آفاق نمو قوية للتجارة الإلكترونية في السوق السعودية

تتزايد المؤشرات على أن التجارة الإلكترونية في السعودية في طريق مفتوح للتوسع أكثر في المرحلة المقبلة بفضل تبني السلطات لقواعد تنظيمية مع تحفيز المتعاملين على استخدام الدفع الرقمي أثناء التسوق، وأيضا دعم تأسيس شركات في القطاع.
الرياض - يعكس نمو التجارة الإلكترونية في السوق السعودية إصرار صناع القرار على مواكبة طفرة التكنولوجيا كوسيلة في زيادة زخم التسوق عن بعد وإتمام المدفوعات بلا نقود، بما يترجم خطط رقمنة أكبر اقتصاد عربي.
وسلطت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) في تقرير نشرته الثلاثاء الضوء على منظومة التجارة الإلكترونية في البلاد، بالإضافة إلى المبادرات التي تدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وتطرقت الهيئة في تقرير بعنوان "المنشآت الصغيرة والمتوسطة وآفاق التجارة الإلكترونية الواعدة"، إلى حجم التطور الذي شهده القطاع خلال السنوات الأخيرة.
ووصلت قيمة تمويل مشاريع التجارة الإلكترونية إلى 1.6 مليار ريال (430 مليون دولار) بنهاية العام الماضي. ومن المتوقع أن يبلغ عدد مستخدمي منصات التجارة عن بعد في عام 2025 إلى 34.5 مليون.
وارتفعت نسبة النمو في عدد مستخدمي منصات التجارة الإلكترونية بين عامي 2019 و2024 بواقع 42 في المئة، وفق تقرير الهيئة. وأكثر القطاعات نجاحا في التجارة الإلكترونية بالبلاد هو منصات البيع والتسويق الإلكتروني والدعم اللوجستي والمدفوعات.
وتعد السعودية من أسرع دول العالم نموا اقتصاديا، الأمر الذي سيساعد في نمو هذا القطاع الحيوي، حيث من المتوقع ازدهار البيع في ظل التسهيلات المقدمة من الحكومة.
وتقدر منصة أوبيكورن أن يبلغ حجم التجارة الإلكترونية بالبلاد بنهاية هذا العام بنحو 13.6 مليار دولار. وتتوقع زيادة نمو معدل الإيرادات السنوي لهذه السوق بنسبة 15 في المئة، لتبلغ بحلول العام 2029 حوالي 27.37 مليار دولار.
ولا تحظى هذه السوق باهتمام كبير في السعودية فقط، بل على مستوى العالم أيضا، فالدراسات تشير إلى وجود 1.8 مليار مستخدم بحجم تجارة واستثمار يصل إلى 30 تريليون دولار.
ومن المُتوقع أن تصبح غالبية المدفوعات في البلد إلكترونية، بنسبة 7.4 في المئة لمدفوعات الوقت الفعلي و48.6 في المئة للمدفوعات التي تستخدم أشكالا أخرى من الوسائل الرقمية.
ووفق تقرير لشركة برايم تايم فور ريل-تايم نشرته في وقت سابق هذا العام احتلت السعودية المرتبة التاسعة ضمن قائمة الدول العشر الأوائل في اعتماد الهواتف الذكية، مع تأكيد 80 في المئة من المستهلكين على التزامهم باستخدام محفظة الهواتف المحمولة.
وأشار تقرير الهيئة السعودية إلى تأثير التجارة الإلكترونية على الشركات الناشئة، حيث يفتح أبوابا للاستفادة من فرص النموّ والتوسّع، بما في ذلك التغلّب على عوائق دخول السوق وخفض التكاليف التشغيلية، والوصول إلى قاعدة واسعة من الزبائن.
ولكن شركات التجارة الإلكترونية تواجه تحديات، منها التنافسية، ومحدودية الموارد، وإدارة المخزون، وخدمة الأعمال وغيرها من التحديات التي قد تؤثر على نموها وتوسّعها.
وتضمّن التقرير رؤى الخبراء في مختلف المجالات، بما في ذلك مقابلة مع مستشار التجارة الإلكترونية في مجلس التجارة الإلكتروني مهند الملحم، الذي تطرّق إلى الوضع الحالي للقطاع.
