قتلى وجرحى في اشتباكات بين العشائر العربية وقسد شرقي سوريا

مقاتلو العشائر ينتزعون من قوات سوريا الديمقراطية القريبة بلدات أبوحمام والكشكية شرق دير الزور، ومقار في بلدة غرانيج وذبيان.
الأربعاء 2024/08/07
قسد تتصدى للهجمات وتلاحق المقاتلين

دمشق/لندن - قتل ثلاثة مدنيين وأصيب 15 آخرون اليوم الأربعاء في هجوم شنه ما يعرف باسم "قوات العشائر العربية" استهدف مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على ضفة نهر الفرات الشرقية في ريف دير الزور بشرق سوريا.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان هاجمت مجموعة من المسلحين المحليين والدفاع الوطني والموالين لإيران، مواقع قوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات بريف دير الزور، بغطاء من المدفعية وقذائف الهاون.

وقال المرصد، ومقره لندن في بيان صحافي الأربعاء، إن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات مجلس دير الزور والمجموعات المهاجمة في محيط قرى ذيبان واللطوة وأبوحمام، بعد منتصف ليل الثلاثاء وصباح الأربعاء.

وبدأت قوات القبائل والعشائر العربية هجومها بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية انطلاقاً من مناطق سيطرة النظام السوري غربي نهر الفرات، مستهدفاً مقار "قسد" في بلدة ذبيان شرقي دير الزور، لترد الأخيرة بقصف قذائف الهاون.

وهاجمت "العشائر العربية" بعدها نقطة عسكرية لـ"قسد" على ضفة نهر الفرات في بلدة أبوحمام شرقي دير الزور، كما استهدفت نقاطاً أخرى لها قرب بلدة الطيانة وفي مدينة البصيرة وبلدة الصبحة.

وكذلك شنت هجوما على نقطة عسكرية لـ"قسد" في مدرسة الضياف التي تتخذها مقراً لها في بلدة أبوحردوب شرق دير الزور.

وعلى إثر هذه المواجهات، فرضت "قوات العشائر" سيطرتها على نقاط "قسد" القريبة من نهر الفرات في بلدات أبوحمام والكشكية شرق دير الزور، ومقار في بلدة غرانيج وذبيان.

ولم يصدر أي تعليق من قبل قوات النظام السوري أو الإعلام الرسمي على الاشتباكات، لكن صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، قالت إن "قوات العشائر العربية تشن هجومًا واسعًا ضد ميليشيات (قوات سوريا الديمقراطية) بريف دير الزور الشرقي، وتسيطر على عدة بلدات، منها أبوحمام وغرانيج والطيانة".

وتحاول "قسد" استعادة الأماكن التي سيطرت عليها "قوات العشائر"، بحسب "الوطن".

ونشرت شبكات إخبارية محلية مقطعا مصورا قالت إنه لسيطرة مقاتلي "العشائر" على حاجز "الصنور" في بلدة أبوحمام.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً يظهر مجموعة من "قوات العشائر" وهي تفرض سيطرتها على نقطة محطة مياه بلدة أبوحمام التابعة لـ"قسد".

وأعلن قائد قوات العشائر إبراهيم الهفل في تسجيل صوتي متداول مهاجمة قواته جميع النقاط الأمنية لـ"قسد" في بلدة الباغوز قرب الحدود العراقية.

وجراء هذا الهجوم المباغت، استقدمت "قسد" تعزيزات عسكرية كبيرة من مقارها في منطقة المعامل ومن الشدادي جنوبي الحسكة وأيضاً من الرقة نحو ريف دير الزور الشرقي، في حين فرّ عناصرها تحت ضربات "جيش العشائر" في بعض النقاط، حسبما أكدت شبكات إخبارية محلية.

وشهدت بلدات وقرى جمة وذيبان والحوايج شرق دير الزور حركة نزوح للأهالي خوفاً من المواجهات الدائرة بين الطرفين.

وقالت "قسد" في بيان عبر صفحتها على فيسبوك، إن مجموعات من قوات النظام وأخرى من "الدفاع الوطني" شنت هجوماً برياً بغطاء من المدفعية وقذائف الهاون، ضد مناطق سيطرتها على ضفاف نهر الفرات شرقي دير الزور، وذلك في ساعات متأخرة من مساء الثلاثاء وصباح اليوم الأربعاء.

وأضافت في بيان لاحق، استمرار حملة التمشيط في قرى الذيبان واللطوة وأبوحمام بعد الهجمات التي جاءت بناء على أمر وتعليمات من "المدعو حسام لوقا رئيس ما يسمى جهاز المخابرات العامة".

كما أعلنت "الإدارة الذاتية" حظر تجوال كلي في كل من المنطقة الجنوبية والمنطقة الشرقية اعتباراً من اليوم الأربعاء وحتى إشعار آخر، "نتيجة للظروف الامنية ومحاولة بعض المجموعات المسلحة الموالية للجهات المعادية زعزعة الأمن"، بحسب بيان.

ومنذ سبتمبر 2023، يتكرر القصف المتبادل بين قوات النظام السوري والقوات الرديفة (الدفاع الوطني وقوات العشائر) وميليشيات موالية لإيران تتمركز غرب نهر الفرات من جهة، و"قسد" التي تسيطر على شرق النهر بمحافظة دير الزور شرقي سوريا.

وفي 19 من يونيو الماضي، هاجمت مجموعات من ميليشيا "الدفاع الوطني" نقاطًا عسكرية لـ"قسد" على ضفة نهر الفرات.

وعقب الهجمات قتل عنصر من "الدفاع الوطني" بالقرب من مستشفى "القلب" على الضفة الغربية للنهر، برصاص قناصين من "قسد" يتمركزون في بلدة الجنينة بريف دير الزور الغربي.

وفي فبراير الماضي، قالت "قسد" في بيان نشره مركزها الإعلامي، إنها أفشلت محاولة تسلل لمجموعة من “المرتزقة المدعومين من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري” باتجاه بلدات ذيبان، والكشمة، والشعفة، عبر نهر الفرات.