المخطط له. وقال إن “النصف الأول من العام الجاري شهد الافتتاح الرسمي لعدد من المشاريع الاقتصادية من أبرزها مصفاة الدقم التي تعد أحد أبرز المشاريع الكبرى في المنطقة”.
ومن المتوقع أن تتحوّل الدقم إلى أحد أهم مراكز الطاقة في المنطقة من خلال المصفاة التي تم تدشينها في وقت سابق هذا العام، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 230 ألف برميل يوميا مما تزيد الطاقة التكريرية للمصافي العاملة في البلاد إلى نحو 500 ألف برميل يوميا. كما شهدت منطقة الدقم الافتتاح الرسمي لميناء الصيد البحري متعدد الأغراض الذي يعد أكبر ميناء للصيد البحري في البلد الخليجي.
وأيضا تم تدشين محطة خدمات الشحن والجمارك والرصيف الحكومي الطريقين رئيسيين بميناء الدقم، بالإضافة إلى سد وادي جرف وسد وادي صاي اللذين تم إنشاؤهما لتوفير الحماية من مخاطر الفيضانات للمشاريع التي يتم تنفيذها بالمنطقة.
وشهدت المنطقة أيضا تشغيل العديد من المشاريع الأخرى من بينها التشغيل التجريبي لمصنع سماك التابع للشركة الدولية للمنتجات البحرية بطاقة إنتاجية تبلغ 100 مليون علبة من التونة سنويا.
وفي خضم ذلك بدأت مجموعة أسياد في عمليات إدارة وتشغيل محطة للحاويات بميناء الدقم، وهي مزودة بعدد من الرافعات الجسرية ورافعات الساحات المجهزة بأحدث التقنيات لزيادة الإنتاجية وتحسين عمليات المناولة.
وعلاوة على ذلك، تم تطوير مطار الدقم، ثالث أكبر البوابات الجوية للسفر والشحن في البلاد، بما يتماشى مع النمو الصناعي بالمنطقة الاقتصادية الخاصة.