"منزل الذكريات".. نوفيلا فلسطينية عن الشيخوخة ورغباتها وهواجسها

بيروت- صدرت حديثا عن دار نوفل/هاشيت أنطوان نوفيلا “منزل الذكريات” للأديب الفلسطيني المقدسي محمود شقير، التي يتناول فيها ثيمة الشيخوخة ورغباتها وفقدها وهواجسها، في واقع لا يظل واقعا تماما، وخيال لا يرتقي إلى التفلت المطلق.
في نوفيلا “منزل الذكريات” يستحضر شقير بطلي روايتي ياسوناري كواباتا “منزل الجميلات النائمات” التي كتبها في العام 1961، و”ذكريات غانياتي الحزينات” التي كتبها غابريال غارسيا ماركيز وهو في التسعين من عمره. وفيها يتداخل الخيال مع الجانب الواقعي لمدينة القدس، حيث تجري الأحداث.
يقول الناشر “لأن الفقد شاسع، يطيل بطلا روايتي ‘الجميلات النائمات‘ و‘ذكريات غانياتي الحزينات‘ إقامتهما في حياة محمد الأصغر. سناء أفلتت يده باكرا. غيابها يظل عالقا على السرير، ويطوف في الجو بعد استحمام متخيل. يتمدد الغياب كعطل يصيب يوميات محمد. الشيخوخة لا تخلّف آثارها على الجسد فحسب، بل تهز الحدود بين الواقع والمتخيل. الجميع يغادر الراوي الفلسطيني المسن، إلا عجوزَي كاواباتا وماركيز الثرثارين”.
ويضيف “حواراته معهما تخلف الصدى الوحيد في حياته. يلتقط محمد الأصغر لوثة البطلين كعدوى، الاستلقاء بجوار الأجساد الفتية الهامدة. متعة يطاردها ضمن سياق فلسطيني مفخخ. هناك صراع متجذر بين هذيانات الشيخوخة وصلافة الحواجز التي تسوّر مدينة القدس، وبين العجز والسخرية… صراع من أجل النجاة. وهنا، لا نجاة إلا في الخيال، رغم أن الحدود تحاصره وتطبق عليه أيضا. فالأحلام، وإن كانت خلاصا مؤقتا، لا تنجو دائما من القبضات القاتلة”.
أما الأكاديمي محمد عبيدالله فيعتبر أنها «رواية قصيرة جميلة من فرائد محمود شقير، تتظاهر بالبساطة، وتعطي درسا في عبقريتها وجمالياتها المختلفة».
يذكر أن محمود شقير كاتب فلسطيني من مواليد جبل المكبر، القدس (1941)، حيث يقيم حاليا بعدما تنقلَ بين بيروت وعمان وبراغ. تضم كتبه الـ80 اثنتي عشرة مجموعة قصصية للكبار وعشرات القصص والمجموعات القصصية والروايات للفتيات والفتيان، وأربع روايات للكبار.
ترجمت بعض كتبه إلى اثنتي عشرة لغة من بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والسويدية. حاز جوائز عدة، من بينها جائزة «محمود درويش للحرية والإبداع» (2011)، و«جائزة فلسطين للآداب» (2019)، و«جائزة الشرف من اتحاد الكتاب الأتراك» (2023). وجائزة «فلسطين العالمية للآداب» للعام 2023. كما اختيرت روايته للفتيات والفتيان «أنا وصديقي والحمار» ضمن أفضل مئة كتاب من العالم عام 2018.