رئيس الإمارات يعفو عن البنغاليين المدانين في قضية التجمهر

دبي – أصدر رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمرا بالعفو عن 57 من مواطني بنغلادش وجهت لهم اتهامات وصدرت ضدهم أحكام بالسجن لفترات طويلة في قضية تتعلق بالتجمهر وإثارة الشغب لتنظيم احتجاجات مناهضة لحكومة بلدهم، في خطوة تعكس نبل قيم التسامح والإنسانية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل حرص القيادة السياسية في دولة الإمارات على تعزيز السلم الاجتماعي والالتزام بالقوانين.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) الرسمية أن قرار رئيس الدولة يلغي الأحكام ضد المدانين مع إبعادهم عن الدولة.
وأصدر النائب العام الإماراتي حمد الشامسي "قرارا بوقف تنفيذ العقوبة واتخاذ إجراءات الإبعاد عن الدولة"، مهيبا "بكل من يعيش على أرض دولة الإمارات.. الالتزام بقوانينها".
كما أكد أن "التعبير عن الرأي حق تحميه الدولة وقوانينها وتيسر له طرقه الشرعية التي تحول دون الانحراف به، ليكون وسيلة للإضرار بمصالح الدولة ومن يعيشون فيها".
وأدانت محكمة أبوظبي الاتحادية الاستئنافية 57 مواطنا من بنغلادش في محاكمة عاجلة في يوليو الماضي بعد احتجاجهم ضد رئيسة وزراء بنغلادش آنذاك الشيخة حسينة وحكومتها في وقت كانت بلادهم تشهد فيها مظاهرات.
وقضت المحكمة على ثلاثة بالسجن المؤبد بينما عاقبت 53 آخرين بالسجن لمدة 10 سنوات. وحكمت بالسجن 11 عاما على آخر قالت وسائل الإعلام الرسمية إنه دخل الإمارات بشكل غير قانوني و"شارك في التجمهر".
ووجهت لهم النيابة العامة تهم بـ "تعطيل مصالح الأفراد وإيذائهم وتعريضهم للخطر والحيلولة دون ممارستهم لحقوقهم وتعطيل حركة المرور والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإتلافها، وتعطيل وسائل المواصلات عمداً، والدعوة إلى تلك التظاهرات والتحريض عليها".
يتهم البنغاليون أيضا بتصوير مقاطع مرئية ومسموعة لتلك الأفعال ونشرها عبر شبكة الإنترنت.
ووفق القانون الإماراتي، فإن تلك الأعمال تشكل جرائم تمس أمن البلاد وتخل بالنظام العام، ومن شأنها تعريض مصالح الدولة للخطر، فأمرت النيابة العامة بحبسهم احتياطياً على ذمة التحقيقات، في الوقت الذي أمر النائب العام بإحالة المتهمين لمحاكمة عاجلة بعد وقوع أعمال الشغب.
ويأتي عفو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعد أقل من أسبوع من إعلان وسائل الإعلام الرسمية في الإمارات أن الرئيس هنأ الحائز على جائزة نوبل للسلام، محمد يونس على توليه منصب رئاسة الحكومة المؤقتة في بنغلادش، بعد أن أٌجبرت رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة على الاستقالة والفرار من البلاد في أعقاب احتجاجات دامية.
وكان الشيخ محمد بن زايد قد علق على الاحتجاجات التي نظمها عدد من أبناء الجالية البنغالية ضد حكومة بلادهم على أراضي الدولة الخليجية.
وقال رئيس دولة الإمارات في منشور عبر حسابه على منصة "إكس دون أن يذكر الواقعة تحديدا، إن "التسامح والتعايش والالتزام بالقوانين والحفاظ على الأمن والأمان أسس متينة لمجتمعنا". وأضاف "نتطلع إلى أن يلتزم بها كل من يعتبر الإمارات وطنا".
ونوه في منشوره إلى أن بلاده تحتضن أكثر من 200 جنسية على أراضيها، بحيث "يسهم أفرادها معنا في تنمية هذا الوطن".
والمواطنون من بنغلادش هم أحد أكبر الجاليات في الإمارات التي يبلغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة ومعظمهم من المقيمين الأجانب فيما يشكل الإماراتيون نحو 10 بالمئة من السكان.
ويعمل العديد من البنغاليين في مختلف القطاعات والمهن ويرسلون الأموال إلى وطنهم للمساعدة في إعالة أسرهم.