الإعلام الجزائري يتنصل من تصريحات تبون بشأن إرسال الجيش إلى غزة

منابر مقربة من السلطة تهاجم "المحرفين" بعد موجة سخرية من الدعاية الانتخابية لتبون.
الأربعاء 2024/08/21
قائمة الشعارات

أثارت تصريحات للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون موجة واسعة من الجدل بعد حديثه عن إرسال الجيش إلى غزة وتباين التفسيرات حول المهمة التي سيقوم بها، ما جعل وسائل الإعلام الجزائرية تشعر بالورطة وتتهم جهات معادية بتحريفها.

الجزائر - أنكرت وسائل الإعلام الجزائرية تصريحات الرئيس عبدالمجيد تبون بشأن إرسال الجيش إلى غزة، بعد أن أثارت موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وتداولها الناشطون بكثافة بردود فعل متباينة بين المتحمس لاقتحام حدود غزة وبين المستنكر للدعاية الانتخابية والمتاجرة بالقضية وبين الساخر من التصريح غير المنطقي.

وانتشرت تصريحات تبون خلال تجمع انتخابي بمحافظة قسنطينة، في وسائل الإعلام العربية وجاء فيها، “نقسم ليكم بالله، لو يساعدونا ويحلو لينا الحدود بين مصر وغزة، عندنا ما نديرو”.

وقال الرئيس المترشح للرئاسيات المٌقررة في السابع من شهر سبتمبر القادم إن “الجيش الجزائري على أتم الاستعداد والجهوزية لدخول غزة لو كانت الحدود مفتوحة من أجل تشييد ثلاثة مستشفيات في ظرف 20 يوما، وبعث مئات الأطباء إلى القطاع، وكذلك المساعدة في إعادة بناء ما دُمّر من طرف الصهاينة”، مشددا على أن بلاده لن تتخلى عن فلسطين.

لكن التصريحات التي يبدو أنها أحرجت السلطة، دفعت صحيفة الخبر المقربة من النظام الجزائري إلى اتهام جهات “معادية” بتحريفها، وهو الاتهام الذي ينافيه ما تم تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي إذ أن البعض رحبوا بها وأشادوا بها، معتبرين أنها “بطولة غير مسبوقة”، وجاء في تعليق:

وهلل آخر:

لكن غالبية التعليقات التي تداولت التصريحات في مقطع فيديو موثق كان لها رأي آخر، ووصفت الكلام بـ”الشعبوية”، كما قوبل بالكثير من السخرية من الجزائريين أنفسهم، إذ قال أحد المعلقين:

وكتب ناشط:

وسخر آخر:

وكتب الكاتب والحقوقي الجزائري أنور مالك:

واستنكر آخر على بعض المثقفين أو الكتاب أن ينقادوا إلى التصريحات التي تأتي في سياق انتخابي، في حين تواصل السلطات الجزائرية منع المظاهرات والوقفات الاحتجاجية الداعمة لفلسطين، وكتب أحدهم:

وتسببت هذه التعليقات في جعل الإعلام الجزائري يشعر بالورطة والحرج، ويبحث عن أي ذريعة لتبرير التصريحات أو نفيها، فقالت صحيفة “الخبر” في مقال بعنوان “تحريف خطير لتصريح تبون في قسنطينة”، إن “تصريحات الرئيس المترشح للرئاسيات، عبد المجيد تبون، حول استعداد الجزائر لإرسال مساعدات إنسانية وإغاثية في شكل مستشفيات ميدانية، لإسعاف ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكتوبر الماضي، تعرضت إلى تحريف مقصود. وزعم أصحاب هذا التحريف أن تبون أعلن عن إرسال قوات جزائرية إلى غزة، وهو كلام من وحي خيال أصحابه ولم يصدر عن المترشح تبون مطلقا”.

◙ تصريحات الرئيس الجزائري يبدو أنها أحرجت السلطة ودفعت صحيفة الخبر المقربة إلى اتهام جهات "معادية" بتحريفها

وأضافت الصحيفة “آخر هذه المحاولات الفاشلة، ما تعرضت له تصريحات المترشح للرئاسة، عبدالمجيد تبون، في قسنطينة العلماء والدين والثقافة والفنون، عندما طالت أقلام وأصابع الأيادي الآثمة للمساس بالعلاقات الجزائرية – المصرية، محرفة عبارات بأكملها عن سياقها، مرتكبة بذلك أكبر جريمة في حق شعبين شقيقين، الجزائري والمصري، في خطوة لبث السم في جسد العلاقات المتينة بينهما”.

وقد علق العديد من الناشطين المصريين مستنكرين إقحام بلادهم في الموضوع لغايات سياسية، وكتب مغرد: 

QRNQSH@
إنت بتتكلم جد يا حج #تبون إلي عايز حاجة يقدر يعملها ميستناش مصر #مصر مش فاضية للكلام ده وقالها زمان الله يرحمه #مبارك بلاش كلام فاضي.

ويقول متابعون، إن القضية الفلسطينية لها حضور وأهمية كبيرة لدى المواطن الجزائري ولها تأثير كبير على الناخب الجزائري الذي يهتم بالقضية مثل أيّ مواطن عربي، لذلك يبدو أن توقيت تصريحات تبون ومكانها له علاقة بتوظيف القضية الفلسطينية في العملية الانتخابية. ويضيف هؤلاء أن مطالبته مصر بفتح معبر رفح تنطوي على عدم دراية بالوضع في غزة، لأن مصر لم تغلق المعبر بل ترفض التعامل مع السلطات الإسرائيلية في إدارته.

5