هواوي تغير وجهة المنافسة بأول هاتف ذكي ثلاثي الطي

شنتشن (الصين) – حولت شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي وجهة المنافسة في سوق الهواتف الذكية عندما أزاحت الستار عن أول جهاز ثلاثي الطي مدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي سيكون علامة فارقة في خضم سباق قوي بين كبار القطاع في العالم.
وكشفت هواوي الثلاثاء عن الهاتف البالغ سعره 2800 دولار في إطار سعيها لتوسيع تقدمها في أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم وسرقة الأضواء من أبل بعد ساعات على إطلاقها آيفون جديدا.
واستعرضت الشركة هاتفها الجديد ميت إكس.تي، والذي يمكن للمستخدمين طيه بثلاث طرق مثل باب الشاشة الأكورديون، خلال حفل إطلاق في مركز التكنولوجيا الجنوبي في مدينة شنتشن الصينية.
وتلقى الجهاز بالفعل أكثر من 4 ملايين طلب مسبق، ولا يتطلب أي وديعة، وفقا لموقع الشركة على الإنترنت. وبلغت السوق العالمية بالكامل للهواتف القابلة للطي حوالي 4 ملايين وحدة في الربع الثاني من 2024، وفقا لشركة الأبحاث آي.دي.سي.
وقال المدير التنفيذي لهواوي ريتشارد يو في حفل الإطلاق “اليوم نقدم لكم منتجا يمكن للجميع التفكير فيه، ولكن لا يمكنهم صنعه. لقد عمل فريقنا بجد لمدة خمس سنوات ولم يستسلم أبدا”. وأضاف “سنعيد كتابة تاريخ الصناعة مرة أخرى، ونحول الخيال العلمي إلى حقيقة، ونقود عصرا جديدا من الأجهزة القابلة للطي”.
ويتميز ميت إكس.تي بمساعد الذكاء الاصطناعي مع ملخص النص والترجمة ووظائف التحرير، بالإضافة إلى وظائف تحرير الصور المعززة بالذكاء الاصطناعي مثل تقليم الأجزاء غير المرغوب فيها من الصور.
وتعليقا على ذلك، قال يو إن “وظائف الذكاء الاصطناعي مدعومة بشرائح كيلين الداخلية من هواوي”، مع ذاكرة تبلغ 256 غيغابايت، مع إصدارات ذات ذاكرة أعلى متوفرة مقابل 3092 دولارا و3374 دولارا.
ويأتي الإطلاق الذي طال انتظاره بعد ساعات فقط على كشف شركة أبل عن أحدث طراز لها آيفون 16 المعزز بالذكاء الاصطناعي، حيث من المقرر طرح كلا الهاتفين للبيع في العشرين من سبتمبر الجاري.
وعرضت أبل الاثنين مجموعتها الجديدة من أجهزة آيفون كأول هواتف ذكية من تصنيعها مزوّدة بـ”آبل إنتلجنس”، نظامها الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يمثل التكنولوجيا الأبرز في سيليكون فالي وكان مُنتظرا بشكل كبير منها.
ومع سعر ميت إكس.تي، أكثر من ضعف السعر الأولي لجهاز آيفون 16 برو ماكس المماثل، والإنتاج المحدود، من المرجح أن يصبح الهاتف القابل للطي رمزا لبراعة هواوي التكنولوجية أكثر من كونه محرك مبيعات رئيسيا، وفقا للمحللين.
وقال ويل وونغ، الباحث الأول في شركة الاستشارات آي.دي.سي، لرويترز إن “قيود الإنتاج ونقطة السعر المرتفعة تعنيان أن الهاتف الجديد لن يكون له تأثير كبير من حيث الشحنات”.
لكنه أشار إلى أن هذا الأمر يخبر المستهلكين أنه لا يزال الرائد التكنولوجي وأن التحدي المحتمل الذي يفرضه على أبل قد يتجاوز مجرد حصة السوق.
ويأتي ميت إكس.تي باللونين الأحمر والأسود وله شاشة عرض مقاس 10.2 بوصة، وبعرض 3.6 ملليمتر. وتقول الشركة إنه أنحف هاتف قابل للطي في العالم وله ملحق لوحة مفاتيح يناسب الجيب.
ويؤكد الإطلاق، الذي يتبع سلسلة من ظهور الهواتف الذكية الناجحة، على قدرة هواوي على التنقل عبر العقوبات الأميركية ويعزز موقفها ضد أبل في الصين، حيث انتقد بعض المستهلكين آيفون 16 الجديد لافتقاره إلى ميزات الذكاء الاصطناعي في البلاد.
ولم تعلن أبل حتى الآن عن شريك في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين لتشغيل أحدث إصدارات آيفون، ولن يتوفر برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة إلا باللغات الصينية العام المقبل.
وكتب أحد المستخدمين على موقع ويبو، منصة صينية شبيهة بمنصة إكس، يقول “ما الفائدة من شرائه إذا لم تتمكن من استخدام الذكاء الاصطناعي؟”، وعلق آخر “بدون الذكاء الاصطناعي كأكبر نقطة بيع، يجب أن يكون سعره بنصف السعر”.
2800
دولار سعر هاتف هواوي الجديد وذلك في إطار سعيها لسرقة الأضواء من أبل بعد ساعات على إطلاقها آيفون جديدا
وفي حين تمتعت أبل لسنوات بطلب قوي في الصين، حيث أشعلت عمليات إطلاق آيفون الجديدة جنونا ذات يوم، فقد تضاءلت مبيعاتها وانخفض ترتيب الشركة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم الآن من المركز الثالث إلى المركز السادس.
وعادت هواوي إلى قطاع الهواتف الذكية الراقية العام الماضي بإطلاق جهاز يعمل بشريحة محلية الصنع، متحدية العقوبات الأميركية التي قطعت وصولها إلى سلسلة توريد الشرائح العالمية، حيث فاجأ إطلاق ميت 60 برو المحللين والمسؤولين الأميركيين.
وتمتلك الشركة الصينية بالفعل هواتف قابلة للطي في خط إنتاجها، وساعدتها مبيعاتها القوية في البلاد على تجاوز سامسونغ هذا العام كأكبر بائع لهذه الهواتف على مستوى العالم.
ونما سوق الهواتف الذكية القابلة للطي بنسبة 57 في المئة على أساس سنوي في الربع الثاني مع شحن 3.9 مليون وحدة، وذلك إلى حد كبير مع دخول شركات تصنيع الهواتف الذكية الصينية إلى الأسواق الخارجية، وفقا لشركة آي.دي.سي.
وتقول شركة الأبحاث إن هذا لا يمثل سوى 1.3 في المئة من سوق الهواتف الذكية الأوسع، حيث تم شحن 292.2 مليون هاتف ذكي بين أبريل ويونيو الماضيين.
واحتلت هواوي المرتبة الأولى عالميا كأكبر بائع للهواتف الذكية القابلة للطي في الربع الثاني من 2024 بحصة بلغت 27.5 في المئة، متقدمة على سامسونغ، التي تحوز حصة تبلغ 16.4 في المئة.
وترتفع هذه الحصة إلى 42 في المئة في السوق المحلية في الصين، متقدمة على فيفو ووحدة هواوي السابقة هونور، والتي انفصلت عنها تحت ضغط العقوبات الأميركية في عام 2020.