واشنطن ترمي كرة مفاوضات غزة في ملعب السنوار

واشنطن - أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء أنّه يتعيّن على الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار أن يقرّر بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع إسرائيل، فيما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى "تصفيته بشكل سريع".
وقال بلينكن إنّ "السنوار كان ولا يزال صانع القرار الرئيسي في ما يتعلق بإبرام وقف لإطلاق النار" في القطاع الفلسطيني وذلك بعد أن أعلنت حماس تعيين قائدها في غزة، أحد أبرز المطلوبين لدى إسرائيل، رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل قبل أسبوع في طهران في هجوم زاد المخاوف من تصعيد عسكري في الشرق الأوسط.
وأضاف الوزير الأميركي في مؤتمر صحافي بماريلاند "عليه أن يقرر ما إذا كان سيمضي قدما في مفاوضات وقف إطلاق النار الذي سيساعد بشكل واضح العديد من الفلسطينيين المحتاجين بشدة لوقف الحرب".
وأشار إلى أن "العمل على الاتفاق استمر حتى مع الأحداث الأخيرة في المنطقة، ووصلت المفاوضات إلى مرحلتها النهائية، ونحن نعتقد بقوة أنها ستصل إلى خط النهاية قريبا جدا".
وفي المقابل، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس السنوار، تعليقا على تعيينه رئيسا لحماس بـ "الإرهابي الكبير".
وحث في منشور عبر حسابه على منصة إكس إلى محوه وتصفيته، قائلا "تعيين يحيى السنوار زعيماً جديداً لحركة حماس، خلفاً لإسماعيل هنية، هو سبب مقنع آخر للقضاء عليه بسرعة ومحو هذه المنظمة الشريرة عن وجه الأرض".
ولطالما توعدت إسرائيل التي تعتبر السنوار العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، بالقبض على القيادي الرفيع في حماس حياً أو ميتاً.
كما أكدت أكثر من مرة انها لن تسمح للسنوار الذي ترجح أن يكون مختبئاً في أحد الأنفاق في قطاع غزة الذي بات شبه مدمر منذ تفجر الحرب في أكتوبر الماضي، بالفرار أو استعادة سيطرته على غزة.
ويذكر أن اختيار السنوار خلفاً لهنية دفع العديد من المراقبين إلى ترجيح نسف مفاوضات وقف النار أو تعقيدها أكثر بعد، علماً أن المحادثات التي تتوسط فيها قطر ومصر والولايات المتحدة، متعثرة منذ أشهر بين الطرفين.
كما اعتبر بعض المحللين أن تعيين السنوار رسالة تحد لتل أبيب التي أقدمت على اغتيال الوجه السياسي لحماس، والاسم الذي كان يفاوضها من أجل إطلاق سراح أسراها الذيم لا يزالوا محتجين في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وهنّأ حزب الله مساء الثلاثاء الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار على تعيينه في هذا المنصب خلفاً لهنية الذي اغتيل قبل أسبوع في طهران في هجوم زاد المخاوف من تصعيد عسكري في الشرق الأوسط.
وقال الحزب في بيان إنّ هذا القرار يثبت أنّ "الأهداف التي يتوخّاها العدوّ من قتل القادة والمسؤولين فشلت في تحقيق مبتغاها".
واعتبر الحزب الشيعي اللبناني أنّ تعيين السنوار يرسل "رسالة قوية للعدو الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة وحلفائها بأنّ حركة حماس موحّدة في قرارها، صلبة في مبادئها، ثابتة في خياراتها الكبرى، عازمة على المضي ومعها سائر الفصائل الفلسطينية في طريق المقاومة والجهاد مهما بلغت التضحيات".
وأضاف البيان أنّ "محور المقاومة" الذي تدعمه إيران ويُعتبر الحزب الشيعي أبرز مكوّناته، "يخوض معركة بطولية وتاريخية على جبهات عدة، في توقيت حساس على مستوى المنطقة في إطار الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم".
وشدّد حزب الله في بيانه على أنّ "انتخاب الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة حماس في هذا التوقيت الهام وفي قلب المعركة يزيد أمّتنا وشعوب منطقتنا إيماناً وعزيمة على توحيد الجهود وإصراراً على مواصلة الجهاد والمقاومة حتى التحرير الكامل".
وتواجه الولايات المتحدة الآن مهمة الدفاع عن إسرائيل من هجوم إيراني آخر إذا فشل الردع، بينما تواصل أيضًا جهودها لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، خصوصا أن احتمال اندلاع حرب قد يعرقل جهود الرئيس جو بايدن المتعثرة بالفعل لوقف إطلاق النار في غزة، والتي أصبحت محورية لدبلوماسيته في الشرق الأوسط وإرثه في السياسة الخارجية.
وحضّ وزير الخارجية الأميركي إيران وإسرائيل على عدم تصعيد النزاع في الشرق الأوسط، وذلك وسط مخاوف من تأهب طهران وحلفائها لتوجيه ضربات انتقامية للدولة العبرية.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي إنّ "أحداً يجب ألا يصعّد هذا النزاع. نحن منخرطون في (جهود) دبلوماسية مكثّفة مع حلفاء وشركاء، لنقل هذه الرسالة مباشرة إلى إيران. لقد نقلنا تلك الرسالة مباشرة إلى إسرائيل".
وتعهّدت إيران الردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران بضربة نسبتها إلى إسرائيل التي لم تعلّق على هذا الاتّهام.
وقال بلينكن "إنّ التزامنا أمن إسرائيل راسخ. سنواصل الدفاع عن إسرائيل ضدّ هجمات جماعات إرهابية أو جهات راعية لها، كما سنواصل الدفاع عن قواتنا".
لكنّه لفت إلى أنّ "الجميع في المنطقة يجب أن يدركوا أنّ شنّ مزيد من الهجمات لن يؤدّي إلا لإطالة أمد النزاع وانعدام الاستقرار وانعدام الأمن للجميع".
وأدلى بلينكن بتصريحه عقب محادثات أجراها مع وزيري الخارجية والدفاع الأستراليين في أكاديمية سلاح البحرية الأميركية في أنابوليس بولاية ميريلاند.
وقال الوزير الأميركي إنّ الولايات المتحدة تعمل "بشكل مكثّف على خفض التوترات في الشرق الأوسط ومنع تمدد النزاع".
وشدّد على أنّ شنّ مزيد من الهجمات لن يؤدّي إلا مفاقمة مخاطر الوصول نتائج خطيرة لا يمكن لأحد التنبؤ بها أو السيطرة عليها بالكامل".
ودعا كلّ الأطراف في المنطقة إلى "إدراك مخاطر الحسابات الخاطئة واتّخاذ قرارات لتهدئة التوترات وليس مفاقمتها".
واغتيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي. وبعد الهجوم هددت إيران بالانتقام من إسرائيل، التي لم تعلن مسؤوليتها عنه.
ومع مقتل القائد العسكري الكبير في جماعة حزب الله اللبنانية فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على بيروت الأسبوع الماضي، تصاعدت المخاوف من تحول الصراع في غزة إلى حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وقالت إيران إن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عن اغتيال هنية بسبب دعمها لإسرائيل.
وأدى هجوم على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق الاثنين إلى إصابة ما لا يقل عن خمسة جنود أميركيين.
وقال أوستن إن الولايات المتحدة "لن تتسامح" مع الهجمات على قواتها.
وعندما سُئل عما إذا كان يعرف من يقف وراء الهجوم، قال أوستن أن واشنطن متأكدة من أنها جماعة مسلحة مدعومة من إيران، لكنه لم يحددها.