مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين الإمارات والكويت

أبوظبي - وقعت الإمارات والكويت، عددا من مذكرات التفاهم في عدد من المجالات بينها واحدة في الصناعات الدفاعية، وذلك في ختام أعمال الدورة الخامسة من اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي عقدت الاثنين، في أبوظبي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الثلاثاء، ما يشير إلى زخم التعاون بين الدولتين الخليجيتين.
وترتبط الإمارات بعلاقات وثيقة مع دولة الكويت تعود إلى أكثر من 6 عقود مضت وتحظى بدعم ورعاية من رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد.
وتكريسا لمتانة العلاقات بين البلدين، والرغبة في الانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، ووقع البلدان على اتفاقية إنشاء "اللجنة المشتركة" للتعاون الثنائي عام 2006 في مدينة الكويت، وعقدت اللجنة عددا من الاجتماعات التي تم خلالها التوقيع على برامج واتفاقيات عدة لتعزيز التعاون بين البلدين.
وترأس أعمال اللجنة الاثنين وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان ونظيره الكويتي عبدالله علي عبدالله اليحيا.
وأكد ابن زايد أن "الإمارات كانت وما زالت ترى في شقيقتها الكويت شريكاً إستراتيجياً في كافة المجالات، وجزءاً أصيلاً من مسيرة التقدم والازدهار في الخليج العربي والمنطقة برمتها".
وجدد "تأكيد موقف الإمارات الداعم بشأن حقل الدرة وملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة المحاذية للمنطقة المقسومة السعودية - الكويتية، بما فيها حقل الدرة بكامله".
وأكد أنها "ملكية مشتركة بين السعودية والكويت فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق لاستغلال الثروات الطبيعية في تلك المنطقة، وفقاً لأحكام القانون الدولي واستناداً إلى الاتفاقيات المبرمة والنافذة بينهما".
وشهد الجانبان التوقيع على 8 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية في مجالات بينها البنية التحتية والرياضة والاتصالات والمشتريات والصناعات الدفاعية.
وعقد قبيل انطلاق أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، بحث الوزيران "العلاقات الأخوية الراسخة ومسارات التعاون الثنائي بين البلدين، كما تبادلا وجهات النظر تجاه مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وبحسب الخارجية الكويتية "تم خلال اللجنة إجراء المباحثات الرسمية المشتركة واستعراض أوجه التعاون الثنائي بين كافة القطاعات في البلدين، وبحث ميادين تطويرها وتنميتها في مختلف المجالات".
وأضافت "توجت أعمال اللجنة المشتركة بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات في إطار مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي تعكس مدى عزم البلدين تعزيز المتانة الوثيقة القائمة بينهما في مختلف الميادين الحيوية والهامة".
وعلى هامش الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الكويتي لأبوظبي التقى رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد في قصر الشاطئ في أبوظبي الاثنين.
وبحث الجانبان "العلاقات الأخوية الراسخة ومسارات التعاون والعمل المشترك وسبل تعزيزها ومستجدات الأوضاع في المنطقة وعددا من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها".
وتتميز العلاقات بين الإمارات والكويت بالمتانة والرسوخ وشهدت تطورا ملحوظا على مدى العقود الماضية، خصوصا التعاون والشراكـة فـي المجالات الاقتصاديـة والتجاريـة والاستثمارية، حيث واصلت التدفقات التجارية غير النفطية زخمها المستمر منذ سنوات.
وحققت التجارة الثنائية غير النفطية بين الإمارات والكويت "نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، لتبلغ أعلى مستوياتها تاريخياً عام 2023، بقيمة إجمالية تجاوزت الـ 12 مليار دولار"، وفق تقديرات رسمية.
وبذلك حلت الكويت في المرتبة الثانية عشرة بين أهم الشركاء التجاريين حول العالم، كما جاءت في المركز العاشر بين أهم الدول المستقبلة للصادرات الإماراتية، وفي المرتبة السادسة عالميا في استقبال عمليات إعادة التصدير من الإمارات.
وتعد الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري للكويت حول العالم بعد الصين، كما أنها الأولى عربيا وخليجيا، كما تحل الإمارات في المرتبة الأولى عالميا كأكبر مستقبل لصادرات الكويت غير النفطية، مستحوذة وحدها على 22 بالمئة من الصادرات الكويتية إلى العالم، وفي الوقت نفسه تأتي الإمارات بالمركز الثالث لأهم أسواق الواردات الكويتية بعد الصين والولايات المتحدة.
وتستحوذ الإمارات وحدها على أكثر من 55 بالمئة من إجمالي تجارة الكويت مع دول مجلس التعاون الخليجي حسب بيانات 2023، كما تزيد حصة الإمارات على 46 بالمئة من تجارة الكويت مع الدول العربية مجتمعة.
وفي مارس الماضي زار أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أبوظبي ضمن سلسلة زيارات قام بها كأول وجهة خارجية له بوصفه أميرا للكويت في تعبير رمزي على مدى ارتباط بلاده بمحيطها الخليجي ونظرتها لذلك المحيط كعمق إستراتيجي لها.