جماعة الإخوان في الأردن تفتعل الجدل لكسب دعم الناخبين

المثلث المقلوب يثير سجالا بين "العمل الإسلامي" وهيئة الانتخابات.
السبت 2024/08/31
اللعب على عاطفة الناخبين

يواجه حزب جبهة العمل الإسلامي اتهامات بافتعال الجدل من أجل كسب المزيد من الأصوات في الانتخابات النيابية المقبلة، ومن ذلك تعمده استخدام شعار لم يكن متفقا عليه مع هيئة الانتخابات، ومن ثمة ادعاء المظلومية وأنه مستهدف سياسيا بعد أن طالبت الأخيرة بإزالة الشعار.

عمان - تشهد الساحة الأردنية سجالا بين حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والهيئة المستقلة للانتخابات على خلفية شعار، على شكل مثلث أخضر مقلوب، اعتمده الحزب خلال حملته الانتخابية، مع أنه لم يكن مدرجا في الوثائق التي تقدم بها للهيئة.

وأمرت الهيئة المستقلة للانتخابات حزب جبهة العمل الإسلامي بضرورة إزالة الشعار، وإلا فإنها ستقوم بإزالة كافة لافتات المرشحين عن الحزب من محافظات المملكة، وهو ما عده الحزب الإسلامي استهدافا له.

والشعار المثير للجدل مشابه لذلك الذي تنشره الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عند استهدافها لجنود وآليات إسرائيلية، وبداخله يدان تمسكان بعضهما البعض، إضافة إلى نجمة سباعية ترمز إلى علم المملكة.

محمد خير الرواشدة: بعض الأطراف تحاول تضليل الرأي العام
محمد خير الرواشدة: بعض الأطراف تحاول تضليل الرأي العام

ولم يكن الشعار مدرجا في الوثائق التي تقدم بها الحزب الإسلامي للهيئة المستقلة للانتخابات، وبحسب القانون الأردني فإن على القوى المشاركة في الاستحقاق الالتزام فقط بالشعار الذي تمت الموافقة عليه عند قبول مجلس المفوضين لطلبات الترشح للقوائم.

وبمجرد صدور أمر بإزالة الشعار سارع حزب جبهة العمل الإسلامي إلى اتهام هيئة الانتخابات باستهدافه، مع أن القانون الانتخابي كان واضحا في هذا الشأن.

ونشر المرشح عن حزب جبهة العمل الإسلامي ينال فريحات مقطعا مصورا، قال فيه إنه “فوجئ بقرار الهيئة إعلان مهلة لإزالة الشعار، وهو عبارة عن مثلث أخضر مقلوب، وما لذلك من دلالات معروفة للمقاومة”.

وأضاف فريحات أن “الشعار أزعج الهيئة على ما يبدو”، متسائلا “لا أدري هل لأن الأمر مرتبط بالمقاومة، أم لسبب قانوني – كما تقول – بمنع وجود شعارين للأحزاب والمرشحين على الإعلانات”.

وأكدت الهيئة المستقلة للانتخابات أنّ إجراءاتها المتخذة خلال مرحلة الدعاية الانتخابية جاءت وفقا لأحكام الفقرة (ج) من المادة (16) من قانون الانتخاب، والتزاما بمبدأ الحياد التام في تعاملها مع جميع القوائم المرشحة، سواء على مستوى الدائرة العامة أو الدوائر المحلية، مشددة في الوقت نفسه على منع استخدام أي شعارات أو رموز غير معتمدة عند قبول طلبات الترشح في الدعاية الانتخابية.

وأوضح الناطق الرسمي باسم الهيئة المستقلة للانتخابات محمد خير الرواشدة أن في ضوء ما تمّ تداوله مؤخرا حول إزالة بعض الشعارات والرموز العائدة لأحد القوائم الحزبية، فإن “المستقلة للانتخابات” تؤكد التزامها بتطبيق القانون بحيادية على الجميع، دون أي تمييز أو تحيّز لأي جهة كانت.

وأشار الرواشدة إلى أن الهيئة أصدرت تعميما على الأحزاب يقضي بضرورة الالتزام وأن أي محاولات لإضافة شعارات أو رموز تُعد التفافا على القانون والتعليمات، وشكلا من أشكال المساس بعدالة الدعاية الانتخابية لجميع المرشحين.

