توتر الشرق الأوسط يقلص إيرادات السياحة الأردنية

عمّان- انعكست الحرب في غزة على إيرادات السياحة الأردنية كما هو متوقع، خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، جراء تجنب الزوار الأجانب المقاصد في منطقة الشرق الأوسط القريبة من أماكن التوتر.
وانخفضت مداخيل القطاع في الفترة بين يناير وأغسطس الماضيين بواقع 3.7 في المئة على أساس سنوي إلى 4.95 مليار دولار، ويعود ذلك إلى تراجع أعداد السياح بنسبة 6.7 في المئة.
وتظهر البيانات التي أوردتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية ارتفاع الدخل السياحي لكل المغتربين بنسبة 5.8 في المئة والعرب بنسبة 11.5 في المئة، في حين تراجعت عوائد الزوار الأجانب.
وبحسب الإحصائيات بلغ تقلص إيرادات السياح الأوروبيين بحوالي 53.9 في المئة، فيما كانت نسبة التراجع للزوار الأميركيين بنحو 39.1 في المئة، وبقية الأسواق بواقع 20.1 في المئة بمقارنة سنوية.
وكانت توقعات القطاع في الأردن، تؤشر إلى نمو عدد السياح والإيرادات بواقع 6 في المئة على الأقل خلال النصف الأول من 2024.
وتساهم السياحة في الأردن بنحو 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويُوظَّف القطاع أكثر من 55 ألف عامل في هذا القطاع الحيوي للبلاد، التي تعتمد بشكل مفرط على المساعدات الخارجية.
وصار السياح يتجنبون زيارة الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، ما يشكل خطرا على قطاع في بلدان مثل الأردن ولبنان ومصر التي تعتمد إلى حد كبير على عائدات السياحة الدولية لتمويل خزينتها.
وفي الشهر الماضي، أكد رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم الطيران المدني بالأردن هيثم مستو أن خمس شركات دولية أوقفت رحلاتها إلى البلاد.
وأوضح أن الشركات التي أوقفت رحلاتها إلى عمّان هي لوفتهانزا الألمانية والخطوط الجوية النمساوية حتى السادس والعشرين من أغسطس الماضي، وشركة يونايتد أيرلاينز الأميركية حتى يوم الأحد الماضي.
كما علقت شركة فيولينغ الإسبانية رحلاتها إلى الأردن حتى نهاية أكتوبر المقبل، فيما أوقفت شركة طيران بحر إيجه اليونانية رحلاتها إلى أجل غير مسمى.
ولكن مستو أكد للصحافيين في ذلك الوقت أن الدول التي تعمل منها هذه الخطوط الجوية لديها بديل يوفره مشغلون آخرون. وقال إن “تعليق عدد من شركات الطيران المدني رحلاتها إلى الأردن لم يؤثر على حركة الطيران أو حركة المسافرين القادمين والمغادرين”.
وأشار إلى أن الشركات التي علقت رحلاتها مؤقتا “لم تفعل ذلك بسبب مخاطر في أجواء الأردن”، وإنما لمخاطر في “الطريق إلى الأردن”، نظرا للتوترات الإقليمية.
والأردن من مناطق الجذب السياحي في الشرق الأوسط على مدار العام، وتعد العقبة في الجنوب من أهم المناطق السياحية، بالإضافة إلى البتراء ووادي رم والبحر الميت الذي يشتهر بالسياحة العلاجية، إلى جانب المعالم الأثرية في كل من جرش وعجلون والكرك.
4.95
مليار دولار مداخيل القطاع في أول 8 أشهر من 2024 بتراجع 3.7 في المئة بمقارنة سنوية
وتحملت السياحة الضريبة الأكبر للإغلاق الاقتصادي حيث راكمت الجائحة التي تفشت في عام 2020 طيلة أشهر الغبار على مرافق القطاع، ما حرم البلد من إيرادات مهمة في ظل سعيه المحموم لدفع الاقتصاد ومواجهة نقص الموارد.
ويعاني الأردنيون منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، من تراجع في القدرة الشرائية، وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب إلى شمال إسرائيل مع حزب الله اللبناني.
وتبين إحصاءات صندوق النقد الدولي أن الصراع أثر سلبا في السياحة الأردنية وبعض دول الجوار مثل مصر، وهو ما ألقى بتبعات سلبية على تقديرات النمو الاقتصادي.
وفي تصريحات صحفية له، خلال وقت سابق من هذا العام، أشار وزير السياحة الأردني السابق مكرم القيسي إلى تراجع حجوزات الفنادق في الأردن 50 في المئة منذ بدء الحرب على غزة.
وقال إن “تراجعا طرأ على الطلب على المواقع السياحية 40 في المئة منذ بدء الحرب، إضافة إلى انخفاض نسبة حجوزات المطاعم السياحية بين 60 و70 في المئة”.
وحتى عشية الحرب الإسرائيلية على غزة، أظهرت بيانات جمعية الفنادق الأردنية، أن القطاع يضم 600 ألف عامل بشكل مباشر، يتضمن عمال فنادق ومرشدين سياحيين، إضافة إلى قطاع المطاعم وغيره.
وفي العام الماضي، بلغت حصة السياحة من الناتج المحلي الإجمالي للأردن قرابة 15.6 في المئة، ما يظهر أهمية القطاع وعائداته على الاقتصاد.
وبحسب البيانات الرسمية، فقد وصلت عوائد القطاع في 2023 إلى 7.4 مليار دولار مقارنة مع ما حققه في 2019 وهو سنة الأساس التي سبقت جائحة كورونا والبالغ آنذاك 5.8 مليار دولار.