بعد نيله جائزة قوت القلوب الدمرداشية بدأت مسيرة نجيب محفوظ

كاتب توج بأرقى الجوائز الأدبية العالمية ولم يعاد أحدا.
الأحد 2024/09/01
ابن حضارتين تزاوجتا زواجا موفقا

قبل ثمانية عشر عاما، تحديدا في الثلاثين من أغسطس 2006، رحل عن عالمنا أهم كاتب عربي، المصري نجيب محفوظ، بعد مسيرة حافلة بالعطاء، توجها بجائزة نوبل للآداب، ليصبح الكاتب العربي الوحيد المتوج بالجائزة على امتداد تاريخها. ولكن قبل نوبل كان لمحفوظ جوائز أخرى حفّزته على مواصلة المسيرة.

حصل الأديب العالمي نجيب محفوظ على العديد من الجوائز أثناء حياته، فبالإضافة إلى جائزة نوبل في الآداب عام 1988، حصل على قلادة النيل التي منحها له الرئيس محمد حسني مبارك عام 1988، ووسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة “قائد” الذي منحه له الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران عام 1996، ووسام الفنون والآداب الإسباني الذي منحه له رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أثنار عام 2001، وأوسمة وجوائز متعددة من دول أخرى، مثل جائزة “كفافي” اليونانية 2004، وجائزة البحر الأبيض المتوسط من إيطاليا، ووسام آداب أميركا اللاتينية، بالإضافة إلى الأوسمة والجوائز المصرية مثل جائزة “مبارك”، وجائزة الدولة التقديرية، ووسام الاستحقاق، وغيرها.

غير أن أول جائزة حصل عليها محفوظ في حياته كانت جائزة قوت القلوب الدمرداشية. كانت السيدة قوت القلوب سليلة إحدى العائلات الكبرى في مصر (ابنة محمد الدمرداش باشا – صاحب مستشفى الدمرداش المعروف، وهناك حي يعرف باسمه)، وبسبب حبها للأدب رصدت جائزة لشباب الأدباء قيمتها أربعون جنيها، فتقدم محفوظ لها وفاز بها مناصفة مع علي أحمد باكثير عام 1943. باكثير عن روايته “وا إسلاماه”، ومحفوظ عن روايته “رادوبيس”. وكان يرأس لجنة التحكيم الدكتور طه حسين وعضوية أحمد أمين ومحمد فريد أبوحديد.

جوائز الكاتب

أهم إنجاز لنجيب محفوظ هو أنه أعطى للرواية العربية هويتها لتتميز بين مختلف مدارس الرواية في العالم

رفعت هذه الجائزة من روح محفوظ المعنوية في ذلك الوقت الذي كان يعاني فيه فشلا في نشر رواياته في الصحف السيارة، التي لم تكن متعودة على نشر الأعمال الأدبية مسلسلةً كما هو حادث الآن.

ثم جاءت جائزة وزارة المعارف عن رواية “كفاح طيبة”، 1944. وجائزة مجمع اللغة العربية عن رواية “خان الخليلى” 1946. وكانت جميع تلك الجوائز تقوم على مبالغ زهيدة، لكنها كانت ذات أهمية كبيرة. فقد كانت كل مؤلفات محفوظ حبيسة درج مكتبه، ولم يكن لديه أمل في أن يقبل ناشر أن ينشرها، وكان الأمل الوحيد لها في الخروج إلى الحياة الأدبية عن طريق حصولها على جائزة. كانت هذه الجوائز بمثابة التأكيد الوحيد على أن ما يكتبه هو بالفعل أدب، خاصة وأن معظم هذه الجوائز كانت تشكل لها لجان تضم أكبر الأسماء الأدبية من أمثال طه حسين وعباس محمود العقاد.

