مقاتلو العشائر يهاجمون قسد في دير الزور بغطاء من دمشق

تحرك مقاتلو العشائر في هذا التوقيت لا يخلو من دلالات سياسية عميقة، مرتبطة بمسعى لاستنزاف القوات الأميركية في المنطقة الشرقية، وحلفائها المحليين.
الخميس 2024/08/08
هجوم عنيف وواسع

دمشق - نفّذت مجموعات مسلحة من العشائر العربية الأربعاء، هجوما واسع النطاق على مواقع قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ”قسد”، في ريف دير الزور الشرقي.

وكشفت مصادر مطلعة أن الهجمات انطلقت من مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية والميليشيات الإيرانية، غربي نهر الفرات، حيث قطعت تلك المجموعات نهر الفرات إلى الجهة المقابلة وشنت تحت وابل من قذائف الهاون، والمدفعية، عملية واسعة النطاق طالت قرى الصبحة، والبصيرة، وحوايج ذيبان، وأبوحمام وغرانيج، في ريف دير الزور الشرقي.

وتحدثت المصادر عن دخول القوات الأميركية على الخط عقب اقتراب مقاتلي العشائر ومجموعات الدفاع الوطني من مصفاة حقل “العمر” (النفطي) بريف دير الزور الشرقي، والتي تحتوي على أكبر قاعدة عسكرية لقوات التحالف الدولي في سوريا.

وشنت القوات الأميركية سلسلة من الغارات الجوية للحيلولة دون تقدم القوات المهاجمة.

ويقول مراقبون إن تحرك مقاتلي العشائر في هذا التوقيت لا يخلو من دلالات سياسية عميقة، مرتبطة بمسعى لاستنزاف القوات الأميركية في المنطقة الشرقية، وحلفائها المحليين، وذلك في سياق التوتر المتصاعد في المنطقة نتيجة الحرب في غزة.

ويوضح المراقبون أن العمليات التي شنها مقاتلو العشائر، وميليشيات موالية لدمشق الأربعاء تكشف بشكل واضح عن تورط كل من دمشق وطهران في تغذية الصراع بين العشائر وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمودها الفقري.

النظام السوري وحليفته إيران استغلا الوضع المتوتر بين العشائر العربية والأكراد وتمكنا من استقطاب المئات من أبناء العشائر

واستقدمت قسد تعزيزات عسكرية إلى المناطق التي تعرضت للهجوم، من قاعدة القوات الأميركية في حقل العمر النفطي، وتضمنت آليات وعناصر، كما فرضت حظر تجول في بلدات غرانيج، والكشكية، وأبوحمام، بينما حلّقت طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي على علو منخفض.

وقال المركز الإعلامي في قسد إن قوات النظام وميليشيا “الدفاع الوطني”، شنّتا هجوما بريا، بغطاء من المدفعية وقذائف الهاون، ضد مناطق على ضفاف نهر الفرات، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة بين قوات مجلس دير الزور وهجين العسكريين، والمجموعات المهاجمة، في محيط قرى ذيبان واللطوة وأبوحمام.

وأضاف أن “خلال القصف العشوائي والهمجي لقوات النظام على مناطق واسعة آهلة بالمدنيين، استشهد مدنيان اثنان، وأُصيب خمسة آخرون بجروح، في ذيبان وحي اللطوة، وأصيب مدنيان آخران في مدينة الشحيل كحصيلة أولية”.

وذكر أن “قواتنا استخدمت حقها في الدفاع المشروع عن المنطقة وأهلها، وتقوم الآن بملاحقة المجموعات المهاجمة في النقاط التي تسللت إليها، حيث لا تزال عمليات التمشيط مستمرة”.

وتتقاسم القوات الحكومية والميليشيات الإيرانية من جهة وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي من جهة ثانية السيطرة على محافظة دير الزور المتاخمة للحدود العراقية.

وسبق وأن شهدت المنطقة العام الماضي تمردا عسكريا للعشائر العربية، ردا على سياسة التهميش والتضييقات الأمنية التي يتعرض لها أبناء المكون العربي في المنطقة الشرقية.

ويقول مراقبون إن النظام السوري وحليفته إيران استغلا الوضع المتوتر بين العشائر العربية والأكراد وتمكنا من استقطاب المئات من أبناء العشائر.

وترفض دمشق الطموحات الكردية بإنشاء إقليم خاص بهم في شمال شرق البلاد وحتى دير الزور، كما تطالب بانسحاب القوات الأميركية التي تصفها بقوات احتلال.

وأفادت حسابات عسكرية قريبة من الحكومة السورية بأن هجوم الأربعاء أتى بعد “تدريبات” مستمرة تلقتها قوات العشائر بقيادة الشيخ إبراهيم الهفل، من قبل القوات الحكومية خلال الأشهر الماضية، مضيفة أن الهجوم كان عنيفا وواسعا.

وكان الهفل، وهو شيخ قبيلة “العكيدات”، قد قاد التمرد العسكري على قسد قبل نحو عام، وذلك من معقله في بلدة ذيبان.

2