خفوت تدفقات الاستثمار المغامر إلى الأسواق العربية

تمويل الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تراجع بأكثر من الثلث في النصف الأول من 2024 على أساس سنوي.
الخميس 2024/08/29
الشركات الناشئة في السعودية جمعت 1.4 مليار دولار

دبي - رصدت منصة ماغنيت لأبحاث السوق خفوتا في تدفق الاستثمار المغامر (الجريء) إلى الأسواق العربية منذ بداية العام الحالي، حيث سعى المستثمرون إلى اقتناص المزيد من الصفقات في المرحلة المبكرة لجمع أموال أقل.

وأظهرت بيانات تقرير أصدرته الشركة، ومقرها دبي، أن تمويل الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تراجع بأكثر من الثلث في النصف الأول من 2024 على أساس سنوي.

وبلغت قيمة استثمارات رأس المال الجريء خلال ستة أشهر 768 مليون دولار، فيما يُعد أسوأ أداء في النصف الأول منذ الجائحة، وانخفض عدد الصفقات بواقع 18 في المئة إلى 211 صفقة خلال هذه الفترة.

الاستثمار بلغ 768 مليون دولار خلال 6 أشهر وتراجع عدد الصفقات بـ18 في المئة
الاستثمار بلغ 768 مليون دولار خلال 6 أشهر وتراجع عدد الصفقات بـ18 في المئة

وتعكس البيانات تباطؤا أوسع في هذا القطاع، حيث يحوّل المستثمرون انتباههم نحو جولات التمويل في المرحلة المبكرة من مليون دولار إلى 5 ملايين دولار.

وكان ما يُسمى بـ”الجولات الضخمة”، التي تبلغ قيمتها 100 مليون دولار أو أكثر، آخذة في الانخفاض، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ عن ماغنيت.

وجذبت أكبر ثلاثة اقتصادات في المنطقة وهي السعودية والإمارات ومصر ما قيمته 723 مليون دولار من تمويل رأس المال المغامر خلال النصف الأول من عام 2024، وهو ما يمثل تراجعا بنسبة 72 في المئة بمقارنة سنوية.

ففي السعودية جمعت شركة البرمجيات الناشئة سلة 130 مليون دولار في النصف الأول، ما عزز جمع رأس المال الجريء في البلاد إلى 412 مليون دولار، وهو الأعلى في المنطقة. وحلت الإمارات ثانية وجمعت الشركات الناشئة لديها 225 مليون دولار.

واحتلت السعودية المرتبة الثانية من حيث تمويل رأس المال الجريء على مستوى الأسواق الناشئة، بعد سنغافورة، وفقا لشركة ماغنيت عن تمويلات النصف الأول من العام الجاري.

وخلال عام 2023، حصلت السعودية على استثمارات أكبر في رأس المال الجريء من الإمارات، أكبر منافسة لها على المستوى الإقليمي، في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث عززت الصناديق المدعومة من الحكومة الإنفاق على القطاع.

البيانات تعكس تباطؤا أوسع في هذا القطاع، حيث يحوّل المستثمرون انتباههم نحو جولات التمويل في المرحلة المبكرة من مليون دولار إلى 5 ملايين دولار

وجمعت الشركات الناشئة في البلاد 1.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 33 في المئة على أساس سنوي، وما يزيد قليلا عن نصف إجمالي تمويل رأس المال الاستثماري الذي تم جمعه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عام 2023.

وجذبت الشركات الناشئة في مصر 86 مليون دولار خلال النصف الأول، حيث انخفضت قيمة التمويل بنسبة 75 في المئة على أساس سنوي بسبب غياب الصفقات الكبيرة.

ورغم ذلك، حافظت السوق المصرية على مكانتها كثالث أكثر دولة في جمع التمويل للشركات الناشئة بالمنطقة ما يعادل 11 في المئة من الإجمالي.

وشهدت دول المنطقة في النصف الأول من 2024، زيادة 30 في المئة على أساس سنوي في العدد الإجمالي لمستثمري رأس المال الجريء إلى 262 مستثمرا.

ويشير ذلك إلى أن قيمة الصفقات الاستثمارية التي شارك فيها المستثمرون خلال تلك الفترة صغيرة مقارنة بالعام الماضي.

وسجلت المنطقة هذا الارتفاع مدفوعا في المقام الأول بزيادة 75 في المئة على أساس سنوي في عدد المستثمرين الدوليين خلال نفس الفترة إلى 126 مستثمرا دوليا، “مما يسلط الضوء على الاهتمام العالمي المتزايد بمنظومة الشركات الناشئة” لديها حسب التقرير.

ونما عدد المستثمرين المحليين في المنطقة 8 في المئة، حيث شكلت الإمارات والسعودية 68 في المئة من تلك الفئة و”تؤكد هذه الزيادة على التركيز الإقليمي القوي على رعاية الشركات الناشئة المحلية”، وفق التقرير.

11