ثم فاز محفوظ بعد ذلك بجائزة الدولة التقديرية مرتين، كانت المرة الأولى هي جائزة الدولة القديمة التي كانت قبل الثورة، وكانت تعرف باسم “جائزة الملك فؤاد، (وأنشئت عام 1946) وكانت قيمتها المالية ألف جنيه، وجائزة الدولة بعد الثورة (1957)، وكانت قيمتها ألفين وخمسمئة جنيه، وكلا المبلغين ضاعا في الهواء، الأول عندما دفعه لشراء فيلا على النيل بالمعادي، وقيل إن السيارة انقلبت بأصحاب الجمعية التي تقوم بإنشاء الفيلات وهم في طريقهم إلى الإسكندرية حاملين معهم نقود الحاجزين، ولقوا حتفهم وضاعت الأموال. والمرة الثانية خضعت الجائزة للضرائب حيث حاسبته الحكومة بأثر رجعي على كل السنوات الماضية من التأليف والنشر.

ومن الجوائز التي لم يحصل عليها محفوظ، جائزة مهرجان موسكو حيث فشل عرض فيلم “خان الخليلي” عندما عُرض في هذا المهرجان، ولم يحصل على أيّ جائزة، بل استاء منه جمهور المهرجانات هناك. لم يحضر محفوظ اجتماعات اللجنة الخاصة باختيار الأفلام، بل اعترض على إرسال “خان الخليلي” إلى موسكو، ولو سئل أيّ الأفلام يجب إرسالها لاختار “السمان والخريف”، لأنها قصة تقدمية ومناسبة لمهرجان موسكو أكثر من “خان الخليلي”.

محفوظ يحكي عن نوبل

محفوظ كان يتعامل مع أطيب الجوانب في الناس، ولا يسعى لاتهام أحد بل يبحث عن عذر حتى لمن يعاديه
محفوظ كان يتعامل مع أطيب الجوانب في الناس، ولا يسعى لاتهام أحد بل يبحث عن عذر حتى لمن يعاديه

أما عن الجائزة الأكبر في حياة نجيب محفوظ فكانت جائزة نوبل عام 1988، وعنها يقول محفوظ: عرفت موضوع ترشيحي لجائزة نوبل منذ أربع سنوات – قبل حصولي عليها – من خلال جريدة “أخبار اليوم”، ولم يكن لديّ علم على الإطلاق بأكثر من هذا. سألت توفيق الحكيم حينئذ عن حقيقة ترشيحي التي تنشر في الصحف، فقال “هل طلبتْ منك سفارتنا في السويد بيانات للجنة نوبل؟ قلت: لا. قال: إذن أنت غير مرشح. لذا فوجئت تماما عندما أُعلنت الجائزة.

صباح الخميس 13 أكتوبر 1988 وصلت إلى مكتبي في جريدة الأهرام، بدأ زملائي يتوافدون على مكتبي، جرى الحديث وقال أحد الزملاء: اليوم ننتظر إعلان جائزة نوبل في الأدب. ورد زميل آخر: أرى أن القائمين على أمر هذه الجائزة مازالوا يتجاهلون أدباء العالم الثالث. فقلت له: أعتقد أن حركة الترجمة تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، فكيف يصل إنتاجنا إلى هؤلاء، وهو محبوس داخل لغة لا يفهمونها. وبعدها انفضت الجلسة.

ذهبت إلى البيت، تناولت غدائي، وذهبت إلى النوم. جاءت زوجتي على غير عادتها توقظني في لهفة، وهي تقول: انهض يا نجيب، الأهرام اتصلوا بك يقولون إنك حصلت على نوبل. كانت دهشتي بالغة أولا لأنني لم أكن مرشحا، وثانيا لأن أي جهة أدبية سواء في مصر أو خارجها لم يسبق لها أن فاتحتني في أمر هذا الترشيح. قلت لزوجتي: كفي عن المزاح، وأجّلي الكذبة لأول أبريل. وفجأة رن جرس الهاتف في حوالي الساعة الثانية ظهرا، وكان المتحدث هو محمد باشا الكاتب الصحافي بالأهرام، ثم سلامة أحمد سلامة، مدير التحرير الذي بادرني بالتهنئة: مبروك عليك الجائزة.

