تركيا تبرم رابعة صفقات توريد الغاز في 2024 مع توتال

شركة بوتاش التركية وتوتال الفرنسية تبرمان عقدا ستتحصل بموجبه أنقرة على 40 شحنة من الغاز المسال بإجمالي 4 مليارات متر مكعب سنويا بداية من عام 2027.
الخميس 2024/09/19
المزيد من الإمدادات

أنقرة- عقدت تركيا رابعة صفقاتها لتوريد الغاز الطبيعي المسال في العام الحالي مع شركة توتال إنيرجيز الفرنسية، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى مواكبة الطلب المتنامي على هذا المورد في السوق المحلية خلال السنوات القادمة.

وأعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار الأربعاء أن شركة بوتاش للطاقة المملوكة للدولة وقعت اتفاقية مدتها عشر سنوات لاستيراد الغاز من شركة الطاقة الفرنسية اعتبارا من 2027.

وذكر بيرقدار في منشور على منصة إكس أنه بموجب الصفقة التي تم توقيعها على هامش مؤتمر غازتك للطاقة في هيوستن، سيتم تسليم 1.6 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويا في 16 شحنة.

ودفعت هزات الاقتصاد التركي المتلاحقة، وخاصة تأمين الإمدادات الكافية من الوقود الأحفوري ومنتجات التكرير والسعي لكبح أسعاره، إلى السير في هذا المسار رغم العناوين البراقة للحكومة حول الاكتشافات وعمليات التنقيب التي تنوي القيام بها.

وتستورد البلاد معظم احتياجاتها من الغاز من روسيا وإيران وأذربيجان، لكنها تسعى جاهدة لتنويع مصادر الإمدادات طويلة الأجل مع انتهاء سريان عدة عقود اعتبارا من العام المقبل.

وتغطي الواردات جميع الاحتياجات لاستهلاك الغاز في تركيا تقريبا، والتي بلغت العام الماضي 50 مليار متر مكعب، لكنها تأمل في استغلال الموارد المحلية بشكل أكبر لتصبح مصدرا إقليميا لإعادة تصدير الغاز.

ألب أرسلان بيرقدار: سيتم تسليمنا 1.6 مليار متر مكعب  سنويا في 16 شحنة
ألب أرسلان بيرقدار: سيتم تسليمنا 1.6 مليار متر مكعب  سنويا في 16 شحنة

وأبرمت بوتاش الشهر الماضي مع شركة النفط البريطانية العملاقة شل اتفاقية طويلة الأجل لتوريد الغاز الطبيعي المسال، وهي الصفقة الثالثة التي تعقدها أنقرة هذا العام في هذا الخصوص.

وبموجب العقد سيتم تسليم 40 شحنة من الغاز المسال بإجمالي 4 مليارات متر مكعب سنويا بداية من عام 2027، لكن لم يتم الكشف عن قيمة الإمدادات المتفق عليها.

كما وقعت الشركة التركية اتفاقية للغاز مدتها عشر سنوات مع إكسون موبيل في شهر مايو الماضي. وبموجب هذه الاتفاقية ستشتري بوتاش ما يصل إلى 2.5 مليون طن من هذا المورد سنويا من الشركة الأميركية.

وقبل شهر من ذلك أبرمت الشركة العُمانية للغاز في إسطنبول اتفاقية مدتها عشر سنوات لتوريد مليون طن سنويا من الغاز المسال إلى بوتاش بداية من 2025.

وقال بيرقدار إنه “من خلال أحدث صفقة مع توتال إنيرجيز، ستوفر تركيا نصف استهلاكها السنوي من الغاز الطبيعي بالحصول على واردات الغاز الطبيعي المسال”.

وقال “يمكننا توريد الغاز الطبيعي إلى الأسواق الأوروبية، وخاصة تلك الموجودة في جنوب شرق أوروبا التي تحتاج إلى الغاز”.

ولا يزال هناك القليل من الغاز الروسي يصل من خلال خطوط الأنابيب عبر أوكرانيا إلى سلوفاكيا وعبر البحر الأسود وتركيا إلى بلغاريا. وقد تم إغلاق طريقين آخرين، تحت بحر البلطيق، إلى ألمانيا وعبر بيلاروسيا وبولندا.

وشهدت تركيا أكبر نمو في الطلب بين جميع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية منذ عام 2000 إلى غاية عام 2020، مع زيادة استهلاك الطاقة إلى المثلين تقريبا وزيادة الطلب على الطاقة 165 في المئة، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

جريجوري جوفروي: هذه الاتفاقية تمكننا من تأمين مبيعات طويلة الأجل
جريجوري جوفروي: هذه الاتفاقية تمكننا من تأمين مبيعات طويلة الأجل 

وبينما كانت تركيا كما هو الحال في بقية دول العالم تسعى إلى الابتعاد عن تأثيرات وباء كورونا، تسببت الحرب الروسية – الأوكرانية في جعل أسعار الطاقة تحلق إلى مستويات قياسية، وهو ما انعكس على الأسعار وتكاليف الإنتاج والشحن.

كما اشتدت المنافسة في سوق الغاز، حيث كانت أوروبا على وجه الخصوص بحاجة إلى كميات هائلة للمساعدة في استبدال غاز خط الأنابيب الروسي الذي كان يشكل ما يقرب من 40 في المئة من واردات القارة.

وتلبي تركيا كل احتياجاتها الاستهلاكية تقريبا بالغاز المستورد، واستوردت 14.3 مليار متر مكعب، أو 28.3 في المئة من 50.5 مليار متر مكعب استهلكتها العام الماضي، في شكل غاز طبيعي مسال.

وأكدت توتال في بيان أن الصفقة مع تركيا ستقلل التعرض لتقلبات السوق. وقال جريجوري جوفروي نائب رئيس قسم الغاز الطبيعي المسال في الشركة “تمكننا هذه الاتفاقية من تأمين مبيعات طويلة الأجل وتقليل تعرضنا لتقلبات أسعار الغاز في السوق الفورية”.

وبالنسبة إلى توتال إنيرجيز تدفع الصفقة العلاقات مع بوتاش لفترة أطول بعد توقيع أول عقد للغاز لتوريد 1.2 مليون طن سنويا من عام 2020 إلى عام 2023، كما تعزز إستراتيجية الشركة لجعل الغاز يصل إلى 50 في المئة من إجمالي مبيعات الطاقة بحلول 2030.

وتعد شركة النفط الفرنسية الكبرى ثالث أكبر شركة للغاز الطبيعي المسال في العالم، بحصة تبلغ حوالي 12 في المئة ومحفظة عالمية حالية تبلغ حوالي 50 مليون طن سنويا.

11