اتحاد الكتاب في بغداد يحتفي بثلاثة أدباء عراقيين

احتفاء بتجارب شاكر كتاب ولطيف عبدسالم وعلي عبدالرضا عاصي الإبداعية وحديث عن كتبهم الصادرة عن منشورات الاتحاد.
الخميس 2024/08/15
تجارب مختلفة في مقاربة الشعر

بغداد - احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الأربعاء بالكتب والتجارب الإبداعية لثلاثة أدباء عراقيين في حضور لفيف من الأدباء والنقاد لتدارس محاور المؤلفات الثلاثة. واستضاف الاتحاد الأدباء شاكر كتاب ولطيف عبدسالم وعلي عبدالرضا عاصي، للاحتفاء بتجاربهم الإبداعية والحديث عن كتبهم الصادرة عن منشورات الاتحاد، وتوقيعها بأروقة قاعة الجواهري، بحضور جمع من أدباء الوطن والمهتمين بالشأن الثقافي.

وشهد الاحتفاء مداخلات وأوراقا نقدية لعدد من الأدباء والنقاد، تطرقت إلى موضوعات الكتب المحتفى بها وأهمية ما تناول فيها كتابها من مادة أثرت المكتبة العراقية جماليا ومعرفيا، فضلا عن توقيع نسخ من الكتب الثلاثة. واستعرض مدير الجلسة قيس العطواني السير الذاتية للمحتفى بهم، مبينا أن كل كتاب من الكتب التي وقعها المحتفى بهم يحتوي على ثيمة خاصة بكاتبها على اختلاف محتواها.

وقال شاكر كتاب في مستهل حديثه إن “كتابه ‘الشعر في حضرة النبي’ يثير إشكاليات كبيرة، وفيه رؤية لمشاريع مستقبلية”، موضحا أن “هناك أكذوبة اسمها العصور الأدبية والحقيقة هي وجود منطقة وسطى تتداخل ما بين صدر الإسلام وما قبله، وهي تؤرخ لصراع ثقافات وفتح آفاق أخرى للبحث والدراسات، وهي منطقة مشتركة جديدة  للتثاقف ويشهد عليها الشعراء المخضرمون مثل كعب بن زهير وحسان بن ثابت وغيرهما”.

وبين أن هناك أدلة على تأثر شعراء ما قبل الإسلام بالفلسفة اليونانية، متابعا “لقد أثبت بكتابي ‘الشعر في حضرة النبي’ أن شعراء الرسول لم يكونوا ثلاثة، بل كانوا 34 شاعرا، لاسيما وأن التصوف بدأ منذ تلك الفترة واستمر حتى يومنا هذا”.

ويتناول كتاب شاكر العلاقة بين الشعر والإسلام وشعراء أسلموا فحسن إسلامهم، وشعراء هجوا الرسول وآله، وشعراء يهود، والتأثير والتغيير الذي طرأ. وهذا الجهد البحثي، الذي جاء في مئة وواحد وستين صفحة من القطع المتوسط، قدم صورة تحليلية لمعطيات الشعر وتماسه مع الوعي الإسلامي المتقدم، وهو يصنع مجتمعا مثاليا يدرك قيمة الكلمة المؤمنة.

قيس العطواني السير الذاتية للمحتفى بهم، مبينا أن كل كتاب من الكتب التي وقعها المحتفى بهم يحتوي على ثيمة خاصة بكاتبها على اختلاف محتواها
◙ قيس العطواني استعرض السير الذاتية للمحتفى بهم مبّينا أن كل كتاب من الكتب التي وقعها المحتفى بهم يحتوي على ثيمة خاصة بكاتبها على اختلاف محتواها

وبين الناقد هادي نهر، الذي كتب مقدمة الكتاب، أن “هناك أوهاما متداولة من بعض النقاد حول موقف الإسلام من الشعر، وبأنه محصور في دائرة وحيدة وضيقة، واعتمدوا في ذلك على نصوص وأحاديث نقلية ليس لها وقع تاريخي والبعض منها مبتور، لاسيما وأن الشعر فن جميل استحوذ على الإنسان العربي وكان ينتقل بسرعة كبيرة، ولولا الشعر لما تذوق العرب أسرار القرآن الكريم”.

وأشار علي عبدالرضا عاصي إلى أن “كتابه ‘اللغة الشعرية لشعراء قصيدة النثر في المرحلة التسعينية’ تكون من ثلاثة فصول وتضمن دراسة في اللغة الشعرية لشعراء التسعينات في العراق، والتي خيم عليها الحزن الشديد وفيها عبر شعراء تلك الحقبة عما عاناه المجتمع العراقي من ظروف معيشية وتحولات اجتماعية قاهرة”، لافتا إلى أنه “لا فرق بين قصيدة النثر وقصيدة الشطرين”.

وقد تأثرت قصيدة النثر بالأحداث التي واجهت العراق في التسعينات فكانت حاضرة وإن بشكل رمزي، بينما كانت اللغة المكتوبة بها أغلب النصوص مشحونة بشكل لافت بمصطلحات خارجة من ثيمة الوجدان والحالات الشعورية المختلفة من الإحباط والحب والانفعال وغيرها إلى التمرد أو المعجم الحربي، علاوة على الدلالات الرمزية والأيديولوجية.

فيما أكد لطيف عبدسالم أن “مراثي الوالدين في قصائد الشعراء العرب المعاصرين” هو كتابه الأول ضمن سلسلة كبيرة من المراثي التي سترى النور في الأيام القادمة، مشيرا إلى أنه “لمس في هذا الحقل المهم الكثير من الأشياء، ففي عصر ما قبل الإسلام كانت المراثي محصورة في قتلى الحروب فقط، وبعد مجيء الإسلام تغير ذلك وحدثت الانتقالات ولم يقتصر الرثاء على شريحة معينة وأصبح شاملا للجميع، وفي العصر الأموي انتقلت المراثي للقادة والأمراء والخلفاء”.

وجاء في مقدمة الكتاب أن “من يقلب صفحات الرثاء القديم والحديث والمعاصر بتدبر وإمعان، يدرك أن رثاء الوالدين يسبق، في الاشتياق والتلهف والحنين والصدق، أنواع الرثاء الأخرى، فحين تبسط مساحة الحزن ظلالها الكثيفة على روح الشاعر إذا ما فقد أحد الأعزة على قلبه، فإنه لا يجد بدا من اللجوء إلى الشعر سبيلا للبوح عن خلجات نفسه”.

ومن بين ما شجع الباحث على اختيار هذا الموضوع ملاحظته أن مرثيات الوالدين في الشعر العربي المعاصر لم تحظ بدراسات معمقة تتناسب مع أهمية موضوعها؛ فقد ظل الكثير منها، ولاسيما الدراسات الأكاديمية والمجاميع الشعرية والدراسات النقدية، موضبا في صناديق بعيدة عن أعين القراء، فضلا عن اعتماد العديد من الكتاب بصورة رئيسية على ما هو مدون في شبكة الإنترنت، على الرغم من عدم دقة الكثير منها، كما وجد الباحث أن قسما كبيرا مما نشر في هذا المجال بحاجة إلى مراجعة، وحتى أن الكثير من القصائد دونت حاملة الكثير من الأخطاء، الأمر الذي ألزمه بالبحث عن مصادر أدبية سليمة لأجل ضمان سلامة عرض المعلومات.

12