من يقف وراء وثيقة مزيفة تطالب أفريكوم بمراجعة تعاملها مع حفتر

القيادة الأميركية في أفريقيا تؤكد أن الوثيقة المزورة مصممة بوضوح لخداع الشعب الليبي في لحظة مهمة.
الأربعاء 2024/09/04
التقارب يزعج موسكو

واشنطن - نفت القيادة الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" صحة وثيقة منسوبة لقائدها الجنرال مايكل لانغلي تزعم توصية وزارة الدفاع الأميركية بمراجعة استراتيجية التعامل مع القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر بعد لقاء جمع الطرفان أواخر الشهر الماضي في شرق البلاد، وأثار جدلا واسعا داخل البلاد

ونشر حساب "أفريكوم" على منصتي "اكس" وفيسبوك نسخة من الوثيقة المزعومة معلقا بأنها "المزورة" و"مصممة بوضوح لخداع الشعب الليبي في لحظة مهمة".

وجددت أفريكوم التزام "الولايات المتحدة بالتعاون مع المسؤولين العسكريين المحترفين في جميع أنحاء ليبيا لمساعدة الليبيين على حماية سيادتهم ودعم جهودهم نحو توحيد المؤسسات العسكرية".

من جانبها أشارت السفارة الأميركية في ليبيا لمنشور أفريكوم وأعادت نشر الوثيقة المزورة قائلة إن "مثل هذه المحاولات لتزوير مواقفها وزرع الفرقة".

وأكدت أن "استقرار ليبيا وسيادتها يعتمد على الوحدة" مشددة على استمرار "التواصل مع الفاعلين الأساسيين الليبيين في جميع أنحاء البلاد".

وزار لانغلي ليبيا والتقى قادة سياسيين في الشرق والغرب وذلك بهدف احتواء توترات طفت على السطح مؤخرا وهددت بعودة البلاد الى مربع العنف إضافة لمخاوف من تصاعد النفوذ الروسي خاصة في المنطقة الشرقية.

وقد التقى المشير حفتر ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.

وقال الفريق الأول لانغلي، في ختام الزيارة إن "الولايات المتحدة مستعدة لتعزيز الروابط القائمة وإقامة شراكات جديدة مع المدافعين عن الديمقراطية، سعياً إلى ليبيا أكثر أمانًا وازدهارًا".

وجاء في الوثيقة المزيفة التي حملت عنوان "مهم للغاية مذكرة داخلية" وجهها الجنرال مايكل إي. لانغلي إلى وزارة الدفاع الأميركية لاطلاعها على نتائج الاجتماع مع حفتر "خلال اجتماعنا الأخير مع خليفة حفتر، القائد الأعلى للجيش الوطني الليبي، أظهر مستوى عالٍ من الغطرسة وعدم الرغبة في التفاوض بسبب طموحاته الرئاسية، بالإضافة إلى عدم قدرته على رؤية والبحث عن أهداف استراتيجية مشتركة. أنا غير راضٍ للغاية عن نتائج الاجتماع. أوصي بشدة بإعادة النظر في استراتيجيتنا للتعامل مع خليفة حفتر والجيش الوطني الليبي، والرد بسرعة على التقلبات الحالية لتجنب مزيد من التدهور".

ولا تستبعد أوساط سياسية ليبية أن تكون جهات روسية تقف وراء هذه الفبركة خصوصا وأن الكرملين لم يعد ينظر بعين الرضى للتقارب الغربي المتسارع مع المشير حفتر.

وتشير هذه الأوساط إلى وجود نوع من التململ الليبي في الجهة الشرقية من الوجود الروسي هناك حتى أن بعض القيادات العسكرية لم تعد تتحمل ما تسميه العجرفة الروسية.

وتعمل موسكو على زيادة نقل القوات والمعدات إلى منطقة شمال أفريقيا بوتيرة  متسارعة منذ بداية العام الحالي، وهو ما يثير مخاوف أميركية وغربية كبيرة من تغلغل النفوذ الروسي خاصة بعد تقارير عن عقد اتفاقيات عسكرية مع الجيش الليبي وكذلك حديث عن عزم موسكو اقامة قاعدة بحرية في شرق البلاد.

وكشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير بقلم  فريديريك بوبين أن الوجود الروسي في ليبيا منذ عام 2019، على شكل وحدات شبه عسكرية (مجموعة فاغنر سابقا) تزايد بشكل لافت هذا العام.

وقالت مذكرة نشرتها منظمة "كل العيون على فاغنر" إن روسيا تقوم بنقل جنود ومقاتلين روس منذ ثلاثة أشهر.

وأضاف فريق التحقيق الدولي المعني بالشبكات الروسية في أفريقيا أن "تسلم المعدات والمركبات العسكرية من سوريا -حيث تتمركز قوات روسية- إلى ليبيا يشكل الجانب الأكثر وضوحا من التدخل التزايد"، مشيرا إلى أن 1800 روسي منتشرين الآن في جميع أنحاء البلاد، وإلى إنزال مركبات وأسلحة مثل مدافع الهاون ومركبات مدرعة إلى طبرق بين مارس وأبريل الماضيين.

ومثل وصول قطعتين حربيتين روسيتين "في زيارة عمل" إلى قاعدة طبرق البحرية شرق البلاد في يونيو الماضي مثالا حيا عن حجم الاهتمام الروسي بليبيا والذي سيفتح المجال للتغلغل في كامل القارة السمراء ويهدد دول شمال المتوسط.

وتدخلت روسيا في الازمة الليبية منذ سنوات حيث دعمت قوات الجيش الوطني الليبي في القتال ضد قوات الوفاق الوطني وهو دعم اثار مخاوف واشنطن وكان من بين الأسباب التي افشلت جهود السيطرة على العاصمة طرابلس وتحرير المنطقة الغربية من نفوذ وسطوة الميليشيات.

ومثل ذلك الدعم ركيزة أساسية لمزيد التعاون العسكري في السنوات التي تلت الحرب حيث أدى حفتر زيارات عديدة الى موسكو والتقى المسؤولين الروس من بينهم الرئيس فلاديمير بوتين.

ويتمركز عناصر فاغنر الذين يترواح عددهم بين 2000 و2500 عنصر في عدة مواقع عسكرية في ليبيا من بينها قاعدة القرضابية الجوية ومينائها البحري وقاعدة الجفرة الجوية وتمددوا إلى الجنوب الغربي حيث تمركزوا في قاعدة براك الشاطئ الجوية (700 كلم جنوب طرابلس).