السياحة العمانية تبحث توسيع آفاقها في الأسواق الأوروبية

مسقط - فتحت سلطنة عمان جبهة جديدة من أجل تحفيز صناعة السياحة من خلال اكتشاف الفرص الممكنة لتوسيع آفاقها في الأسواق الأوروبية، بما يعزز نشاطها ويعظم إيرادات البلد من هذا القطاع المهم في سياسة التنويع.
وعلى مدار يومين تحتضن مسقط جلسات نقاشية تنظمها وزارة التراث والسياحة للشركات السياحية، وذلك على هامش فعالية "مرحبا أوروبا"، التي بدأت السبت الماضي واستمرت حتى الخميس.
ويقول المسؤولون العمانيون إن "مرحبا أوروبا" تعتبر إضافة قيمة للمساهمة في تعزيز التعاون مع الشركات الأوروبية لجذب السياح من الأسواق المستهدفة وتبادل الخبرات والمعرفة مع الشركات المحلية.
وتبذل وزارة السياحة منذ فترة جهودا كبيرة بالتعاون مع الجهات المختصة من القطاعين الحكومي والخاص لتطوير وجهات سياحية مربحة ومستدامة لتحقيق النمو الاقتصادي.
وتهدف المبادرة إلى استقطاب الحركة السياحية من مختلف الأسواق وضمن خطة وزارة للعام الحالي، كما أنها تأتي ضمن الفعاليات التي تعول عليها مسقط في مجال الترويج السياحي وتعزيز مكانة البلد كوجهة مهمة وفاخرة على خارطة السياحة العالمية.
وسنة تلو الأخرى يفتح البلد الخليجي أبوابه للسياحة الدولية. ويأمل المسؤولون، بما للبلاد من تاريخ ومناظر طبيعية خارقة، أن تصبح الوجهة المفضلة لدى السياح الأجانب، وذلك دون التفريط في أصالتها والمبالغة في الانفتاح، وهي معضلة يقول خبراء إنها شائكة.
وتواجه السياحة في عُمان منافسة من دول المنطقة، وخاصة من الإمارات والسعودية، حيث عزز أكبر اقتصاد عربي أشكال السياحة الأخرى غير الدينية، بينما يمضي ثاني اقتصاد عربي قدما في زيادة جرعات تحفيز القطاع عبر مبادرته المتنوعة.
وأوضح هيثم الغساني مدير عام الترويج السياحي بالوزارة أن الجلسات تسلط الضوء على أبرز مستجدات القطاع المحلي والعالمي ومقومات الجذب السياحي لتوفر تجربة سياحية عمانية وعربية أصيلة.
ونقلت وكالة الأنباء العمانية الرسمية عن الغساني قوله إن “الجلسات تسلط الضوء على مكانة سلطنة عُمان كوجهة سياحية مميزة في أوساط السياح الأوروبيين والتسهيلات والخدمات والعروض التي تستهدف السائح الأوروبي وتتوافق مع متطلباته واهتماماته”.
وأشار إلى أن هذه الفعالية، بما يصاحبها من جلسات نقاشية وتقديم أوراق عمل، تسهم في التعريف بشكل أشمل وأوسع بالمناطق ذات الجاذبية والتجارب السياحية والمواقع التراثية، وتعزيز الحركة إليها على مدار العام في مختلف محافظات البلاد. وأكد أن ذلك كله سيساعد على “تقديم صورة شاملة لهذه الشركات، ما سينعكس على دورها لاحقا في ترويجها للسلطنة”.
ومن المتوقع أن تسهم الجلسات في توقيع مذكرات واتفاقيات تعاون مشتركة، وتعريف الشركات بأهم المقومات السياحية في السلطنة، والتعرف على أحدث التطورات والمستجدات القادمة والعروض الترويجية الخاصة.
واحتضن مركز عمان للمؤتمرات والمعارض في العاصمة مسقط ثانية الجلسات بعنوان “التخطيط الإستراتيجي والتعاون المستقبلي في القطاع السياحي”، حيث ستناقش أوراق العمل باقات الجولات السياحية المطورة في القطاع.
كما تم عقد لقاءات ثنائية واجتماعات مشتركة بين ممثلي المؤسسات والمنشآت السياحية العُمانية ونظرائهم من ممثلي الشركات في السوق الأوروبية.
والأربعاء بدأت أولى الجلسات النقاشية بعنوان “التوجهات العالمية للسياحة ومقارنتها بالتوجهات السياحية العُمانية” في الفعالية التي يتوقع أن تستقطب 70 شركة سياحية من الأسواق الأوروبية.
كما أنها ستكون فرصة لتعزيز العلاقات والتواصل بين شركاء القطاع السياحي المحلي ونظرائهم من هذه الأسواق إضافة إلى الترويج للمنتجات والتجارب السياحية والمنشآت الفندقية في السلطنة.
◙ التركيز على تحسين أداء المطارات العمانية حتى تكون مواكبة لما سيكون قفزة في تدفق الزوار يشكل أحد أبرز محاور ترقية قطاع السياحة
وضمت اللقاءات ممثلي الشركات السياحية من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وإيرلندا وسويسرا وإسبانيا، وتمت خلالها زيارة إلى بعض محافظات البلاد.
وتظهر بيانات مركز الإحصاء الحكومي أن إجمالي الإنتاج السياحي في البلاد سجل بنهاية العام الماضي 5 مليارات دولار، ارتفاعا بنسبة 47 في المئة بمقارنة سنوية.
ويشكل تحديث التشريعات، التي أعلنت عنها مسقط العام الماضي للنهوض بالسياحة، تحولا جذريا نحو ترسيخ دور القطاع في خطط الإصلاح، وهو ما سينعكس على مجمل الاقتصاد، وسط ترجيحات بأن يزيد زخمها بينما ستصبح البلاد على أعتاب طفرة في الاستثمار.
ويشكل التركيز على تحسين أداء المطارات العمانية حتى تكون مواكبة لما سيكون قفزة في تدفق الزوار أحد أبرز محاور ترقية قطاع السياحة.
وأكد أيمن الحوسني الرئيس التنفيذي لمطارات عُمان خلال إحدى الجلسات أن الشركة ستقوم بتوفير كافة السبل والإمكانات لتهيئة المناخ داخل مطارات البلاد لاستقبال السياح بشكل أفضل.
وتوقعت بي.أم.آي، إحدى شركات فيتش سوليوشن، في تقرير نشرته مؤخرا أن ينمو عدد الوافدين إلى السلطنة هذا العام بمقدار 24.7 في المئة على أساس سنوي ليصل العدد إلى 5.3 مليون سائح.
وقالت الشركة إن “عدد الزوار خلال العام الحالي سيسجل رقما قياسا، وذلك بناء على الذروة التاريخية التي بلغت 4 ملايين زائر في عام 2023”. ولدى وزارة السياحة هدف طموح يتمثل في جذب 11 مليون زائر سنويا بحلول 2040، كجزء من أهداف رؤية عُمان الأوسع.