جلست ما بين مصدق ومكذب، فهل فزت حقا بجائزة نوبل؟ وقبل أن ألتقط أنفاسي رنَّ جرس الباب، ودخل علينا خواجه ضخم وزوجته، سألته: من أنت؟ قال: أنا سفير السويد لارس أولاف بريليوت. عندئذ أدركت أنها حقيقة. جاءا ليقدما لي هدية عبارة عن زهرية كبيرة على شكل كأس بلّورية. لقد تحققت نبوءة العقاد بعد سنوات، فقد تنبأ لي بالفوز بجائزة نوبل عام 1963 في حديث تلفزيوني مع أماني ناشد. كان يتكلم عن أديب أميركي حصل عليها. أعتقد أنه كان جون شتاينبيك. قال العقاد إن عندنا كاتب يستحقها أكثر منه، وهو أحسن منه (وذكر اسمي). ولكن قبلها توقع د. لويس عوض حصولي على الجائزة وكان ذلك في حفل عيد ميلادي الخمسيني بالأهرام (1961) وقال “أتوقع حصولك على جائزة نوبل في السنوات العشر المقبلة”. بينما قال طه حسين عن أدبي بأنه سيكون له شأن كبير في المستقبل.

قابلت السفير السويدي بالبيجامة، وفوقها الروب دي شامبر (الذي قالت زوجتي إنه دخل التاريخ، وهي تتذكر دائما أنه كان روبا صيفيا خفيفا لونه أحمر، وفيه ورود)، وكانت زوجتي بملابس المطبخ، وظلت بالملابس نفسها يومين كاملين، لأن الأغراب احتلوا البيت كله طوال هذين اليومين، وكان من الصعب تغيير حتى الملابس، لدرجة أن زوجتي وبنتيّ قلن لي يومها: إلى الإسكندرية واهربْ من كل هذا. قلت لزوجتي بعد الإفاقة من الدهشة: اتصرفي في قيمة الجائزة على كيفك.

دراسة الكاتب المبكرة للفلسفة تركت لديه قدرة فريدة على الوصول إلى لب الأشياء وعدم الغرق في التفاصيل الصغيرة

بعد إعلان فوزي بنوبل وجدتُ نفسي لفترة طويلة أعتقد أن هناك اسمًا يشبه اسمي، وأنني أصبحت موظفًا عند نوبل، وعندما أفقت من الدهشة كانت سعادتي بالغة، لأن جائزة نوبل تعني بالنسبة إليّ وبالنسبة إلى وطني مصر، وبالنسية إلى وطني الأكبر؛ الوطن العربي، فتحَ بابٍ لنا جميعا لم يكن أحد يعترف به حتى الآن. الجائزة كانت للثقافة العربية قبل أن تكون لنجيب محفوظ، وكل دوري أن إنتاجي قد عكس قيم هذه الثقافة وروحها في إبداع أعتبره مستحقا للجائزة.

المشكلة التي ظهرت بعد الجائزة، هي أنه كان لزاما عليّ أن أسافر إلى ستوكهولم، لتسلم الجائزة. كان لا بد أن أعتذر بسبب صحتي، ومشاكل السمع عندي كانت قد زادت للحد الذي يمنعني من متابعة المناقشات التي تدور حولي، ولك أن تتخيل واحدا لا يسمع وهو في جلسة مع الناس. هنا لا مشكلة فكل الذين حولي هم أهلي ولا أستحي عندما أطالبك بأن تزعق وترفع صوتك حتى أسمعك، ولكن إذا ذهبت إلى السويد، وتحدثت إلى ملك السويد ولم أسمعه، فماذا أقول له؟ هل سأطلب منه أن يزعق؟ وإذا قال لك أحد كلمة تستوجب أن تشكره، فكيف ترد عليه؟

أشارت عليّ عطية الله بأن تسافر فاطمة وأم كلثوم لتسلم الجائزة.

في البداية رفضت البنتان السفر بدوني، وكان تعليقهما: المهم صاحب الجائزة، ويكفينا احتفال وتكريم مصر والمصريين لنا، أما احتفال العالم فسيكون بمصر كلها.

وقد اخترت الأستاذ محمد سلماوي ليكون ممثلا شخصيا لي في احتفالات نوبل، واصطحبَ معه ابنتيَّ أم كلثوم وفاطمة لاستلام الجائزة، ووفدًا يتكون من 30 صحافيا وإعلاميا.

