اِفرش منديلك

الأغاني القديمة عبرت عن موضوع الصيف والبحر والبهجة واستطاعت أن تجعل سامعها وكأنه يلامس الموج ويحرك رمال الشاطئ بقدميه.
الأحد 2024/08/18
شواطئ تونس.. متعة البحر

من أهم وأشهر الأغاني العربية التي تنسجم مع خصوصية فصل الصيف من حيث الموضوع والصورة والإيقاع أغنية "اِفرش منديلك ع الرملة" للفنان المصري ماهر العطار، وهي من كلمات الشاعر الغنائي محسن عزت، وألحان الفنان إبراهيم رأفت شقيق الموسيقار محمد الموجي. وحققت انتشارا واسعا عند إذاعتها لأول مرة، وبيع منها 17 ألف أسطوانة في ثلاثة أيام، ثم تجاوز العدد مئة ألف أسطوانة، وهو ما يعني أنها كانت أغنية الحظ سواء للصوت الذي أداها أو للملحن الذي حملت اسمه .

أول أغنية سجلها العطار هي "بلغوه" من ألحان الموجي، تلاها عدد كبير من الأغاني العاطفية، لكن عبدالحليم حافظ الذي كان يرتبط معه بعلاقة صداقة قال له "يا ماهر، حتى تحقق نجاحا كبيرا لا بد أن تتخصص في لون معين من الغناء، لهذا أنصحك بترك الغناء العاطفي، وغناء لون آخر يتناسب مع سنك وشبابك، وفى هذا الوقت كنت أغني أغنية عاطفية شعبية ناجحة جدا بعنوان (دوبوني الغمزتين)، فطلب مني أن أكمل في هذا اللون الناجح” لتأتي بعدها "اِفرش منديلك" و"مين يأمنلك مين".

وما دمنا في أجواء الصيف، لا بد من الوقوف عند أغنية "ع الرملة" التي كتبها محمد حمزة ولحنها بليغ حمدي وأداها الفنان محمد رشدي وقدمها سنة 1970 في فيلم "فرقة المرح" الذي قام ببطولته مع شمس البارودي في إخراج لفطين عبدالوهاب .

ومن أكثر الأغاني التي تحيلنا مباشرة على أجواء الصيف والبحر والإجازات، "قاضي البلاج" التي قدمها العندليب الأسمر عبدالحليم من كلمات الشاعر مرسى جميل عزيز وألحان الفنان منير مراد، والتي تلتها أغنية "دقوا الشماسي" لنفس الثالوث، وتم تقديمهما في فيلم "أبي فوق الشجرة" للمخرج حسين كمال والذي شاركت في بطولته ميرفت أمين وعماد حمدي ونادية لطفي، وتم اعتباره عند ظهوره في العام 1969 من أقوى أفلام الاستعراض ومن أكثر الأفلام العربية تحقيقا للإيرادات حيث استمر عرضه في الصالات أكثر من 58 أسبوعا .

وبالعودة إلى التاريخ، فإن أول أغنية تم تسجيلها حول موضوع الصيف هي أغنية "الصيف ملآن بالفرفشة والنعنشة والدندشة" قدمها الفنان فوزي منيب زوج مارى منيب، في العام 1936 من كلمات أمين صدقي وألحان محمود الشريف، وقدمها في فيلم "الأبيض والأسود"، ثم ظهرت في العام 1942 أغنية "نشيد الصيف" من كلمات أمين صدقي أيضا وألحان فريد غصن، وبعد عامين، غنت ليلى حلمي في 1944 أغنية "إسكندرية" وقدمتها في فيلم "حسن وحسن" وقدم محمد الكحلاوي أغنيته "البحر فرحان متهني، والموج بيرقص ويغنى" وخصص فريد الأطرش كوبليه عن الصيف في أغنية "الربيع" يقول "لمين بتضحك يا صيف لياليك وأيامك".

وفي العام 1950 ظهرت الفنانة ليلى مراد في فيلم "شط الغرام" بأغنية من كلمات الشاعر صالح جودت وألحان أحمد صدقي يقول طالعها "بحب اثنين سول يا هنايا في حبهم/ المية والهوى طول عمري جنبهم”، ولا تزال إلى اليوم تحظى باهتمام المستمعين كلما بثتها إحدى الإذاعات المهتمة بالطرب الأصيل. وبالتأكيد، أن الأغاني القديمة عبرت أكثر من غيرها عن موضوع الصيف والبحر والبهجة خلال الإجازات، واستطاعت أن تجعل سامعها وكأنه يلامس الموج ويحرك رمال الشاطئ بقدميه، ولذلك تبقى جزءا من الذاكرة وسحرا يتجدد مع مرور السنين.

18