رئيس الوزراء الصيني في السعودية ضمن مهمة صعبة لتسويق اتفاقية تجارية

الخليجيون يرون أن الصين تستهدف عرقلة نهضة صناعية للسلع في الخليج قبل قيامها، عبر إغراق الأسواق بالسلع رخيصة الثمن.
الخميس 2024/09/12
هل يقدر اللقاء على حل أزمة السلع الصينية

الرياض – يستعجل الصينيون تسريع المحادثات التي تفضي إلى اتفاقية تجارية مع دول الخليج، ولهذا الغرض زار رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ السعودية الأربعاء والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في وقت يقول فيه مراقبون إن مهمة المسؤول الصيني ستكون صعبة بسبب التعقيدات التي تحف بالاتفاقية والعلاقات التجارية بين بكين والخليج.

ويرى الخليجيون أن الصين تستهدف عرقلة نهضة صناعية للسلع في الخليج حتى قبل أن تقام؛ ففي الوقت الذي تقيم فيه دولة مثل السعودية مصنعا وتستجلب له خبرات أجنبية وأيديًا عاملة آسيوية رخيصة وتوفر تمويلات التشييد والتشغيل، تجد نفسها خاسرة في نهاية المطاف لأن السلعة الصينية التي تغرق الأسواق أرخص.

والأمر لا يتعلق بدول الخليج فقط، وإنما يشمل دولا مختلفة في الشرق كما في الغرب؛ ففي الغرب وبعض الدول التي نسخت النماذج الغربية -مثل النمور الآسيوية- دُمرت قطاعات صناعية مهمة بسبب رخص السلع الصينية.

والمفارقة التي تعيشها بعض الدول أن الصينيين قد يبيعون لها المصنع ويربحون، ثم ينافسونها ويمنعونها من تحقيق أرباح.

وبحث ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الصيني الأربعاء “أوجه التعاون المشترك بين البلدين” اللذين يواصلان تعزيز علاقاتهما، وخصوصا على الصعيد الاقتصادي.

وأقام الأمير محمد بن سلمان استقبالا رسميا للمسؤول الصيني الرفيع الذي يقوم بزيارة إلى المنطقة تشمل أيضا الإمارات.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّ ولي العهد وتشيانغ عقدا جلسة مباحثات رسمية أعقبها اجتماع للدورة الرابعة للجنة السعودية – الصينية رفيعة المستوى.

وذكرت أنّ الزعيمين بحثا “أوجه التعاون المشترك بين البلدين، خاصة مجالات التنسيق في الجوانب السياسية والأمنية والفرص التجارية ومجالات الطاقة والاستثمار والثقافة والتقنية”. كما ناقشا “المستجدات في المنطقة وآخر التطورات على المستوى الدولي، وجهود البلدين تجاهها”.

والسعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، حليف وثيق للولايات المتحدة منذ عقود، لكنّها تسعى مؤخرا لتحقيق توازن في علاقاتها الخارجية مع القوى العالمية الكبرى الأخرى مثل روسيا والصين.

وتستورد الصين، وهي منتجة للنفط، منذ مدة طويلة الخام من الشرق الأوسط وتشتري ما يقرب من ربع الشحنات السعودية، وهي الشريك التجاري الأول للمملكة.

وصباح الأربعاء حضر المسؤول الصيني اجتماعا مع مسؤولين ورجال أعمال ناقش آفاق التعاون الاقتصادي. ونقلت قناة الإخبارية الحكومية عن لي قوله إنّ “زيارتي إلى المملكة تهدف إلى دفع العلاقات الثنائية إلى أعلى مستوى”.

وقبل لقائه مع ولي العهد السعودي حث رئيس الوزراء الصيني بكين ودول مجلس التعاون الخليجي على تسريع مفاوضات التجارة الحرة.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) أن لي تشيانغ أدلى بهذه التصريحات أثناء اجتماع في الرياض مع جاسم البديوي أمين عام مجلس التعاون الخليجي.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن البديوي شدد خلال الاجتماع على أهمية المضي قدما واختتام المحادثات التجارية في المستقبل القريب.

وتعثرت مفاوضات التجارة الحرة بسبب مخاوف من جانب السعودية بخصوص الواردات الصينية رخيصة الثمن، فيما قالت مصادر لرويترز في مايو الماضي إن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود.

وذكرت المصادر أن السعودية تشعر بقلق من إمكانية أن تضر النسخ الصينية -الأقل ثمنا من منتجات تأمل المملكة أن تقوم بتصنيعها محليا- بأجندتها الصناعية.

وتسعى المملكة لجذب مستثمرين صينيين إلى مشروعاتها العملاقة ولاسيما مدينة نيوم المستقبلية التي تشيّدها في صحرائها المطلّة على البحر الأحمر بكلفة تتجاوز 500 مليار دولار.

وتعتبر الصين الشرق الأوسط جزءا رئيسيا من مبادرة الحزام والطريق، وهو مشروع ضخم للبنى التحتية وركيزة أساسية لمحاولة الرئيس الصيني شي جينبينغ ترسيخ نفوذ الصين في الخارج.

وتأتي زيارة لي بعد مرور نحو عامين على الزيارة التي قام بها شي إلى المملكة بهدف تعزيز التقارب الاقتصادي والدبلوماسي بين العملاق الآسيوي والدول العربية.

وعقد شي آنذاك لقاءات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ومع ولي العهد، كما شارك في قمتين خليجية – صينية وعربية – صينية حضرهما قادة دول المنطقة.

وفي يونيو 2023 وقّعت المملكة مع شركات صينية اتفاقيات استثمارية بأكثر من عشرة مليارات دولار، خلال مؤتمر الأعمال العربي – الصيني في الرياض، من بينها صفقات بثمانية مليارات دولار على الأقل لمصلحة جهات في السعودية.

 

اقرأ ايضا:

1