أوصيت سلماوي بضرورة أن يُلقي خطابي الذي جاء في 8 صفحات فولسكاب، باللغة العربية، وكانت وجهة نظري في ذلك أن تلك هي المرة الأولى التي تُمنح فيها الجائزة إلى أديب يكتب باللغة العربية، وآن الأوان أن يُسمع جرس العربية لأول مرة داخل أروقة الأكاديمية السويدية العريقة.

في الساعة الخامسة والنصف من يوم الخميس 8 ديسمبر 1988 سلّم ملك السويد كارل جوستاف الثاني، الجائزة والنيشان لابنتيّ أم كلثوم وفاطمة نيابة عني، وكان في صحبتهما الكاتب والمترجم فتحي العشري. ثم منحني الرئيس حسني مبارك قلادة النيل، وهي أرفع الأوسمة المصرية، والحاصل عليها يمشي – طبقا للبروتوكول – قبل رئيس الوزراء، وكنت أرتبك من هذا الأمر، وأصبح محرجا لي، مثلا حضرت ذات مرة افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب وكنت أتقدم رئيس الوزراء، وقلت “توبة من دي النوبة”.

عديدة هي الجوائز التي حصل عليها نجيب محفوظ في حياته الأدبية وهناك جوائز أدبية أخرى حملت اسمه

ولا يستطيع محفوظ أن يصف فرحة الجماهير البسيطة في مصر بالجائزة، لقد كانت “فرحة قومية”، خاصة أنه انتشرت بعض الأصوات التي تشكك في ريادة مصر، وتبشر بانتقال مركز الثقل الثقافي من القاهرة إلى غيرها من العواصم العربية التي ستقوم بدور القاهرة، فجاءت نوبل لتعيد الثقة في ريادة مصر ودورها الثقافي في العالم العربي. وفي ظل مقاطعة الدول العربية لمصر في تلك السنوات، جاءت وفود عربية من سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية وخطابات تهنئة من كل الدول العربية بما فيها الضفة وعرب 48.

من الكلمات التي كتبها محفوظ وقرأها محمد سلماوي في حفل تسليم الجائزة بالسويد:

“أنا ابن حضارتين تزاوجتا في عصر من عصور التاريخ زواجا موفقا، أولاها عمرها سبعة آلاف سنة، وهي الحضارة الفرعونية، وثانيتهما عمرها ألف وأربعمائة سنة، وهي الحضارة الإسلامية، ولعلّي لست في حاجة للتعريف بأي من الحضارتين لأحد منكم، وأنتم من أهل الصفوة والعلم، ولكن لا بأس من التذكير ونحن في مقام النجوى والتعارف…”.

في اليوم التالي لحفل نوبل صدرت الصحف السويدية تقول: “إن خطاب محفوظ يعتبر من أهم الخطابات التي ألقيت بالأكاديمية السويدية”، ووصفته بأنه “دعوة للعمل من أجل الإنسانية”.

أما ما قاله محفوظ في الحفل الذي أقامته رئاسة الجمهورية بحضور الرئيس محمد حسني مبارك وقلّده فيه قلادة النيل: “أشكرك سيادة الرئيس على تهنئتك لي بأنني حققت ما أصبو إليه من آمال، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أُهنئك فيه بتحقيق آمال الشعب المصري!” فصفق له مبارك هو ورجاله، ولم يتكهرب الجو.

الرئيس السابق للجامعة البريطاينة قال: إنه عبر التاريخ كله، لم يفز غير اثنين من الموظفين بجائزة نوبل، الأول كان ألبرت إينشتاين الذي فاز بها في الفيزياء عام 1921 والثاني نجيب محفوظ عام 1988. وعلى ذلك يكون محفوظ الأول من الموظفين الأدباء، أو الأدباء الموظفين، الذين حصلوا عليها.

