المخاطر الخارجية تؤثر سلبا على نمو الصادرات العربية

بيروت - كشفت أحدث المؤشرات أن الاضطرابات العالمية بسبب الحروب وأيضا التغير المناخي تسببت في سحب وتيرة الصادرات العربية إلى الخلف، وهو أمر يتطلب من حكومات المنطقة حشد المزيد من الجهود من أجل تفادي الأسوأ إذا استمرت التوترات سائدة.
وأفاد تقرير حديث صدر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) أن قيمة إجمالي الصادرات السلعية العربية سجلت انخفاضا بنسبة 11.5 في المئة خلال العام 2023، حيث بلغت 1.4 تريليون دولار.
وبحسب بيان الإسكوا سلط التقرير، الذي جاء بعنوان “التجارة العربية في عام 2023: الاتجاهات والنقاط البارزة”، الضوء على أهم الاتجاهات والتحديات والفرص في قطاع التجارة في المنطقة.
والإسكوا هي إحدى اللجان الإقليمية الخمس التابعة للأمم المتحدة، وتعمل على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة في الدول العربية وعلى تعزيز التكامل الإقليمي.
وحث خبراء هذه الوكالة الأممية التي مقرها بيروت، ضمن تقريرهم المنشور في منصتها الإلكترونية، على وضع إستراتيجيات تجارية أفضل في كافة أنحاء المنطقة.
ولفتوا إلى انكشاف العديد من الدول العربية على المخاطر نتيجة إفراطها في الاعتماد على عدد محدود من المنتجات التي تصدرها ومجموعة ضيقة من الأسواق التي تصدر إليها.
وقالوا إن تركز الأسواق هذا يؤدي إلى مخاطر كبيرة، ويعرّض الاقتصادات للمزيد من تقلبات الأسواق العالمية.
وأشار التقرير إلى ضرورة اعتماد الدول إستراتيجيات تجارية تشجع على تنويع الصادرات والأسواق المستهدفة، إذ أن توسيع نطاق المنتجات واستكشاف أسواق جديدة سيكونان أساسيين لكي يصمد قطاع التجارة على المدى البعيد.
1.4
تريليون دولار حجم التصدير العربي في 2023 بتراجع قدره 11.5 في المئة بمقارنة سنوية
وسلط معدو التقرير الضوء على الأهمية المتزايدة للتجارة بين بلدان المنطقة، التي تلعب دورا محوريا في دعم أهم القطاعات الاقتصادية، مشيرين إلى أن حصة الدول العربية من أسواق صادرات بعض الصناعات المحلية تفوق نسبة 75 في المئة.
وتطرقوا كذلك إلى أهمية الإسراع في توسيع نطاق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، لأن “من شأن ذلك أن يسهل الوصول إلى الأسواق ويحفز التكامل التجاري الإقليمي بشكل أكبر”.
ويشكل الأمن الغذائي تحديا مستمرا في المنطقة العربية، وبالتالي فإن تحفيز المزارعين المحليين وتشجيع زراعة المحاصيل الرئيسية للتخفيف من الاعتماد الكبير على الواردات يعدان أمرين مهمين في خضم مشكلة الاحتباس الحراري.
ولذلك على الحكومات تنويع مصادر وارداتها لكي تحقق استقرارًا في الإمدادات الغذائية، وقال التقرير إن “هذه الإستراتيجية ستكون أساسية لإحلال استقرار غذائي طويل المدى في منطقة تتأثر أكثر فأكثر بالضغوط المناخية والجيوسياسية”.
ونصح خبراء الإسكوا الدول العربية باستفادة الاقتصادات العربية من فرصة عولمة التصنيع وخصوصا في القطاعات الناشئة مثل التكنولوجيا الخضراء.
وقالوا إن “الشراكات الدولية الإستراتيجية بإمكانها أن تفتح المجال للوصول إلى التكنولوجيات المتقدمة مثل المركبات الكهربائية والبطاريات المتقدمة من الجيل التالي ومعدات الطاقة الشمسية”.
وحث التقرير الدول العربية على التوافق مع اتجاهات التصنيع العالمية في مجالات مثل المركبات الكهربائية ومعدات الطاقة الشمسية لتعزيز قدرتها التنافسية.
وشدد على أهمية وضع سياسات تجارية استشرافية وضرورة التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات القائمة مع الاستفادة من الفرص المستقبلية.