استعدادا للعودة المدرسية: خبراء يدعون إلى ضرورة تعديل ساعات النوم لدى الأطفال

النوم والاستيقاظ باكرا هما التمشي السليم مع التقيد بالمواعيد لتعود الساعة البيولوجية للطفل إلى نشاطها الطبيعي.
الثلاثاء 2024/09/10
استعمال الهاتف يؤثر على نوم الأطفال

تونس - دعت الأخصائية في علم النفس السريري والإدمان أروى بوزيدي الأسر إلى ضرورة تعديل ساعات النوم لدى أطفالهم استعدادا للعودة المدرسية. وأضافت في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء “نحو أسبوع فقط يفصلنا عن العودة المدرسية والأهل لهم متسع من الوقت لإرجاع طفلهم إلى الروتين المتناسب مع العودة المدرسية”.

وقالت “إن النوم والاستيقاظ باكرا هما التمشي السليم والملائم مع مواصلة التقيد بمواعيد النوم لتعود الساعة البيولوجية للطفل إلى نشاطها الطبيعي”.

وأكدت بوزيدي “أن الأطفال في عمر المدرسة يحتاجون ساعات نوم طويلة خلال الليل، محذرة من الآثار المترتبة عن عدم الحصول على قسط كاف من النوم، على الصحة النفسية والمردود الدراسي للطفل وكذلك على نمو الطفل الجسدي والفكري.

وأوضحت أن عديد الدراسات أثبتت أن الطفل، الذي لا يحصل على كفايته من النوم، يتراجع مردوده الدراسي ويجد صعوبة في التركيز ما يدخله في بعض الحالات إلى مرحلة الهيجان أو الخمول وهذا يؤدي في العديد من الحالات إلى تشخيصه طبيا تحت عنوان النشاط المفرط، في الوقت الذي يكون سببه أساسا قلة النوم.

كما أكدت أن قلة النوم عند الأطفال تؤدي إلى تضرر جهازهم المناعي، فقلة النوم تجعل الطفل تحت تأثير الضغط وهو ما يجعل الجهاز يدخل في فوضى تضعه في حالة تأهب ويقوم الجسم بإنتاج بعض الإفرازات التي تؤثر مباشرة على الطفل وتخلق فيه حالة من عدم التركيز وتمسّ عددا من أعضائه كانتشار حبوب على الجلد وهو ما يطلق عليه الأطباء بـ”أعراض عضوية نفسية”.

النوم والاستيقاظ باكرا هما التمشي السليم والملائم مع مواصلة التقيد بمواعيد النوم لتعود الساعة البيولوجية للطفل إلى نشاطها الطبيعي

وأوضحت البوزيدي أن النّوم لدى الأطفال لم يعد يحمل القيمة الصحية والجسدية التي كان عليها سابقا، حيث تأثر بعدة عوامل كبرى أهمها التكنولوجيات الحديثة والأجهزة الإلكترونية والعادات الاستهلاكية التي تميّز الفترة الصيفية والتي تحتوي على نسبة كبيرة من المنشطات المتواجدة في بعض المأكولات والمشروبات.

وفسرت أنّ “استعمال الهواتف الذكية ليلا والسهر على الإنترنت أو مشاهدة التلفاز مع قوة الإضاءة في المنزل جميعها تنعكس بشكل مباشر على كيفية النوم لدى الطفل”.

وأشارت من جهة أخرى، إلى أن من بين العوامل المساهمة في قلة النوم كذلك نجد القلق والضغط والتفكير المفرط في العودة المدرسية لأسباب مرتبطة بالطفل كالخوف من تكرار تجربة سابقة سيئة تعود إلى شخصيته أو عدم القدرة على الاندماج مع القسم فضلا عن التفكير في البيئة المدرسية التي سيعود إليها.ويخشى الأطفال عادة من الفشل المدرسي.

ولاحظت الأخصائية النفسانية أن “العديد من الأمهات يسمحن لأطفالهن بتناول الشاي والقهوة والمشروبات الغازية والسكر، خلال فترة الصيف، وهو ما يؤثر على قلة النوم لدى الأطفال وكذلك على نوعيته”.

ودعت الأخصائية الأولياء إلى سحب الهواتف الذكية من أبنائهم لتجنيبهم السهر تحت الأشعة الصادرة عن الشاشات وتفادي مشاهدة التلفاز وتعويض ذلك بالتحادث معهم وقراءة القصص موصية بتوفير ظروف ملائمة للنوم كالهدوء والتخفيض قدر الإمكان من الإضاءة حتى يتمكنوا من الدخول في نوم عميق.

وتابعت بالقول “على الأب أن يخصص وقتا لسماع طفله خاصة إذا كانت لديه مخاوف من العودة المدرسية.. فالأب مدعو إلى إعطاء الاهتمام اللازم لطفله والاستماع إليه حتى يكتسب الثقة بنفسه”.

15