بورتسودان مهددة بالعطش بعد انهيار سد أربعات

سد أربعات يعدّ أحد أهم مصادر المياه التي تغذي مدينة بورتسودان وتبلغ سعة بحيرته 25 مليون متر مكعب.
الأربعاء 2024/08/28
أزمة مستعصية

بورتسودان (السودان) - تواجه مدينة بورتسودان الواقعة في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان، والتي تتخذ منها قيادة الجيش عاصمة مؤقتة، خطر العطش، بعد انهيار سد أربعات، الأحد إثر أمطار غزيرة شهدتها المنطقة.

ويعدّ سد أربعات أحد أهم مصادر المياه التي تغذي مدينة بورتسودان، وتبلغ سعة بحيرته 25 مليون متر مكعب. وأنشئ السد في عام 2003 ليحتجز مياه الأمطار لاستغلالها في المواسم الجافة، ولم تُجر الصيانة الدورية له منذ أعوام مما سهل انهياره.

وقال تجمع البيئيين السودانيين، في بيان، إن سد أربعات بسعته الحالية يغطي أقل من 60 في المئة من احتياجات بورتسودان لمياه الشرب، وهي مهددة بالعطش الكامل في الأيام المقبلة بعد انهيار السد.

◙ تجمع البيئيين السودانيين يطالب السلطات بإعلان الكارثة وإطلاق نداء عالمي للمساهمة في حفر المزيد من الآبار السطحية

وطالب التجمع السلطات بإعلان الكارثة وإطلاق نداء عالمي للمساهمة في حفر المزيد من الآبار السطحية، حيث أن انسياب المياه السطحية يساهم في تغذية المخزون الجوفي.

ودعا السلطات إلى طلب المساعدات الدولية لإعادة تشييد السد، شريطة تلافي الأخطاء الفنية التي صاحبت إنشاءه وتشغيله، التي تمثلت في فشل تشغيل البوابات لتصريف الطمي والحفاظ على السعة التخزينية.

وأشار التجمع إلى أن كمية الطمي المنطلقة من خلف السد “تشكل تهديدًا بيئيًا بسبب قدرتها التدميرية للمساحات المزروعة في منطقة أربعات الزراعية، مما يؤثر على سبل كسب العيش لموسم أو موسمين على الأقل”.

وتوقع التجمع تأثير كميات الطمي الهائلة على دلتا الخور الذي يعتبر موئلًا لحيوان الجمبري وبيئة تكاثره. وتسابق فرق الطوارئ في بورتسودان الزمن الثلاثاء لمعرفة عدد مفقودي الفيضانات الناجمة عن انهيار سد أربعات.

وأودى انهيار السد بحياة 30 شخصا وربما عشرات آخرين، إذ تسبب في أحدث فيضان في السودان خلال موسم الأمطار الذي جاء أقوى هذا العام وجاء مبكرا في بعض المناطق عن السنوات الماضية. ويفاقم انهيار السد من معاناة السودانيين المنكوبين بالفعل من أكبر أزمات الجوع والنزوح في العالم، بسبب الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال محمد عثمان، زعيم إحدى القرى التي غمرتها الفيضانات “حتى قبل انفجار السد، كان الناس محاصرين بسبب الفيضانات وغير قادرين على الحصول على أي شيء من بورتسودان. المساعدات التي تأتي الآن لا يمكنها الوصول إلى الناس”. وأضاف “الأطفال جائعون والطرق مسدودة”. وتعمل حفارة واحدة على نقل الناس والطعام بين مياه الفيضانات في أربعات.

ونزح نحو 118 ألف شخص وتضرر أكثر من 300 ألف في أنحاء السودان، حيث دمرت الفيضانات المنازل ونشرت الأمراض بما في ذلك الكوليرا.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه “لا نعرف عدد الذين لا يزالون في عداد المفقودين (في أربعات). من الصعب للغاية الحصول على معلومات من هناك”.

وفي إقليم دارفور، أعاقت الفيضانات تسليم المواد الغذائية، بما في ذلك أول شحنة من الإمدادات من برنامج الأغذية العالمي إلى بلدة كرينيك المهددة بالمجاعة منذ إعادة فتح معبر أدري الحدودي أمام فرق المساعدات الإنسانية.

وقال أحد المتطوعين المحليين إن الأمطار دمرت الجسر المؤدي إلى البلدة، حيث يعيش آلاف النازحين على القليل من الطعام. وكان برنامج الأغذية العالمي أوضح الأحد أن أولى الشحنات منذ منتصف يوليو تموز تمكنت من الوصول عبر معبر الطينة الحدودي إلى شمال دارفور بعد أن توقفت بسبب الفيضانات هناك.

وفي طوكر بولاية البحر الأحمر، نزحت ما لا يقل عن 500 أسرة حتى يوم الأحد، حيث يخوض الناس في أنهار من الفيضانات بين المنازل المتضررة.

وهطلت أمطار غزيرة خلال ليل الاثنين الثلاثاء في عدة مناطق من شمال السودان، وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي انهيار أسقف، ومياها تغمر أحياء على الرغم من عدم وجود معلومات رسمية تذكر بشأن الخسائر هناك.

2