العراق يستعد للمشاركة في مؤتمر التحالف الدولي ضد داعش بواشنطن

تنسيق عراقي_أميركي بشأن دور البلدين في المؤتمر وكذلك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر انعقادهما الشهر المقبل.
الأحد 2024/09/01
بغداد تتطلع إلى علاقات مستمرة مع التحالف الدولي

بغداد - يعتزم العراق المشاركة في مؤتمر التحالف الدولي ضد تنظيم داعش المقرر عقده في العاصمة الأميركية واشنطن مطلع الشهر المقبل، وسط تأكيدات لأهمية المشاركة واستمرار العلاقات العراقية العسكرية مع دول التحالف الدولي، حتى في حال إنهاء مهامه من البلاد.

ووفقا لبيان لوزارة الخارجية العراقية، صدر مساء السبت، فإن "نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين استقبل سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى العراق آلينا رومانسكي، وجرى خلال اللقاء مناقشة مؤتمر التحالف الدولي ضد داعش المقرر عقده في واشنطن بداية الشهر المقبل، ومشاركة العراق فيه".

وأضاف البيان "كما تمت مناقشة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد في الشهر المقبل، التي ستشهد حضور العشرات من قادة العالم".

وأكدت الخارجية أنه "جرى بحث دور البلدين في هذه الاجتماعات والتنسيقات المطلوبة بينهما لعقد اجتماعات ثنائية على هامش مشاركة وفدي البلدين في نيويورك".

 وأوضحت أنه "تمت الإشارة إلى العملية العسكرية التي نُفذت في صحراء الأنبار وأسفرت عن قتل 15 إرهابياً من عناصر داعش"، فيما أشاد وزير الخارجية العراقي بـ"التعاون المشترك بين القوات العراقية والأميركية، وبنجاح هذه العملية المهمة".

وأشار البيان إلى أن "اللقاء بحث أيضاً المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإرسال المساعدات، وبخاصة الطبية، إلى القطاع".

ويضم التحالف الدولي 87 شريكا وتم تأسيسه أساسا لمحاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا، وسيكون المؤتمر على مستوى وزراء خارجية الدول المشاركة.

من جهتها، علقت السفيرة الأميركية في بغداد على اللقاء مع وزير خارجية العراق. وقالت في تدوينة لها على منصة "إكس"، "أثمّن الحوار المعمّق الذي أجريته مع وزير الخارجية العراقي بشأن عدد من القضايا، وذلك في الوقت الذي نتطلع فيه إلى فرص لتعزيز مصالحنا المشتركة".

وتعد مشاركة العراق في مؤتمر التحالف الدولي ضد داعش ذات أهمية بالغة، وفق مراقبين، فالعراق رغم مساعيه لإنهاء مهام التحالف الدولي إلا أنه لا يريد القطيعة مع دول هذا التحالف، وخصوصا الولايات المتحدة.

وتعتبر مشاركة العراق بالمؤتمر المرتقب مهمة جدا، خصوصا أن البلد كان له دور كبير في هزيمة هذا التنظيم، وقدم الكثير من التضحيات لإبعاد خطر التنظيم عن دول العالم، وما زال يقاتل هذا التنظيم.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف في العراق، من دون الإعلان عن موعد رسمي لإنهاء مهمتها. وتنشر الولايات المتحدة حوالي 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش. وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وفي أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، استهدفت فصائل مسلحة قواعد في العراق وسوريا تضم قوات أميركية على خلفية ما تعتبره دعما من واشنطن لتل أبيب في الحرب. وتبنّت غالبية هذه الهجمات "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضم فصائل موالية لإيران.

وأعلن العراق منتصف أغسطس، إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف، معلّلا ذلك بـ"التطورات الأخيرة" في ظل وضع إقليمي متوتر والخشية من التصعيد.

وأفادت وزارة الخارجية العراقية في بيان في 15 أغسطس بأن المباحثات ركزت خلال الأشهر الماضية على "تقييم خطر تنظيم داعش بهدف الوصول الى موعد نهائي لإنهاء المهمة العسكرية لعملية العزم الصلب (الاسم الرسمي للتحالف)".

وأوضحت انه "بسبب التطورات الأخيرة، تمّ تأجيل الإعلان عن إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق". ولم يحدد البيان موعدا بديلا لذلك.

وتبنت "المقاومة الإسلامية في العراق" خلال الشتاء الماضي أكثر من 175 عملية إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة في العراق وسوريا استهدفت قواعد تضم جنودا أميركيين من التحالف.

وردّت الولايات المتحدة مرارا على هذه الهجمات بشنّ ضربات جوية طالت مقرات للفصائل في سوريا والعراق، كان أعنفها بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم طال مركزا يتواجدون فيه بشمال الأردن في يناير الماضي. وبعد تراجع ملحوظ في هجمات الفصائل خلال الأشهر الماضية، سجّل في أغسطس الجاري إطلاق صواريخ استهدفت قاعدة عين الأسد بغرب العراق، ما أدى إلى إصابة سبعة أميركيين.