البحرين تبحث مع السعودية تشييد محطة للطاقة الشمسية

المنامة - كشفت البحرين الخميس أنها تبحث مع السعودية إنشاء مزرعة شمسية جديدة في البلاد، وذلك ضمن خطط الحكومة لتنفيذ إستراتيجية الحياد الكربوني.

وقال علي البقالي الرئيس التنفيذي لشركة ألومنيوم البحرين (ألبا) إن بلاده تجري مشاورات مع الحكومة السعودية لتشييد المحطة “بقدرة نحو اثنين غيغاواط سيُوجه معظمها إلى ألبا”، دون أن يكشف عن تفاصيل المباحثات.

وتتطلع البحرين إلى خفض الانبعاثات بمقدار 30 في المئة بحلول عام 2035 والوصول إلى الحياد المناخي في عام 2060، وذلك وفقا لإستراتيجيتها الوطنية للطاقة.

وتواجه الشركة، التي تعد من بين الأكبر في الشرق الأوسط، تحديات ترتبط بالطاقة، سواء من جانب ما تفرضه قواعد البيئة والمجتمع والحوكمة، أو من ناحية ارتفاع الأسعار.

وأكد البقالي في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ الشرق أن ارتفاع سعر الغاز البالغ حاليا 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، يمثل تحديا للسيطرة على تكاليف التشغيل في الشركة.

وتستهلك الشركة الغاز بشكل كثيف، متجاوزة في بعض الأحيان استهلاك البحرين بأكملها لتوليد الكهرباء، وبينما تُنتج الشركة طنا من الألومنيوم في الدقيقة الواحدة على خطّ الإنتاج السادس، تسعى لزيادة إنتاجها بإضافة خط سابع.

وتُعد ألبا أكبر شركة منتجة للألمنيوم في العالم، خارج الصين، ما يضع البحرين على خارطة كبار منتجي الألمنيوم في العالم لتحتل المرتبة السادسة بين دول العالم.

وشهد عدد محطات توليد الكهرباء في البحرين تطورا في السنوات الأخيرة، بعضها مملوك لهيئة الكهرباء والماء والبعض الآخر تملكه شركات خاصة، في إطار مساعيها لتلبية احتياجات مواطنيها بانتظام وبصورة مستدامة، كما زاد عدد المحطات الشمسية ومحطات طاقة الرياح.

وتشير الإحصائيات إلى أن البلد، وهو أصغر اقتصادات الخليج العربي، يملك 6 محطات رئيسية قيد التشغيل، وهي الرفاع وحوار والعزل والحد والدور والدور 2، ومحطة ألبا.

وتصل القدرة الإنتاجية لإجمالي محطات توليد الكهرباء إلى أكثر من خمسة آلاف ميغاواط، وفق ما تظهره البيانات الرسمية. وتبلغ قدرة محطة ألبا نحو 3665 ميغاواط، ومحطة الرفاع 700 ميغاواط، والعزل 962 ميغاواط، والحد 963 ميغاواط، ومحطة الدور 1540 ميغاواط، ومحطة الدور الثانية 1500 ميغاواط.

وتعتبر محطة الدور الأولى ضمن محطات التوليد في البحرين، وهي ترتبط بشبكة كهرباء الجهد العالي 400 كيلوفولط، وقد افتُتحت في يونيو 2021، وتعمل بالغاز الطبيعي.

وكانت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) قد أعلنت في مايو الماضي أنها تستكشف فرص توسيع تواجدها في الشرق الأوسط بشراكة جديدة لاستكشاف وتطوير مشاريع لطاقة الرياح في البحرين.

ووقعت مصدر اتفاقية مع مجموعة بابكو إنيرجيز البحرينية للتعاون في الاستثمار وتطوير مشاريع طاقة رياح في البحرين بقدرة تصل إلى اثنين غيغاواط.

والبحرين واحدة من الدول العربية، إلى جانب السعودية والأردن، التي شيدت فيها مصدر، إحدى شركات الطاقة النظيفة الأسرع نموا في العالم، محطات تنتج الكهرباء من الرياح.

وأوضح البقالي أن سوق الألومنيوم تواجه تحديات مرتبطة بالاضطرابات الجيوسياسية، سواء اضطرابات الشرق الأوسط أو الحرب الروسية – الأوكرانية، والتي تؤثر بشكل سلبي على سلسلة الإمداد، ما يعرض الأسعار لعدم الاستقرار.

ونوّه بأن إضافة قطاعات كثيفة الاستهلاك للألمنيوم في البحرين، مثل صناعة السيارات والمعلبات، من شأنها أن تفيد الشركة من ناحية توجيه المزيد من إنتاجها إلى السوق المحلية.

وتشكل إعادة تدوير خردة الألمنيوم أحد هذه المحاور المهمة لخفض الانبعاثات، لأن الانبعاثات الناجمة عن استهلاك الطاقة في هذه العملية تكون أقل مما هو في عملية إنتاج الألمنيوم الأولي، حيث يتراوح معدل الخفض بين 50 و60 في المئة.

ومن ضمن خطط الشركة المرتبطة بهدف البحرين المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات صفرية، هناك التوجه إلى شراء شهادات كربون.

لكن ذلك، بحسب ما ذكره البقالي سابقا، يبقى الخيار الأخير. وقال “يجب أولاً أن تكون كفاءتنا عالية، وأن تكون لدينا مشاريع تساعد على خفض الكربون فعلياً”.

وحققت ألبا نتائج مرتفعة في النصف الأول من العام الجاري، بحسب البقالي الذي أرجعها إلى زيادة الإنتاج وارتفاع مبيعات الألمنيوم والمنتجات ذات القيمة المضافة، إضافة إلى التأثير الإيجابي لبرنامج “الحصالة” في خفض تكاليف الإنتاج.

وبحسب البيانات المنشورة على موقع ألبا الإلكتروني، فإنَ صندوق الثروة السيادي البحريني (ممتلكات) يمتلك حصة فيها تبلغ 69 في المئة. أما مساهمة الشركة في الناتج المحلي الإجمالي للبحرين فتصل إلى حوالي 12 في المئة.