ومن أصداء نوبل أن مجمع اللغة العربية عرض عليه عضويته. يقول محفوظ: هم عرضوا عليّ عضوية المجمع لكني اعتذرت، (ما حبتش أضيع وقتي). وفي الحقيقة كلمني الدكتور بيومي مدكور (رئيس المجمع وقتها) بشدة وترجاني، وكنت وقتها لا أجيد السمع، وقلت لنفسي: كيف أجلس معهم، ويتحدثون معا دون أن أسمعهم.

نقطة إجماع

كاتب توج بأرفع أوسمة مصر
كاتب توج بأرفع أوسمة مصر

كما عُرضتْ على محفوظ جائزة عالمية من جامعة تل أبيب (جائزة إسرائيل الكبرى)، التي حصل عليها الكاتب الإنجليزي جراهام جرين من قبل. قالوا لمحفوظ: إن أعضاء اللجنة يريدون إعطاءك هذه الجائزة، فقلت لمحدثهم: لا تؤاخذني، سيقولون نجيب محفوظ حصل على جائزة إسرائيلية بسبب دعوته للمفاوضات مع إسرائيل، قل لهم لا داعي لها، وأشكرهم. كما طلب منه شيمون ييريز أن يقوم بترشيح الروائي الإسرائيلي عاموس عوز لجائزة نوبل في الآداب، واعتذر عن ذلك لأن عوز سيجد من يرشحه، والأولى أن يرشح أديبا عربيا لهذه الجائزة في رأيه.

أما جائزة مجلة “حوار” اللبنانية فقد كانت موجهة لمحفوظ في الأصل. قال له لويس عوض إن مجلة “حوار” تريد أن تُعطيك جائزتها.. رأيك إيه؟ كانت “حوار” قائمة عليها حملة إنها خائنة، فسيصيب محفوظ رذاذ منها، فقال للويس عوض: لا داعي. فأعطوها ليوسف إدريس بعد أن قبل ترشيحه لها، ثم أعلن رفضه لها بعد ذلك.

وقالت مجلة نيوزويك الأميركية: “إن ما يكتبه نجيب محفوظ يمتلك القوة”. بينما قال الناقد الأميركي والمستعرب روجر آلن: “إن أهم إنجاز لنجيب محفوظ هو أنه أعطى للرواية العربية هويتها، بحيث تميزت بين مختلف مدارس الرواية في العالم”.

ودائما يعتز محفوظ بما قاله الشاعر محمود درويش: “نجيب محفوظ نقطة إجماع عربية”.

أما ستوري آلين (السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية) فقد قال ردا على شكر محفوظ له عندما زاره في مكتبه بالأهرام لدعوته إلى ستوكهولم لاستلام الجائزة: “بل نحن الذين نشكرك على قبولك الجائزة، لأنك بذلك صححت وضعا كان خاطئا”. وكان يقصد بذلك عدم فوز أحد من أدباء العالم العربي حتى عام 1988، فكان ذلك وضعا غير سليم.

الكاتبة والمستشرقة الروسية فاليريا كيربيتشينكو قالت في حوار مع يوسف القعيد: “نجيب محفوظ يتعامل مع أطيب الجوانب في الناس، ولا يسعى لاتهام أحد، وربما بحث عن عذر له حتى لو كان عدوه. ودراسته المبكرة للفلسفة تركت لديه القدرة الفريدة على الوصول إلى لب الأشياء وجوهرها، والنجاة من الغرق في التفاصيل الصغيرة. ربما يلتقط هذه التفاصيل من أجل خلق جو روائي، ولكن عندما يكتب يحفر تحت الأرض ويحلق حتى سمائها العالية، باحثا عن جوهر الوجود، وطارحا أدق الأسئلة، وأكثرها حرجا على واقعه وأبطاله وزمنه”.

وإذا كانت هذه هي الجوائز التي حصل عليها نجيب محفوظ في حياته الأدبية، فإن هناك جوائز حملت اسمه مثل جائزة نجيب محفوظ التي أنشأها قسم النشر بالجامعة الأميركية بالقاهرة عام 1996 وجائزة نجيب محفوظ التي يقدمها المجلس الأعلى للثقافة، باسم جائزة نجيب محفوظ للرواية في مصر والعالم العربي.

10