الهيئة المستقلة للانتخابات أمرت الحزب بضرورة إزالة الشعار، وإلا فإنها ستقوم بإزالة كافة لافتات المرشحين عن الحزب من محافظات المملكة

وأضاف الرواشدة أن محاولات بعض الأطراف لتضليل الرأي العام، أو تقديم معلومات غير صحيحة عن سير العملية الانتخابية من خلال تصوير الإجراءات القانونية التي تتخذها الهيئة على أنها استهداف سياسي أو تمييز، تعكس إخفاء للحقائق والتفاهمات التي جرت مع عدد من القوائم المرشحة والأحزاب.

كما أن الهيئة تعتبر أن مثل هذه الممارسات هي محاولات بائسة لاستثمار إجراءات الهيئة واللعب على عاطفة الناخبين في دعاية انتخابية تقلب الحقائق من خلال غياب الدقة في نقل المعلومات، مما يدل على عدم احترام بعض الجهات للمبادئ الأساسية المتعلقة بنزاهة وعدالة العمليات الانتخابية.

وإذ شددت “المستقلة للانتخابات” على لسان الناطق باسمها أنها لن تنجرّ خلف جدالات مفتعلة وغير مبررة، فإنها لن تسمح بتحويل العملية الانتخابية إلى منصة لنشر الافتراءات أو الادعاءات، مؤكدة أنها لن تتردد في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق أي جهة تتعمد تشويه سمعة العملية الانتخابية.

ويرى متابعون أن حزب جبهة العمل الإسلامي حاول التسويق إلى أن الأمر الصادر عن الهيئة بإزالة الشعار هو استهداف له، مع أنه يدرك أن موقف الهيئة سليم من الناحية القانونية، وأنه من أخل بشروط العملية الانتخابية.

بمجرد صدور أمر بإزالة الشعار سارع حزب جبهة العمل الإسلامي إلى اتهام هيئة الانتخابات باستهدافه، مع أن القانون الانتخابي كان واضحا في هذا الشأن

ويقول المتابعون إن تصرف حزب جبهة العمل الإسلامي ليس بغريب، حيث إن الحزب دأب على استفزاز السلطات وإثارة ردود فعلها، ومن ثمة ادعاء المظلومية، وهو دأب لطالما اعتمده الحزب خلال الاستحقاقات الانتخابية السابقة.

ويحذر المتابعون من أن ممارسات الحزب من شأنها أن توتر الأجواء الانتخابية، لافتين إلى أنه ليس بهذه الطريقة يتم كسب أصوات الناخبين.وأبدى الناطق الرسمي باسم هيئة الانتخابات امتعاضه من مسلك حزب جبهة العمل الإسلامي الذي لم يسمه، مشيرا إلى أن الهيئة خاطبت أكثر من قائمة انتخابية، سواء على مستوى الدائرة العامة أو المحلية، بشأن عدد من المخالفات، وقد تجاوبت تلك القوائم مع ملاحظات الهيئة وصوبت أوضاعها وفقا لمقتضيات القانون، دون استغلال الموقف لمصالح ضيقة.

وأعرب الرواشدة عن استغرابه من تصرف أحد مرشحي هذه الجهة تحديدا، حيث ظهر في مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي ليصور الهيئة كخصم معاد للشعار أو رمزيته. خصوصا وأن تصرف المرشح جاء بعد أن عقدت الجهة التي ينتمي إليها عدة لقاءات مع رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات، وأنه تم التوصل إلى حلول بناءً على طلبهم عبر استشارة ديوان التشريع والرأي لتفسير المادة القانونية المتعلقة بالدعاية الانتخابية.

وذكر الرواشدة أنّ استخدام رموز أو شعارات غير مسجلة لدى “المستقلة للانتخابات” يُعد مخالفة صريحة لقانون الانتخاب، وهو ما أكدته الفتوى الصادرة عن ديوان التشريع والرأي بناءً على طلب من تلك القوائم الحزبية والمرشحين، وقبولها في التوصيات الصادرة عن الجهة ذاتها التي تمّ الاحتكام لرأيها.

وبحسب ديوان التشريع والرأي، فإنه لا يجوز للقائمة الحزبية أو المحلية استعمال أي رمز أو شعار آخر غير الذي تم قبوله من قبل مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، وذلك في أي مرحلة من مراحل العملية الانتخابية، بما في ذلك مرحلة الدعاية الانتخابية.

2