بعد عقد من الهيمنة، محكمة أميركية تدين غوغل بالاحتكار

المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند يعتبر أن الحكم كان "انتصارا تاريخيا للشعب الأميركي".
الأربعاء 2024/08/07
لا شركة مهما كانت مؤثرة تعلو فوق القانون

واشنطن - أدينت شركة غوغل بارتكاب ممارسات مناهضة للمنافسة فيما يتعلق بمحرك البحث الخاص بها، لاسيما من خلال عقود تفرض من خلالها محرّك البحث كبرنامج تلقائي عبر الأجهزة، بحسب قرار أصدره الاثنين قاض في واشنطن.

وقال القاضي “بعد دراسة متأنية للشهادات والأدلة، توصّلت المحكمة إلى استنتاج مفاده أنّ غوغل شركة احتكارية وقد تصرفت بطريقة تحافظ على هذا الاحتكار”.

ويُفترض انعقاد جلسة جديدة لتحديد مبلغ الغرامة المفروضة على الشركة.

كنت ووكر: الحكم اعتراف بأن غوغل أفضل محرك بحث
ميريك جارلاند: الحكم كان انتصارا تاريخيا للشعب الأميركي

واتُهمت المجموعة الأميركية بدفع ما يصل إلى 26 مليار دولار في العام الفائت وحده، لضمان أن يكون محرّك البحث الخاص بها هو المحرك التلقائي في عدد من الهواتف الذكية ومتصفحات الإنترنت.

وأشار القاضي في قراره إلى أنّ “اتفاقيات التوزيع التي وقعتها غوغل تستبق حصة كبيرة من سوق محركات البحث وتمنع الشركات الأخرى من التنافس معها”.

وكانت وزارة العدل الأميركية قد رفعت دعوى قضائية ضد غوغل في عام 2020 بدعوى أن الشركة تحتفظ باحتكار غير قانوني، بدعوى أن موقفها المهيمن يضر بالمستهلكين.

وفي حكم صدر الاثنين، قال القاضي أميت ميهتا إن هيمنة غوغل استمرت دون تحد لأكثر من عقد. وكتب ميهتا: “غوغل محتكرة، وقد تصرفت للحفاظ على احتكارها”.

وأشار إلى أن غوغل كان لها “ميزة كبيرة وغير مرئية إلى حد كبير على منافسيها.. التوزيع الافتراضي”، حيث كانت غوغل محرك بحث افتراضي وحيد على الأجهزة.

وقال ميهتا: “والأهم من ذلك، تجد المحكمة أيضا أن غوغل قد استخدمت سلطتها الاحتكارية عن طريق فرض أسعار تنافسية مرتفعة للإعلانات النصية العامة للبحث. هذا السلوك سمح لغوغل تحقيق أرباح احتكارية”.

واعتبرت وزارة العدل الأميركية أنّ هذه الممارسة تنتهك قانون المنافسة، معتبرة هذه العقود غير قانونية، في حين أن أداتها البحثية أصبحت أصلاً مهيمنة جداً على السوق.

كنت ووكر: الحكم اعتراف بأن غوغل أفضل محرك بحث
كنت ووكر: الحكم اعتراف بأن غوغل أفضل محرك بحث

وخلال المحاكمة التي عقدت في مطلع مايو الفائت في واشنطن، أعرب القاضي عن شكوكه في أن الحكومة أثبتت أن هذه الاتفاقيات لا تحترم قانون المنافسة الأميركي.

لكنّه شكك أيضا في أقوال غوغل، متسائلًا كيف سيكون لمحرك بحث منافس القدرة على دفع أعلى المبالغ لشركة آبل مقابل المركز الرئيسي على أجهزتها.

وأكدت غوغل أنّ عمليات البحث التي تُجرى عبر أمازون أو فيسبوك أو حتى إكسبيديا (شركة رحلات سياحية) كانت في منافسة مع محرك البحث الخاص بها، وهو تأكيد شكك فيه القاضي أيضا.

واعتبر المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند إن الحكم كان “انتصارا تاريخيا للشعب الأميركي”. وأضاف: “لا شركة، مهما كانت كبيرة أو مؤثرة، تعلو فوق القانون. وزارة العدل ستواصل تطبيق قوانين مكافحة الاحتكار لدينا بقوة”.

وقال كنت ووكر، رئيس الشؤون العالمية في غوغل، في بيان موجز: “هذاالقرار يعترف بأن غوغل تقدم أفضل محرك بحث”، وأضاف أن عملاق التكنولوجيا يعتزم استئناف الحكم.

ويشار إلى أن غوغل، المملوكة للشركة الأم ألفابت، هي محرك البحث المهيمن في الولايات المتحدة حيث يتجاوز نصيبها ثلاثة أرباع جميع عمليات البحث، وهي أكثر هيمنة على الأجهزة المحمولة.

11