السيسي إلى أنقرة والتعاون الاقتصادي والعسكري يتصدر أجندة الزيارة

أنقرة - في إطار الزيارة المرتقبة التي يجريها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى تركيا، من المتوقع أن تُعقد محادثات مهمة بين البلدين لتوقيع سلسلة اتفاقيات في مجالات متنوعة تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين.
ويقوم الرئيس المصري بزيارة رسمية إلى تركيا غدا الأربعاء، هي الأولى له منذ توليه السلطة في البلاد، يناقش خلالها الجانبان الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطورات العلاقات التجارية بين البلدين والخطوات الواجب اتخاذها بهذا الشأن.
ومن المقرر توقيع نحو 20 اتفاقية في مجالات الدفاع والطاقة والسياحة والصحة والتعليم والثقافة في اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره المصري في أنقرة.
ويهدف البلدان بهذه الاتفاقيات إلى زيادة حجم التجارة بينهما البالغ 10 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار في الخطة الأولى.
وتشكل العلاقات التجارية قاطرة تعاون بين البلدين، ومن المنتظر أن تسهم الزيارة في زيادة استثمارات تركيا بمصر والتي تتجاوز 3 مليارات دولار.
كما يتضمن جدول الأعمال تنفيذ مشروعات مشتركة في الصناعات الدفاعية مع مصر، التي قامت باستثمارات كبيرة بهذا القطاع.
ومن المخطط تطوير التعاون في مجال الطاقة الذي يوفر فرصا مختلفة للبلدين، لا سيما في مجالات الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية والمتجددة.
وتحتل مصر المركز 19 بقيمة 294 مليون دولار من إجمالي رصيد الاستثمار المباشر التركي في الخارج البالغ 46.5 مليار دولار، والمركز 36 بمبلغ 45 مليون دولار من إجمالي رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر القادم إلى تركيا من الخارج والذي يبلغ حوالي 130 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تسهم الخطوات التي سيتم اتخاذها في نطاق الزيارة المرتقبة بزيادة حصة البلدين في الاستثمارات المباشرة.
وصدرت تركيا لمصر ما قيمته 3 مليارات دولار العام الماضي، وخلال هذه الفترة بلغت الواردات من مصر 3.1 مليارات دولار، وسجل بذلك حجم التجارة الخارجية بينهما 6.1 مليارات دولار.
وفي الفترة المذكورة احتلت المركزَ الأول في صادرات تركيا إلى مصر المراجلُ والآلات والأجهزة والأدوات الميكانيكية، ومعدات المفاعلات النووية وقطعها، والحديد والصلب، والبلاستيك ومنتجاته.
وفي الفترة نفسها، كان أغلب واردات تركيا من مصر البلاستيك ومنتجاته والأسمدة والحديد والصلب.
وفي حين بلغت الصادرات إلى مصر خلال 7 أشهر من العام الجاري مليارا و904 ملايين دولار، سجلت الواردات منها مليارا و911 مليون دولار.
وبلغ حجم التجارة بين البلدين في الفترة نفسها 3 مليارات و815 مليون دولار.
أهمية مصر لتركيا.
وقال رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية مصطفى دنيزار في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية إن العلاقات بين البلدين عادت إلى طبيعتها منذ نحو عام، وإن المسار الإيجابي للعلاقات منح الثقة لعالم الأعمال لدى الجانبين.
وأوضح دنيزار أن هناك استثمارات تركية في مصر منذ عام 2007، وقال: "تستمر هذه الاستثمارات في الزيادة كل عام. وتجاوزت استثماراتنا في مصر 3 مليارات دولار".
وأضاف "من المنتظر أن نرى استثمارات جديدة بقيمة 500 مليون دولار في العام المقبل".
وأردف "عمالتنا في مصر وصلت إلى 100 ألف شخص، وهذا رقم مهم. ولتحسن العلاقات السياسية دور إيجابي في هذا الشأن".
وأفاد بأن المنتجات التركية تجذب الانتباه بجودتها وصورتها في مصر، معربا عن أمله في الوصول إلى هدف التجارة الثنائية البالغ 15 مليار دولار.
وفي إشارته إلى أن مصر دولة مميزة من حيث تكاليف الطاقة والعمالة، قال دنيزار "مصر دولة استراتيجية يمكن أن تكون قاعدة الإنتاج الثانية لتركيا".
وتابع "إنها أكبر شريك لنا في شمال أفريقيا، وهي من الدول التي لنا معها حجم تجارة كبير"، لافتا "لا نزال نحقق معها فائضا تجاريا في المنتجات الصناعية غير المرتبطة بالطاقة".
وتأتي زيارة الرئيس المصري إلى أنقرة بناء على دعوة وجهها له نظيره التركي، خلال زيارته للقاهرة في 14 فبراير الماضي، التي كانت الأولى من نوعها أيضا بعد 11 عاما من القطيعة بين البلدين.
وكان السيسي وأردوغان، قد وقعا في القاهرة، عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، إضافة إلى إعلان مشترك حول "إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين"، الذي أكد الرئيس المصري، أخيرا، تطلعه لعقده باعتباره "نقلة نوعية في مسار التعاون الثنائي"، بحسب إفادة رسمية للمتحدث الرئاسي المصري بداية الشهر الحالي.
وشهدت العلاقات المصرية - التركية اتجاهاً متصاعداً نحو التطبيع، بعد عقد كامل من الانقطاع والتوتر، بسبب دعم أنقرة تنظيم الإخوان المسلمين المحظور في مصر منذ نهاية عام 2013.
وتسارع مسار التطبيع منذ مصافحة أردوغان والسيسي خلال افتتاح مونديال كأس العالم في قطر عام 2022. وأعلن البلدان في يوليو من العام الماضي، ترفيع العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى السفراء. وبلغ التقارب ذروته مع زيارة أردوغان للقاهرة.