السيستاني يحذر من تداعيات كارثية حال توسع الصراع إقليميا

بغداد - حذر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني السبت من صدامات ذات "نتائج كارثية" إثر مقتل قياديين في "المقاومة" ضد إسرائيل ودعا إلى مزيد من الضغوط لوقف "حرب الإبادة" في قطاع غزة.
ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه مخاطر التصعيد إلى حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط بعد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران نسبته إلى إسرائيل، وفؤاد شكر القائد العسكري البارز في حزب الله ببيروت ما أثار تهديدات بالرد على إسرائيل.
ونتيجة لذلك يخشى كثيرون من اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على غزة والتي أدت بالفعل إلى مقتل عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية.
ودان السيستاني في بيان مجزرة كبرى في القطاع إثر غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل قرابة مائة شخص في مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين، وفق الدفاع المدني في غزة.
وقال "مرة أخرى ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة كبرى في قطاع غزة الأبية باستهداف من تؤويهم (مدرسة التابعين) من النازحين والمشرَّدين ... في جريمة مروعة تضاف الى سلسلة جرائمه المتواصلة منذ ما يزيد على عشرة أشهر".
وأضاف "وقد اشتملت في المدة الأخيرة على عمليات اغتيال غادرة استهدفت قيادات بارزة في مقاومة الاحتلال وأدّت إلى استشهاد عدد منهم، وقد خرق بها سيادة عدد من دول المنطقة" في إشارة لاغتيال هنية محذرا من أنها "زادت بذلك مخاطر وقوع مصادمات كبرى فيها تتسبب لو حدثت، لا سمح الله، في نتائج كارثية على مختلف دول هذه المنطقة وشعوبها".
ودعا السيستاني "العالم - مرة أخرى - للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع"، وبشكل أخص "الشعوب الإسلامية ... إلى التكاتف والتلاحم للضغط باتجاه وقف حرب الإبادة في غزة".
وتأتي مواقف المرجع الشيعي الأبرز في العراق، وسط مخاوف من انجرار الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية ردا على مقتل هنية وشكر، في وقت استأنفت الميليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني بشن هجمات على القواعد الأميركية.
وأعلنت السلطات العراقية الخميس، اعتقال خمسة أشخاص يشتبه بتورطهم في استهداف قاعدة عين الأسد الاميركية ما أسفر عن إصابة سبعة أميركيين.
واستهدف صاروخان، الإثنين القاعدة الواقعة في محافظة الأنبار بغرب العراق، ما أسفر عن إصابة "خمسة عناصر أميركيين ومتعاقدان أميركيان"، وفق ما أفاد مسؤول في البنتاغون.
وحمّلت واشنطن مسؤولية الهجوم لإحدى الفصائل العراقية الموالية لإيران، والتي كانت تبنت قبل أشهر عشرات الهجمات ضد القوات الأميركية دعماً للفلسطينيين، في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.
وتطالب الميليشيات والقوى السياسية الموالية لطهران بضرورة انسحاب القوات الأجنبية من البلاد فيما يواجه ذلك بكثير من العراقيل حيث تتفاوض الحكومة العراقية مع نظيرتها الأميركية حول الملف وتداعياته.
وتُعد الغارة على المدرسة السبت الضربة الأكثر حصدا للأرواح منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وبعد عشرة أشهر على اندلاع الحرب، ما زال الجيش الإسرائيلي يواجه حركة حماس في مختلف أنحاء قطاع غزة.
وقد خلفت الحرب، وفق وزارة الصحة في غزة، نحو 40 ألف قتيل في القطاع الذي اضطر جميع سكانه تقريبا والبالغ عددهم 2.4 مليون نسمة للنزوح عدة مرات.
وأدت الحرب إلى تفاقم التوترات بين إيران وحلفائها من ناحية، ولا سيما حزب الله اللبناني، وإسرائيل من ناحية أخرى.