واشنطن تكشف عن مساعدات إلى ليبيا قاربت المليار دولار

واشنطن - كشفت مجلة "منبر الدفاع الأفريقي"، الصادرة عن القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، أن إجمالي المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة إلى ليبيا منذ العام 2011 تجاوزت أكثر من 900 مليون دولار، جرى توجيه نحو 275 مليون دولار منها في صورة مساعدات إنسانية، وذلك على وقع تصاعد النفوذ الروسي في المنطقة الشرقية وهو ما يزعج الجانب الغربي الذي دخل في صراع مع موسكو بعد الحرب في أوكرانيا.
وتحدثت المجلة الأميركية في تقرير، الجمعة، عن حيثيات لقاء مسؤولين عسكريين ليبيين مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة الشهر الماضي في ورشة أُقيمت في مالطا على مدى ثلاثة أيام، بهدف تعزيز أواصر التعاون.
وتبادل المسؤولون، خلال اللقاء، الخبرات في مجالات التخفيف من الأزمات، والحد من الضرر الذي يلحق بالمدنيين في أثناء العمليات العسكرية، فضلا عن مناقشة "المشاركة المجتمعية في مناطق الصراع، والاستجابة للأزمات الناشئة، وحُسن التنسيق خلال الكوارث الطبيعية".
ونقلت المجلة عن مسؤول عسكري أميركي قوله "التعرف على المرافق البحرية المالطية وسع مدارك فهمنا للاستجابة المتكاملة للأزمات، ولا سيما في السياقات البحرية، فهي فرصة رائعة للتعرف على أصولهم البحرية، وكيف تُستخدم بالتنسيق مع السلطات المدنية في جهود الإغاثة من الكوارث والعمليات الأمنية".
وغدت الولايات المتحدة تبذل مساعٍ أكبر للتضييق على النفوذ الروسي في ليبيا، خاصة عبر الضغط على الفاعلين المحليين والإقليميين لقطع العلاقات مع مجموعة فاغنر.
ومؤخرا زار قائد أفريكوم الجنرال مايكل لانغلي ليبيا والتقى قادة سياسيين في الشرق والغرب وذلك بهدف احتواء توترات طفت على السطح مؤخرا وهددت بعودة البلاد الى مربع العنف إضافة لمخاوف من تصاعد النفوذ الروسي خاصة في المنطقة الشرقية.
وقد التقى المشير حفتر ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.
وقال الفريق الأول لانغلي، في ختام الزيارة إن "الولايات المتحدة مستعدة لتعزيز الروابط القائمة وإقامة شراكات جديدة مع المدافعين عن الديمقراطية، سعياً إلى ليبيا أكثر أمانًا وازدهارًا".
وتثير التحركات العسكرية للجيش الوطني الليبي في الجنوب الغربي وخاصة قرب معبر غدامس على الحدود مع الجزائر مخاوف من عودة العنف وذلك مع تأهب للقوات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة.
وكانت الولايات المتحدة قد عبرت عن قلقها الشديد من التعاون العسكري بين الجيشين الروسي والليبي وبالتحديد التقارير التي تفيد بقيام القوات الروسية بتفريغ معدات عسكرية في ميناء طبرق متهمة موسكو بمحاولة استغال الأراضي الليبية لتهديد أمن منطقة الساحل الافريقي ووسط دعوات لاحتواء هذا النفوذ.
ومثل وصول قطعتين حربيتين روسيتين "في زيارة عمل" إلى قاعدة طبرق البحرية شرق البلاد في يونيو الماضي وفق ما أعلنت رئاسة أركان القوات البحرية التابعة لـ"القيادة العامة" مثالا حيا عن حجم الاهتمام الروسي بليبيا والذي سيفتح المجال للتغلغل في كامل القارة السمراء ويهدد دول شمال المتوسط. وتمتلك روسيا نفوذا كبيرا في ليبيا خاصة في المنطقة الشرقية من خلال التعاون العسكري ومجموعة من مرتزقة فاغنر.
ويتمركز عناصر فاغنر الذين يترواح عددهم بين 2000 و2500 عنصر في عدة مواقع عسكرية في ليبيا من بينها قاعدة القرضابية الجوية ومينائها البحري وقاعدة الجفرة الجوية وتمددوا إلى الجنوب الغربي حيث تمركزوا في قاعدة براك الشاطئ الجوية (700 كلم جنوب طرابلس).
وأحيت مجلة منبر الدفاع الأفريقي الذكرى السنوية الأولى لكارثة فيضانات درنة التي تسببت في مقتل أكثر من 4.350 شخص، وفقدان نحو 8.540 آخرين.
وكشف تقرير مشترك صادر عن البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أن الكارثة تطلبت 1.8 مليار دولار لإعادة الإعمار والتعافي، وذكر أنها أثرت على نحو 1.5 مليون مواطن، أي 22 بالمئة من سكان ليبيا.
وفي المجمل، استهدفت المساعدات نحو 250 ألف شخص حتى ديسمبر 2023 بتكلفة تجاوزت 71 مليون دولار.
وبعد الفيضان تبرَّعت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بمليون دولار من الأموال الأولية لتقديم المساعدات في حالات الكوارث، وفعلت فريق الاستجابة للمساعدة في حالات الكوارث في تونس العاصمة، وفريقا مخصصا لإدارة الاستجابة في واشنطن العاصمة.
وفي أوائل شهر أكتوبر، نقلت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية جوا 3 أطنان مترية من إمدادات الإغاثة الطارئة إلى ليبيا، بما في ذلك المياه والصرف الصحي ومستلزمات النظافة. وبذلك يصل إجمالي كمية إمدادات الإغاثة الطارئة التي سلمتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إلى 29 طنًا متريًا.
وتعرضت مدينة درنة والمناطق المحيطة في مثل هذا اليوم من العام الماضي، لأضرار فادحة وواسعة النطاق، حيث جرفت الفيضانات أحياء بأكملها ودمرت مدارس وأسواق وبنيات تحتية عامة.
وأدت الفيضانات إلى مقتل واختفاء الآلاف من الأشخاص ونزوح آلاف آخرين من منازلهم، وعلى الرغم من الدمار الواسع واستمرار الانسداد السياسي، إلا أن المجتمعات المحلية أظهرت قدرة كبيرة على الصمود أمام التحديات والعمل نحو التعافي وتجاوز آثار الكارثة.