تهميش واستبعاد اجتماعي يعيشهما مجهولو الأبوين في سلطنة عمان والسعودية

مسقط - خلصت دراسة عمانية أجرتها الباحثة شمسة بنت محمد السيابية للحصول على شهادة الماجستير بنشر الوعي حول الاحتضان والكفالة الأسرية، وتعزيز دورها في تحسين حياة مجهولي الأبوين، حيث جاءت الدراسة بعنوان "المشكلات التي تواجه مجهولي الوالدين والحلول المقترحة لها: دراسة ميدانية بمركز رعاية الطفولة بالخوض في محافظة مسقط".
وقالت الباحثة لـ”أثير” حول تفاصيل الدراسة التي نوقشت في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس إن مشكلة الدراسة تتلخص في التعرف على أهم المشكلات التي يعانيها مجهولو الأبوين بمركز رعاية الطفولة وبيوت الشباب بالخوض في محافظة مسقط، وما هي أهم الحلول المقترحة لها، وتفرعت منها مجموعة من الأسئلة التي تتمحور حول مظاهر التهميش وتداعياته، وتأثير الوصم الاجتماعي على مجهولي الأبوين، وعن أوجه الرعاية الاجتماعية في المركز، وطبيعة العلاقات بينهم والقائمين على رعايتهم بمختلف مسمياتهم الوظيفية، وأبرز المشكلات التي يعانون منها، وبالتالي إيجاد توصيات ومقترحات تسهم في حل تلك المشكلات.
ولتحقيق أهداف الرسالة، اُخْتِيرَت عينة عمدية مكونة من (11) حالة من مجهولي الأبوين بمركز رعاية الطفولة وبيوت الشباب بالخوض في محافظة مسقط، تتراوح أعمارهم بين (13 – 26) عاما ذكوراً وإناثاً، كما أُجْرِيَت مقابلات مع بعض موظفي المركز القائمين على رعاية مجهولي الأبوين وعددهم (9) أشخاص، بالإضافة إلى (3) من الخبراء في مجالات مختلفة.
وأوضحت الباحثة أن الأهمية النظرية للدراسة تتجلى في أنها من الموضوعات التي قلما تمت دراستها على مستوى سلطنة عمان، وقد تسهم في إثراء المعرفة العلمية في مجال الرعاية الاجتماعية لمجهولي الأبوين، بالإضافة إلى التوصل إلى مقترحات قد تسهم في حل مشكلات مجهولي الأبوين، وكذلك سهولة دمجهم مع المجتمع الخارجي.
وذكرت السيابية لأثير بأن أهم نتائج الدراسة تتمثل في الآتي: يعيش مجهولو الأبوين مظاهر التهميش والاستبعاد الاجتماعي، لأنه يسيطر عليهم في الغالب الحزن والاستياء والإحباط من نظرة المجتمع لهم. كما يعاني مجهولو الأبوين تأثير الوصم الاجتماعي ومن تداعياته، ولدى أغلبهم خوف.
◙ الدراسة توصلت إلى مجموعة من التوصيات أهمها توعية مجهولي الأبوين بالعادات والتقاليد المجتمعية وتوفير الأنشطة الجماعية ومشاركة مجهولي الأبوين فيها بفاعلية.
بدورها كشفت دراسة حديثة عن الأطفال مجهولي الأبوين في السعودية أن أكثر ما تعانيه هذه الفئة هي المعوقات الاجتماعية كالقلق عند التفكير في المستقبل الأسري وصعوبة الثقة بالآخرين. رغم أن المملكة منذ تأسيسها أولت اهتماما بالغا بفئة الأطفال مجهولي الأبوين على كافة الأصعدة ومن ذلك تقديم البرامج والخدمات كتوفير السكن المناسب، والإعاشة، والمساعدات العينية والنقدية، والتدريب والتوظيف، والتعليم، والتهيئة للزواج، والدعم النفسي والاجتماعي والقانوني.
