عملية أميركية - عراقية مشتركة ضد عناصر داعش في الأنبار

العملية استهدفت قادة في تنظيم داعش بهدف الحد من قدرته على التخطيط وتنفيذ هجمات في العراق وسوريا.
الأحد 2024/09/01
عمليات مركزة

بغداد - أعلنت الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين أنها نفذت عملية مشتركة مع قوات الأمن العراقية في غرب العراق، أدت إلى مقتل 15 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية وإصابة سبعة عسكريين أميركيين. وأعلنت بغداد في أواخر 2017 "الانتصار" على التنظيم المتطرف الذي سيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا قبل ذلك بثلاثة أعوام. إلا أن بعض خلاياه لا تزال تنشط في مناطق عدة وتشنّ هجمات تستهدف القوات الأمنية خصوصا في مناطق نائية خارج المدن.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) التي يقع الشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، بأنها نفذت وقوات عراقية "غارة مشتركة في غرب العراق في الساعات الأولى من صباح يوم 29 أغسطس"، ما أسفر "عن مقتل 15 من عناصر داعش". وذكرت سنتكوم في البيان أن “هذه المجموعة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية كانت مسلحة بالعديد من الأسلحة والقنابل والأحزمة المتفجرة". وأضافت "لا يوجد ما يشير إلى وقوع إصابات بين المدنيين".

وأفاد مصدر دفاعي أميركي بأن سبعة عسكريين أميركيين أصيبوا في العملية. وأوضح المصدر أن خمسة من هؤلاء جرحوا خلال العملية، بينما أصيب اثنان بسبب سقوطهما، مؤكدا أن حالاتهم مستقرة. وأشار إلى أن أحد الجرحى وأحد المصابين تمّ إجلاؤهما لتلقي العلاج.

◙ القوات العراقية غالبا ما تقوم بتنفيذ عمليات ضد خلايا للتنظيم أو مواقع يتحصن فيها عناصره مستفيدة من خبرات ومساندة مستشارين تابعين لقوات التحالف

واستهدفت هذه العملية “قادة في تنظيم الدولة الإسلامية بهدف التعطيل والحد من قدرة التنظيم على التخطيط والتنظيم وتنفيذ هجمات ضد مدنيين في العراق وكذلك ضد المواطنين الأميركيين والحلفاء والشركاء في كل أنحاء المنطقة وخارجها” وفق بيان سنتكوم.

من جهته، أكد جهاز المخابرات العراقي أن من القتلى "قيادات خطيرة كانت تتخذ من صحراء الأنبار ملاذا لها". وأوضح في بيان ليل الجمعة أن العملية نفّذت في مناطق صحراوية في الأنبار، كبرى محافظات العراق والحدودية مع سوريا والأردن والسعودية.

وأشار إلى أنها بدأت بـ"ضربات جوية متتالية" لأربع مضافات يتواجد فيها الجهاديون، أعقبتها "عملية إنزال جوي في الموقع ثم اشتباك مع الإرهابيين". وغالبا ما تعلن القوات العراقية تنفيذ عمليات ضد خلايا للتنظيم أو مواقع يتحصن فيها عناصره. وتستفيد هذه القوات من خبرات ومساندة مستشارين تابعين لقوات التحالف.

وأتت العملية في غرب العراق بعد أسبوع من إعلان القوات الأميركية أنها قتلت قياديا بارزا في تنظيم حراس الدين المرتبط بتنظيم القاعدة، في ضربة نفذتها الجمعة في سوريا. وشددت سنتكوم على أن التنظيم "لا يزال يشكل تهديدا للمنطقة وحلفائنا وكذلك لوطننا"، مؤكدة أنها ستواصل مع "التحالف وشركائنا العراقيين ملاحقة هؤلاء الإرهابيين بقوة".

وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف في العراق من دون إعلان موعد رسمي لإنهاء مهمتها. وأعلن العراق منتصف أغسطس، إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف، معلّلا ذلك بـ”التطورات الأخيرة” في ظل وضع إقليمي متوتر والخشية من التصعيد.

وأفادت وزارة الخارجية العراقية في بيان في 15 أغسطس بأن المباحثات ركزت خلال الأشهر الماضية على “تقييم خطر تنظيم داعش بهدف الوصول إلى موعد نهائي لإنهاء المهمة العسكرية لعملية العزم الصلب (الاسم الرسمي للتحالف)". وأوضحت أنه "بسبب التطورات الأخيرة، تمّ تأجيل الإعلان عن إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق".

وفي أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، استهدفت فصائل مسلحة قواعد في العراق وسوريا تضم قوات أميركية على خلفية دعم واشنطن للدولة العبرية في الحرب.

وردّت الولايات المتحدة مرارا على هذه الهجمات بشنّ ضربات جوية طالت مقرات للفصائل في سوريا والعراق، كان أعنفها بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم طال مركزا لهذه الفصائل بشمال الأردن في يناير. وبعد تراجع في هجمات الفصائل خلال الأشهر الماضية، سجّل في أغسطس إطلاق صواريخ استهدفت قاعدة عين الأسد بغرب العراق، ما أدى إلى إصابة سبعة أميركيين.

وأفاد تقرير للأمم المتحدة بشأن تنظيم الدولة الإسلامية في يوليو، بأن عدد عناصره في العراق وسوريا يراوح راهنا "بين 1500 و3000 مقاتل". وأكد أنه "في العراق باستثناء زيادة في العمليات لفترة قصيرة في يناير.. وحملة أخرى في أواخر مارس خلال شهر رمضان، لا تزال أنشطة تنظيم داعش محتواة إلى حد كبير".

لكن التنظيم المتطرف "لا يزال قادرا على شن هجمات متفرقة ومؤثرة وهو ينفذ عمليات في مفارز صغيرة لا تتجاوز خمسة أفراد في مناطق ذات التضاريس الصعبة”، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن "أسلوب عمل" التنظيم يقوم على “الاختطاف طلبا للفدية وتعطيل البنى التحتية واستهداف قوات الأمن بشكل انتقائي في الوقت الذي يتجنب فيه المواجهات المباشرة". وأشار إلى أن "منطقة غرب الأنبار.. تبقى ملاذا مهما ومنطقة عمليات بارزة حيث يستفيد التنظيم من التهريب عبر الحدود العراقية - السورية".

3