وقال إن المجلس يقدم آليات كثيرة لمساعدة هذه الشركات على "النمو والتوسّع"، بالإضافة إلى "أبرز الاتجاهات والابتكارات، التي ستشكل المشهد المستقبلي للقطاع".
◙ 430 مليون دولار قيمة تمويل شركات القطاع الصغيرة والمتوسطة خلال عام 2023
ومن بين الشركات العاملة بالقطاع شركة زد، التي تأسست في عام 2017، حيث تسعى إلى تنمية التجارة الإلكترونية عن طريق تمكين التجار من التحوّل إلى التجزئة بشكلها الحديث.
ويشير المؤسس والرئيس التنفيذي للنمو للشركة مازن الضرّاب إلى الدور الذي تلعبه زد في تسهيل التعاون بين أصحاب المتاجر الإلكترونية والجهات المعنية.
وفسر كيفية إطلاق هذه المتاجر لرواد الأعمال والاستفادة من الفرص التي يوفرها مشهد القطاع المتطوّر في السوق السعودية.
وهناك منافسون كثر في السوق، مثل فلاورد، التي تأسست قبل سبع سنوات، والمتخصصة في توصيل الزهور والورود والهدايا وبيعها مباشرة للمستهلكين من خلال تطبيق خاص بها، والذي يستخدمه أكثر من مليون شخص.
ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة عبدالعزيز اللوغاني قوله إن أعمال فلاورد "توسعت ووصلت إلى 9 دول، منها دول الخليج ومصر والأردن و40 مدينة حول العالم، أبرزها لندن".
وإلى جانب ذلك، تحدث المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة طرود لحلول الشحن الذكية، عن بدايات شركته الناشئة وسلّط الضوء على التحديات والمعوقات التي واجهته، بالإضافة إلى الخطط والتطلعات المستقبلية.
ومنذ عام 2022 سعت منصة باي تابس السعودية الناشئة إلى توسيع تجربة الدفع الإلكتروني في عدة أسواق عبر الاستعانة بخبرات كبار الفاعلين في هذا المجال من أجل جذب المزيد من المستهلكين لخدماتها في قطاع آخذ في النمو.
وبموجب شراكة إستراتيجية أتاحت نيتسيتيرا السويسرية المتخصصة في مجال البرمجيات إمكانية الدفع الآمن بتوفير حلّ الحصول على المُخدّم وفق بروتوكول دي.أس لصالح باي تابس.
ويعد مُخدم 3 دي.أس ركيزة أساسية لباي تابس الرائدة في معالجة المدفوعات، والمدعومة من مركز أرامكو لريادة الأعمال (واعد)، عبر تقديم حلول للتجارة الاجتماعية وحلول الدفع الرقمية من الجيل التالي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
وبفضل هذه التقنية يُمكن للمنصة السعودية توفير المصادقة على هوية المستخدمين والتحقق منها. وتضمن الطريقة سهولة الدفع عبر الإنترنت، سواء باستخدام الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف الجوالة، وتمنع أيضا الاحتيال بواسطة البطاقات.
ولطالما شكلت باي تابس أداة فاعلة في منظومة الدفع على مدى عقد، فقد قدمت للعاملين لحسابهم الخاص والشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم والبنوك والمتاجر الكبرى خدمات وتقنيات معالجة الدفع المحسّنة وتنظيم المدفوعات المتكاملة.
وتنشط الشركة التي أسسها رائد الأعمال السعودي عبدالعزيز الجوف حلول المدفوعات المباشرة بين الشركات، في أسواق متعددة في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا وتخطط للتوسّع في المزيد من الأسواق الناشئة.
ولدى باي تابس، التي زادت من وتيرة المنافسة في سوق المدفوعات الرقمية بالمنطقة، مكاتب في السعودية والإمارات ومصر. وبصفتها مزود خدمات دفع معتمد من مجلس معايير أمن قطاع بطاقات الدفع (بي.سي.آي)، يعد أمن التعاملات المالية الإلكترونية أولوية رئيسية لشركة باي تابس.