وكشفت الدراسة التي أجراها الباحث حسن عبدالرحمن والصادرة عن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية عن وجود معوقات اجتماعية تواجه الأطفال مجهولي الأبوين أبرزها: الشعور بالنقص والدونية عن غيرهم من الأطفال معروفي النسب، والشعور بالقلق عند التفكير في المستقبل الأسري، وصعوبة الثقة بالآخرين، وذلك من وجهة نظر العاملين بالمؤسسات الإيوائية والمرتبطة بمؤسسات المجتمع المدني، وببيئة المؤسسات الإيوائية، وبالعلاقات الاجتماعية، وبفقدان الجو الأسري.
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات من أهمها: العمل على كسب ثقة مجهولي الأبوين في الآخرين وتوعية مجهولي الأبوين بالعادات والتقاليد المجتمعية وتوفير الأنشطة الجماعية ومشاركة مجهولي الأبوين فيها بفاعلية.
وأوضح الباحث حسن عبدالرحمن أن الأطفال هم أهم مورد بشري تعتمد عليه الأسرة في استكمال رسالتها، ونقل مقومات حضارتها للأجيال القادمة؛ لذلك تعترف معظم المجتمعات بأن الرعاية التي يلقاها الطفل في الأسرة تعتمد إلى حد كبير على الإمكانيات المتاحة للآباء من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والنفسية إلى الجانب ما يقدمه المجتمع لمساعدة الآباء على مواجهة مسؤولياتهم، من ثم فإن العناية بالطفل تصبح حقا للآباء ومن ضمن مسؤولياتهم، كما أنها مسؤولية المجتمع في تعهد الصغار بالتربية وخلق الفرص التي يتأتى منها نموهم وتطورهم وتحقق المستوى اللائق من الرفاهية لهم.
وبين الباحث أن المشكلات التي يواجهها الأطفال مجهولو الأبوين هي في المقام الأول مشكلات اجتماعية، ويتجلى هذا الأمر بصورة واضحة في دور رعاية الأيتام التي بها أعداد من هؤلاء الأطفال، الذين تقذف بهم الحياة لمواجهة مشكلاتها ومصاعبها، مما يتسبب لهم في مشكلات نفسية واجتماعية، وهذه الفئة أو الشريحة توجد بالكثير من المجتمعات، ولذلك يتوجب تأهيلهم وتوظيفهم حتى ينشأوا نشأة تمكنهم من خدمة مجتمعهم بدلا من تجاهلهم.
ويرى الباحث أن الأطفال مجهولي الأبوين هم فئة حرموا من حنان الأبوين والرعاية الأسرية الطبيعية ما ينتج عنه الكثير من المعوقات والمشكلات النفسية والاجتماعية، بسبب فقدان الجو الأسري، وأيضا يكونون عرضة للخطر والانحراف والسلوكيات الخاطئة والشعور بالدونية الذي يتطلب منا العمل على تذليل تلك المعوقات والصعوبات ومواجهتها، كي لا تصبح في المستقبل القريب عائقا لنموهم وتطورهم.
ومن المعوقات التي تواجه الأطفال مجهولي الأبوين:
- الشعور بالنقص والدونية عن غيرهم من الأطفال معروفي النسب.
- الشعور بالقلق عند التفكير في المستقبل الأسري.
- صعوبة الثقة بالآخرين.
- الشعور بأنهم ليست لهم قيمة في المجتمع.
- لا يتقبلهم الآخرون عند معرفتهم بأنهم مجهولو الأبوين.
- صعوبة مقابلة الجمهور.
- يقعون في الإحراج والمشاكل جراء فقدانهم كثيرا من العادات والتقاليد المجتمعية.
- ضعف برامج المسؤولية المجتمعية لهذه الفئة.
ـ قلة البرامج التوعوية والثقافية والاجتماعية الخاصة بفئة مجهولي الأبوين.
ـ عدم تفهم مؤسسات المجتمع المدني ظروفهم الاجتماعية.
ـ افتقاد التنسيق بين مؤسسات المجتمع المدني في ما يخص فئة مجهولي الأبوين.
ـ قلة الجهات الداعمة نفسيا واجتماعيا.