اتساع رهانات الإمارات على إعادة تدوير الألومنيوم

أبوظبي - اتسعت رهانات الإمارات على الاستثمار في مجال تدوير الألومنيوم، في سياق خططها لتنظيف الصناعات المختلفة، بما ينسجم مع جنوح العالم إلى إزالة الكربون في أنشطة الأعمال الأكثر تلويثا للمناخ.
وأعلنت شركة الإمارات العالمية للألومنيوم (إي.جي.أي) الخميس، عزمها الاستحواذ على حصة الأغلبية في شركة سبيكترو ألويز الأميركية المتخصصة في إعادة تدوير الألومنيوم.
وقالت في بيان أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إن "عملية الاستحواذ تسهم في تسريع وتيرة خطة الشركة للتوسع في مجال إعادة تدوير الألومنيوم على مستوى العالم وتعزيز أعمالها في الولايات المتحدة".
وتعتزم الشركة الإماراتية الاستحواذ على 80 في المئة من أسهم شركة سبيكترو ألويز، ويحتفظ ملاك وإدارة الشركة الحالية بحصة بنسبة 20 في المئة. لكنها لم تذكر قيمة الصفقة.
ووقّعت الشركتان اتفاقية شراء الأسهم، ومن المتوقع أن يتم استكمال الصفقة خلال الربع الثالث من العام الحالي، بعد الحصول على جميع الموافقات التنظيمية.
وقال عبدالناصر بن كلبان، الرئيس التنفيذي لشركة إي.جي.أي، إن الشركة "تتطلع إلى تعزيز إنتاج الألمونيوم الأولي والمعاد تدويره من أجل تلبية الطلب العالمي المتزايد على هذا المعدن بفضل دوره في تمكين بناء مستقبل مستدام".
وأشار إلى أن عملية الاستحواذ ستسهم في تنمية أعمال الشركة وتعزيز الخدمات التي تقدمها للزبائن في الولايات المتحدة، والتي تعد واحدة من أكبر أسواقها في العالم.
وأكد أن شركة سبيكترو ألويز تعمل على تنفيذ خطة نمو طموحة بقيادة فريق قوي و"نتطلع إلى العمل معا لتعزيز أعمال إعادة تدوير الألمونيوم في الولايات المتحدة".
وفي مايو الماضي، قامت إي.جي.أي بالاستحواذ على شركة ليشتميتال، وهي مصهر أوروبي متخصص في إعادة تدوير الألومنيوم فائق القوة. كما بدأت الشركة في بناء أكبر مصنع لإعادة تدوير الألومنيوم في البلاد في نهاية العام الماضي بقدرة إنتاجية تبلغ 150 ألف طن سنويا.
وتكمن أهمية المشروع حول خام الألومنيوم كونه المعدن الأساسي في بناء مجتمعات أكثر استدامة، حيث يمتلك خصائص مثالية لصنع كل شيء من مواد التعبئة والتغليف اليومية إلى السيارات الكهربائية المستقبلية، إضافة إلى كونه معدنا قابلا لإعادة التدوير بلا حدود.
وتعتزم الشركة الإماراتية تسويق الألومنيوم المعاد تدويره من أول مصنع تبنيه في هذا المجال، والذي من المتوقع أن يكون الأكبر في البلاد، تحت علامة تجارية باسم “إترنال”.
وتعمل المنشأة على إعادة تدوير خردة الألومنيوم المستهلكة مثل إطارات النوافذ المستعملة وخردة الألومنيوم غير المستخدمة الناتجة عن عمليات بثق الألومنيوم. وسيتم تحويل الألومنيوم المعاد تدويره إلى أسطوانات عالية الجودة ومنخفضة الكربون. وكانت شركة إي.جي.أي قد بدأت خلال 2021 في بيع الألومنيوم المصنوع باستخدام الطاقة الشمسية تحت اسم “سيليستيال”.
وقال لوك بالن، رئيس سبيكترو ألويز، إن “الشركة قامت بتنمية أعمالها على مدار العقود الخمسة الماضية، ما ساهم في تعزيز مكانتها في قطاع إعادة تدوير الألومنيوم في الولايات المتحدة".
ولفت إلى أن اتفاقية الاستحواذ ستسهم مع إي.جي.أي، أكبر منتج للألومنيوم عالي الجودة في العالم، في "تعزيز جهودنا لتنمية أعمال إعادة تدوير الألومنيوم، فضلا عن تسريع وتيرة مشروع التوسع وتعزيز مستقبل إعادة تدوير الألومنيوم في الولايات المتحدة".
وتوفر سبيكترو ألويز خدماتها لأكثر من 125 زبونا في منطقة الغرب الأوسط وولاية تكساس، ويتم استخدام نصف إنتاج الشركة تقريبا في قطاع السيارات.
وتقوم الشركة ببيع الألومنيوم إلى شركات التصنيع والتي توفر المنتجات لعملائها من كبرى الشركات في العالم. وتشمل القطاعات التي تعتمد على منتجات سبيكترو ألويز تصنيع المحركات الصغيرة وعمليات البناء والكرفانات.
ويعتبر الألومنيوم من أكثر المواد التي يُعاد تدويرها حول العالم، ولا يزال العالم يستخدم أكثر من ثلاثة أرباع الألومنيوم الذي صُنع على مدار التاريخ حتى اليوم.
ويتوقع المعهد الدولي للألومنيوم، وهو اتحاد تجاري عالمي لهذه الصناعة، أن يوفر الألومنيوم المعاد تدويره ما يصل إلى 60 في المئة من إمدادات الألومنيوم العالمية بحلول 2050.
وتلتقي ترجيحات وزيرة التغير المناخي والبيئة مريم المهيري مع توقعات المعهد بارتفاع نمو الطلب العالمي على الألومنيوم بنسبة 50 في المئة إلى 80 في المئة بحلول 2050 مدفوعا بالالتزامات العالمية بخفض الانبعاثات إلى جانب تعزيز النمو الاقتصادي.